| محليــات
سعدنا قبل البارحة ليلة الاثنين بافتتاح (الأسبوع الثقافي العربي الليبي) الذي سوف يستمر من يوم 17 إلى يوم 24 من شهر ذي القعدة 1421ه والذي افتتحه سمو الامير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب.
وكم كانت فقرات الحفل الخطابي، وما تلاه من عروض (للفرقة الوطنية الشعبية الليبية)- جميلة وشيقة وخفيفة الظل، وحاكية، بالحركة والتمثيل قضايا تراثية اجتماعية معبرة عن واقع عاشه ابن ليبيا في الزمن الماضي وتفاعل معه كجزء من حياة الصحراء البدوية الليبية.
هذا الأسبوع الثقافي الليبي خطوة من خطوات التلاحم والتلاقح الثقافي بين أبناء الجزيرة العربية الأم وبين أبناء احدى مولوداتها في خارج حدودها بما اصبح يسمى العالم العربي.
لقد قلت لاحدى الاذاعات العربية في مقابلة أجراها معي أحد المذيعين بعد انتهاء حفل الافتتاح إن التقارب والتوافق الثقافي بين شعوب الأمة العربية يبني من العلاقات الطيبة وتقريب وجهات النظر المختلفة أكثر مما تبنيه السياسة، التي هي غالباً (صناعة القادة) وليست صناعة الشعوب بشكل مطلق,.
في العام الماضي سعدت وثلة من المثقفين العرب بزيارة (ليبيا) لتهنئة الشعب الليبي الشقيق بفك الحصار عنه، بعد تسليمه المتهمين بتفجير الطائرة الأمريكية فوق (لوكربي) وكان صاحب الفضل بعد الله في هذه الزيارة الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، صاحب جائزة الشعر,, والنشاطات الثقافية المتنوعة الذي يعتبر أحد الرموز النادرة في البذل والعطاء لهذه النشاطات الأدبية والثقافية التي يقيمها كل عام في إحدى الدول العربية، أو الإسلامية، كما فعل في عام 1420ه (بمهرجان سعدي الشيرازي) في (طهران) و(شيراز) لقد أتاح لنا الأستاذ عبدالعزيز البابطين زيارة طرابلس عاصمة الدولة الليبية الشقيقة، وسعدنا بالحفل الثقافي الذي أقيم في قاعة فندق المهاري حيث نسكن وألقيت فيه الكلمات والقصائد.
وكان يرافقنا في الحفل الخطابي وحفل العشاء بعده، الأستاذ المهذب أحمد القذافي (قذاف الدم) كما يلقب وهو في الحقيقة لطيف المعشر، مهذب الطباع، ذو ثقافة جيدة وذوق رفيع,, وكان حفل العشاء أقيم في قاعة كبرى على أنغام (الموشحات) الأندلسية الجميلة,, وكان يلتفت الى الشيخ عثمان الصالح مرة وإليَّ مرة يسألنا ونحن ملتفُّون على المائدة ما رأيك في هذه القصيدة,, وفي القصيدة الفلانية,, والفرقة التي تغني هذا الشعر,,؟ مما يدل على رغبته الأكيدة في المؤانسة وإظهار اللطف والمرونة الطبيعية, وقد لازمنا حتى سافرنا, أما الرئيس القذافي فلم يستقبل الوفد ولم يسلّم على أحد مع أنه معنا في مبنى المطار.
أعود إلى الحديث عن الأسبوع الثقافي الليبي الذي يعقد في الرياض هذه الايام، فأذكر من يهمه الأمر من المثقفين بأن (النادي الادبي بالرياض) الذي يسهم مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في احتضان جزء كبير من نشاطات هذا الاسبوع الثقافي الليبي، على النحو الآتي:
1 محاضرة بعنوان (الحركة الثقافية في ليبيا) للدكتور محمد أحمد وريث الساعة 30/8 مساء أمس الاثنين بقاعةالنادي للمحاضرات.
2 أمسية شعرية مشتركة (شعراء ليبيون شعراء سعوديون) وذلك مساء الخميس، بقاعة النادي للمحاضرات.
3 ويقيم كذلك مساء السبت في الساعة 30/8 محاضرة بعنوان (المقاومة الليبية للغزو الايطالي 1911 1915م) يلقيها الأستاذ أحمد عطية مدلل.
وأنا أدعو الذين فاتتهم محاضرة الدكتور محمد أحمد وريث الليلة البارحة ألا تفوتهم الأمسيتان التاليتان مساء الخميس بعد غدٍ ومساء السبت 23 الجاري.
وحضور نشاطات هذا الأسبوع الثقافي الليبي حقٌّ علينا تجاه إخواننا من مثقفي البلد الشقيق ليبيا,, كأشقاء زائرين، وكضيوف أعزاء لهم منا واجب التقدير والاحترام,
ولا شك أن في ليبيا كما في المملكة العربية السعودية، أدباء ومثقفين لهم وزنهم وقدرهم واحترامهم.
جمع الله شمل العرب والمسلمين، ووحّد كلمتهم على الحق والهدى وصالح دينهم ودنياهم,, وشفاهم وعافاهم من خلافات وعدوانية بعض زعمائهم الذين لم يهتدوا بهدي الإسلام كما هو النص القرآني (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
|
|
|
|
|