|
| الاقتصادية
من أكثر ما تشتهر به الجزيرة العربية قبل البترول هي حياة الرعي والزراعة في السواحل وبعض الواحات المكتفية بالمياه ولكن في الغالب هو الرعي الذي كان يعتمد على المساحة الشاسعة لالجزيرة العربية والارض المنبسطة التي تسهل تنقل المواشي بين المراعي المتباعدة على حسب وفرة المياه والاعشاب وتوفر الاجواء ذات درجة الحرارة المناسبة في معظم فصول السنة, بالاضافة الى اعتماد سكان الجزيرة العربية على منتجاتها في جميع وسائل حياتهم من اصواف والبان ولحوم ومشتقات هذه المنتجات ولم يتغير في وقتنا الحاضر سوى القدرة على توفير معظم هذه المنتجات الحيوانية والتوسع في الانتاج واستخدام الوسائل الحديثة والاستفادة من وفرة الموارد المالية والقوة البشرية المنتجة للنهوض بثروة لا حدود لها والتي من الممكن ان تكون موازية لصناعة البترول والمشتقات البترولية لو نمت ادارة مواردها وتوجيه منتجاتها بأساليب وسياسة استراتيجية حكمية,, فالارض الشاسعة لاتزال موجودة ويضاف اليها توفر المياه بشكل لم تكن قد شهدت مثله في الماضي من حيث تعدد مصادر المياه من مياه الآبار المحفورة آليا والمياه المحلاة من مياه البحر واعادة الاستفادة من المياه غير الصالحة للشرب بالنسبة للانسان او الماشية بتحويل هذه المياه الى مياه ري زراعية لزراعة الاعشاب والحبوب التي يتم استخدامها علفا للماشية,
وبذلك تكون هذه الصناعة والتي هي صناعة ذات امدادات محلية مائة بالمائة ولا تحتاج الى الاستيراد من الخارج الا بعض الاليات والتي لا يتم استيرادها الا مرة واحدة عند تكوين اي مشروع للمنتجات الحيوانية,
وكما قد رأيت في زيارتي لمزارع ومصانع المراعي لمنتجات الالبان فلدى المراعي نموذج حي على ارض الواقع وهو مشروع ناجح ولبنة من لبنات الاكتفاء الذاتي في مجال الاغذية في المملكة وهو مشروع عملاق ولديه خمس مزارع لتربية الابقار والتي يبلغ عددها حوالي 45 الف بقرة وبطاقة انتاجية تبلغ مليوناً ونصف المليون لتر من الحليب ومشتقاته وذلك بالاضافة الى العصيرات وتعد المراعي من الشركات المصدرة خارج المملكة وذلك مما يزيد في نسبة الدخل الوطني والذي يتمنى كل مواطن ان يرى مشاريع اخرى مكملة للوصول الى الاكتفاء الذاتي الغذائي,
عادل العيثان
|
|
|
|
|
