أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th February,2001 العدد:10365الطبعةالاولـي الثلاثاء 19 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نوافذ
اللعب المستثمر
أميمة الخميس
هناك مكانان في الرياض فقط (أثق بهما) مخصصان للأطفال، أي للوقت الترفيهي للأطفال، ولن أقوم هنا بذكر الأسماء حتى لا يقال بأنني أبيّت نيّة ترويجية لهذين المكانين، على الرغم من كونهما يستحقان الترويج والإشادة لأنهما على حد علمي، من بين الأماكن الوحيدة التي استطاعت ان تستثمر وقت اللعب للأطفال بالمفيد والنافع معاً.
فعلى حين أن أغلب الأماكن الترفيهية المخصصة للأطفال في مدينة الرياض تتخذ طابعاً يقترب من الأماكن المغلقة المزدحمة بالآلات والألعاب الكهربية، والتي تمنح لحظات قصيرة من المتعة والاهتزاز والضوء والضوضاء التي تفرقع في دماغ الطفل فتبهره دون أن تفيده، ومن ثم تنطفئ فجأة، عندها تحتاج الى المزيد من النقود التي يلح الطفل من أجل الاستزادة منها، وهكذا في دوامة لا تنتهي من الوقت والمجهود والمال الضائع.
ولكن بعد زيارتي لهذين المكانين وجدت أنهما يقدمان وقتاً جميلاً مستثمراً للأطفال من خلال التعلم واللعب معاً، فأحدهما يقوم بتقسيم أجزائه الى أركان كل ركن يحتوي على نشاط جميل ومستثمر للطفل، حيث هناك ركن للتلوين وآخر للمطبخ، وآخر لصنع وتركيب الأشكال من خلال المعجون والرمل، بإشراف مسؤولات عن الأركان مهمتهن هي المتابعة والإشراف والتأكد من ان الطفل يقضي وقتاً سعيداً وممتعاً,,
أي ببساطة روضة صغيرة من الممكن أن يقضي بها الطفل ساعات من وقته لينتج ويرسم ويتعلم، وينجو من تلك الدوامة التي تغرس في لا وعيه بأنك لن تنال المتعة إلا إذا دفعت الأموال ومن ثم المزيد في دوامة لا تنتهي!!
وقول د, سالي سفير مولفة كتاب ( Intelligent Parenting) لا تقولوا أبداً إن الطفل ما زال صغيراً على التعلم والتربية، فنحن من خلال أبسط التصرفات ننقل له قيمنا وأساليبنا في التعامل مع ظروف الحياة اليومية، التي ترسخ بطريقة (لا واعية) في تكوينه السلوكي والوجداني.
وبالتأكيد حينما نأخذ أطفالنا للترفيه واللعب، فنحن ننقل إليهم رسالة خفية تخبرهم عن مصادر الفرح وكيفية الحصول عليه فإن كان هذا الفرح يتم عبر الضوء والضوضاء والآلات الكهربية وجميع ما نراه في تلك الأماكن فنحن بالتأكيد نقلص الفرح واللعب الذي يكتشف من خلاله قدراته ويطورها وينعتق من مآزق السطحي والسريع والمفرغ من المعنى والذي يكاد يصبح سمة عالمية تطوق كل مصادر الترفيه في هذا العصر.
على كل حال، كان من المؤلم أن أرى أن غالبية الأطفال في ذينك المكانين اللذين ذكرت قد حضروا بصحبة المربيات، بينما أوقات اللعب هي من أفضل الأوقات التي من الممكن ان ترافق فيها الأم أطفالها وتمتن تلك العلاقة الدافئة والحميمة بينها وبينهم.
E-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved