| فنون مسرحية
* الدمام اثير السادة
التوثيق للحركة المسرحية في المنمقطة الشرقية كان السبب وراء اختيار ثلاثة من رواد هذا القطاع للمشاركة في ندوة قدمتها مؤخراً الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام بمقر الفرع حضرها جمع من المنشغلين والمتشاغلين بهذا الشأن.
كانت الندوة التي ابتدأ بالحديث فيها عبدالرحمن الحمد ممثل ومخرج مسرحي بمثابة شهادة على تاريخ ميلاد المبادرات المسرحية الاولى التي التصقت بحسب الحمد بفكرة المسرح التاريخي المنشغل بالقضايا الاسلامية، والذي اريد منه ان يكون مدخلا لاختراق ذائقة الجمهور.
احتضنت المدرسة البداية المبكرة الاولى للمسرح في منطقة الاحساء، منحت المسرح طابعاً تعليمياً، خاضعاً لاشتراطات الممارسة التعليمية، عندما قدمت مسرحية جميلة بوحريد ومعن بن زائدة ومسرحية شعرية عن النضال الفلسطيني في عام 1951ه، لتحتضن بعدها الاندية هذا النشاط في انتاجات اتسمت بالغزارة، وتباعدها في المستويات وان كان الاغلب الاعم لم يقترب من حدود المرضي والمقنع مسرحيا,انتقل معها الجو المسرحي الى نمط المسرحية الاجتماعية، متأثرا بمجموع التحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي احدثتها سنوات الطفرة النفطية، فتأسس يومها نادي الفنون الشعبية بمبادرة الحمد عام 1970، مارس من خلاله الحمد نشاطه المسرحي مؤلفا ومخرجا، في ظروف لم يكن المسرح فيها في اذهان العامة سوى مكان للهو الرخيص، يشبه بتعبير الحمد المراقص والملاهي مما انشأ علاقة متوترة بين المسرح والمجتمع الذي اعرض ابناؤه عن الحضور,وبنبرة تعلوها الخيبة، تحدث ناصر المبارك ممثل ومؤلف مسرحي عن طموحاتهم كمسرحيين في مرحلة التأسيس للنشاط المسرحي بمدينة الدمام، عن جهود حثيثة كانت نتاجها افتتاح فرع لجمعية الثقافة والفنون بالدمام والانتقال بالمسرح من اسوار المدارس الى اروقة جمعية الثقافة ليصبح المسرح يومها نشاطا مستقلا بميزانيته الخاصة,لم تخل حياة هذا المسرح الوليد من عقبات بها تضاءلت مساحة الحلم، وتباعدت فرص النهوض بمشهد مسرحي مستوف لشروطه، وجد المسرح نفسه في معترك استحقاق الوجود، يشاكس من اجل اجازة نص هنا وكسب دعم هناك، وفي هذه المراوحة تفاجأ المبارك على حد وصفه بغياب الدعم وبطء المنتج المسرحي وركاكته, فوارق حسابيه كانت كافية لتغييب جمال الابداع المسرحي، وخلخلة الوسط المسرحي، بالقدر الذي افضى الى القضاء على الألفة بين العروض والجمهور وهو مايحيل المبارك اسبابه الى غياب الاسماء الفنية عن ذاكرة الجمهور.
ومن جانبه، ارتأى الفنان ابراهيم السويلم ان يعرض لسيرته الذاتية التي اشتبكت مع المراحل الاولى للمسرح بالدمام، في رؤية تبدو منحازة للماضي حد المبالغة، ومتناقضة في تصوراتها التي نزعت الى التأكيد على ولادة المسرح السعودي بعيدا عن اي تأثير خارجي، وانه نتاج سعودي خالص بمواصفات محلية تجهد لخلق نموذجها الخاص، في وقت يقر فيه في موقع آخر بأن الانطلاقة المسرحية بالدمام تحسب لمدرس تربية رياضية عربي قدم مسرحية أخي جاوز الظالمون المدى كاستجابة للتطورات السياسية في القضية الفلسطينية.
وبحسب السويلم فإن زهو المسرح السعودي في عقوده السابقة كان في المنطقة الشرقية، وفيها تتبدى الدمام والقطيف والاحساء كعواصم مسرحية لهذا الوطن، ويستشهد على ذلك بالحضور القوي والمتقدم في مهرجان الفنون المسرحية الذي بدأ في عام 1976 في الرياض بمشاركة عروض لاندية من مختلف المناطق السعودية واستمر المهرجان في الانعقاد حتى عام 1982، حيث كانت النهاية لهذه الفعالية الأهم، لأسباب يلخصها السويلم في انتقال القائم على هذا المشروع والمتعهد تنظيم اموره الى ادارة حكومية اخرى!
|
|
|
|
|