| عزيزتـي الجزيرة
كما هو معلوم لدى الجميع ان القيادة فن وذوق ولا يمكن لشخص ما ان يطلق عليه فنان في صنعة معينة إلا عندما يحترفها ويطلق عليه لقب المحترف إن الاحتراف ليس فقط في كرة القدم التي تكون عادة في محيط محدود المساحة ومغلق ومع ذلك يتم اختيار الانسب من المحترفين للوصول إلى الهدف المنشود.
وما سوف اتطرق له في هذا المقال المتواضع هو احتراف القيادة وما دفعني لكتابة هذا المقال ما نراه للاسف الشديد بشوارعنا التي تعج بالمارة من استهتار كبير من قبل شركات الليموزين باختيار السائقين الذين ينقلون الارواح البشرية عبر رحلات مكوكية خطرة داخل المدن وخارجها شعارها الاساسي السرعة والسباق لاستقطاب الراكب، ومن ثم السرعة بإيصاله لاستقطاب راكب آخر.
إن الدولة قامت مشكورة بوضع الضوابط والقوانين الخاصة بشركات الليموزين (الأجرة) وما نفتقده هنا هو تعاون تلك الشركات في اساسيات السلامة وهي اختيار السائقين, لك عزيزي القارىء ان تتخيل ان الشركات تقوم باستقدام سائقين من الدول الآسيوية التي تختلف نظم القيادة فيها عما هو متواجد في بلدنا الغالي اختلافا كاملا وجوهريا, جميع هذه الدول تستخدم النظام البريطاني بالقيادة وجميع مركباتها يكون السائق في الجهة اليمنى والراكب بالجهة اليسرى كما ان السير بالطرقات بعكس ما هو معمول به في بلدنا، فالسائق الذي يأتي إلينا قادما من هذه الدول يحتاج إلى تدريب كامل وكأنه لم يستقدم كسائق محترف لكي يصل إلى درجة الالمام بالقيادة على الطريقة المستخدمة في هذا الوطن, ،كم من حوادث طرق ومآسي أسر تسبب بها السائقون غير المحترفين للقيادة.
لذا فإن على الشركات عبئا كبيرا ومسؤولية اكبر حجما في اعادة النظر في استقدام السائقين من الدول التي لا تستخدم نفس نظام القيادة المتعارف عليه في بلدنا وهذا أبسط وأقل المتطلبات التي يجب ان تراعى عند الاختيار.
دائما ما نقرأ ونسمع عما تبذله مكاتب العمل في جميع مناطق المملكة في سعودة الوظائف واحلال السعوديين بدلا من المتعاقدين من الخارج كما هي التوجيهات السامية ومتابعة وزارة الداخلية، لذلك فإنها لفرصة عظيمة ان تبادر شركات الليموزين بالطلب فوراً من مكاتب العمل بمدها بملفات السعوديين المتقدمين ليعملوا كسائقين بدلا من المتعاقدين من الخارج، إني أراه منظراً حضاريا عندما يكون سائق الليموزين سعوديا ومن هذا الوطن لكي يثقف الوافدين الذين يستقلون سيارته في مشوار معين عن معالم بلدنا وتاريخه المجيد، إني كلي امل ان تصل هذه الرسالة إلى شركات الليموزين لتمد يدها لمكتب العمل والاعلان في الصحف عن هذه الحاجة وهم أهل لذلك,, والله من وراء القصد.
خالد عبدالله الضلعان ـ الرياض
|
|
|
|
|