أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th February,2001 العدد:10364الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

رثاء
(كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) صدق الله العظيم,, قبل صلاة الفجر من يوم الجمعة الموافق 8/11/1421ه انتقل إلى رحمة الله تعالى أب فاضل وإمام مسجد أفنى حياته كلها في طاعة الله تعالى، فلم يتأخر يوما من الأيام عن الصلاة مع جماعته بالمسجد على الرغم من بُعد مسكنه عن بيت الله الذي اعتاد الصلاة فيه، فبينما كان في طريقه إلى بيت الله طاهرا وذلك لإمامة المصلين لصلاة الفجر إذ بلحظة الموت قد حانت وحل الفراق وانتقل صاحب القلب الكبير إلى الرفيق الاعلى إثر حادث أليم، لقد غادرنا صاحب القلب الكبير الذي اجتمع فيه الصغير والكبير والابن والبنت القريب والبعيد، يغمرهم بالحب ويحنو عليهم كما تحنو الأم على رضيعها، يبسط كفيه ويشرع بابه للقاصي والداني، يجتمع عند الاقرباء وأبناء الإخوان والأخوات، لا تسمع منه إلا ما قال الله عز وجل وما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا تمل مجلسه مهما طال بك الوقت ولا ينزعج منك ولا يتضجر من قسوة الحياة وصعوبة العيش وندرة ما في اليد، تدخل بيته وكأنك وافد على حاتم الطائي وتجلس في مجلسه كأنك بين يدي عالم في الدين والشعر والأدب، بارك الله في رزقه رغم ان دخله الشهري قليل، لكن عناية الله شملته ورزقه من حيث لا يحتسب كثير الرماد رزقه الله ذرية صالحة معظمهم من البنات رباهن وأحسن تربيتهن وزوجهن ورزقه الله ابناً باراً بأبيه وأمه وأخواته واخوانه، إذا مشى على الأرض طهرها من الدنس، أخذ صفات أبيه وأمه، تغمدهم الله برحمته واسكنهم فسيح جناته، وهنيئاً لك يا عبدالعزيز المحارب، لقد انتقلت إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى، مع الصابرين والفائزين والخاشعين والذاكرين الله كثيرا، مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، مع الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، هنيئاً لك برحيلك عن هذه الدنيا إلى ما وعدك ربك به، فآخر عهدك بهذه الدنيا ذكر الله والشهادتين وأنت على طهارة لبّيت نداء الله عز وجل بإقامة الصلاة في ليلة مباركة ويوم مبارك هنيئا لك لمن خلفت وراءك من الذرية الصالحة التي منحها الله لك على قدر نياتك، وصدق الله العظيم يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .
عبدالعزيز بن ناصر المحمود
مدير عام شؤون الموظفين بوزارة المعارف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved