بُني: مِن أيِّ رُزءٍ فيك ابتدئُ
وفي فؤادي نارٌ ليس تنطفئُ
بُني: يا ألقَ الصُّبح الذي انكسفت
شُموسه، وغدت في الأفقِ تنكفئ
يُني: يا قطرة العُمرِ التي نضبت
ما زلتُ أرقبها إذ كظّني الظمأُ
يُني: يا جُرحي الدامي على كبدي
بأي ذنبٍ لك الأعداءُ قد نكأوا
عدوا عليك بأحقادٍ مُؤججة
تناقلوها من الآباء إذ نشأوا
مافت في عضد الجاني توسلنا
ولم يُحرك ضميراً نحونا الملأُ
مضى الخلائقُ كلٌ في شواغله
وعدتُ وحدي فوقَ الجراح أتكئُ
وهوَّمت للذيذ النوم أعينهم
في حين عيني إلى الأحزانِ تلتجئُ
قُلوبهم من قليل الحزب فارغةٌ
وقلبي اليوم بالآهاتِ ممتلئُ
بُني: في جنة الفردوس موعدنا
فاهنأ بعيشك في أكناف من هنئوا
بُني: عُمرك لم يكمل روايتنا
إذ لم يُخبرك عن إرهابهم نبأُ
قالوا: بأن (كليمَ الله) قُدوتهم
وهم بتوراته والله ما عبأوا
لم يفقهوا فكرةً من سمح شرعته
وكلمةً من هدى التلمودِ ما قرأوا
إن يزعموا أنهم للصُلح قد لجأوا
أو يدعوا أنهم سلمٌ، فقد خسئوا
شريعة الغاب نهجٌ يؤمنون به
ومن سواهُ وحق الله قد برئوا
كم من رقابٍ بكفِّ الغدر قد نحروا
وأعينٍ بيد الطُّغيان قد فقأوا
في (دير ياسين) في (قانا) جرائمهم
تحكي: بأنهمُ عن دينهم صبأوا
قد دنسوا المسجد الأقصى وصخرته
وفوق أرؤسِنا بالنعل قد وطئوا
ما كان خنزيرهم (شارون) أولهم
بل قبله ألفُ خنزيرِ قد اجترأوا
خمسون عاما ودنيا البغي بارزةٌ
ونحنُ في طُهرنا المزعوم نحتبئُ
اسيافهم من بريق النصر لامعةٌ
وسيفنا يعتليه الخوفُ والصدأُ
سقوا لنا الذُّل من كأسٍ مُصبرةٍ
حتى إذا ما شربنا قطرةً ملأوا
أبناء صُهيون: والأيامُ في دولٍ
وليس يبقى على حالاتهم ملأُ
إن سركم زمنٌ قد ساء غيركم
فلا تظنوا بأنا أمةٌ هُزُؤُ
ولا تظنوا بأن الموت يُرهبنا
فالمسرعون إلى لقياهُ ما فتئوا
جربتمونا بلبنانَ التي اندحرت
فُلولكم فوقها من بعد ما خسئوا
فاستقبلوا قافلات الموت واحدةً
في إثر أخرى على هاماتكم تطأ
سيقتلُ الجدي ذئباً في تحفزه
ويصرعُ الليثَ في إقدامه الرَّشأُ