أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th February,2001 العدد:10364الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ذو القعدة 1421

منوعـات

عبدالفتاح أبو مدين
رحلة في أمواج الحياة! 2/5
* إن الشهادة الابتدائية بالامس,, تعدل ثانوية اليوم وشهادة معهد، لأن المقررات يومئذ كانت عالية,, وكان خريج الابتدائية,, سرعان مايجد وظيفة يعيش من ورائها,!
* وبنت الشاطئ في امتحان الابتدائية، وكان فيها مادة اللغة الانجليزية، وان يكتب بها تعبير,, على حين ان طالب الثانوية اليوم,, لايستطيع كتابة سطور محدودة بالإنجليزية,!
*كان موضوع امتحان الانجليزية يشتمل على موضوع انشائي وكانت قصة السندباد البحري مقررة يومئذ, وكتابتنا قرأت القصة بالعربية وفهمتها، وقدرت ان مفرداتها في الانجليزية تعينها,, لتكتب في اي موضوع في صلب القصة، وخلال كتابة التعبير,, ونجاة السندباد من وادي الافاعي لم تستطع تذكر كلمة تسر بالانجليزية فاسقط في يدها,, وفكرت ان تكتب الكلمة بالعربية بين قوسين غير انها سمعت من زميلاتها,, ان مدرساتهن انجليزيات لايتورعن في اسقاط اية طالبة تقحم كلمة عربية خلال ذلك التعبير المحددة سماته بالانجليزية.
* ولجأت الفتاة الى احد المراقبين سرا,,تسأله عن اسم النسر، فقال لها في ارباك خشية الافتضاح بممارسة الغش,, انه تلميذ والدها، ولايحسن غير العربية,,! وجاءت النجدة من السماء، حين نظرت الى قلم الرصاص الذي في يديها, فرأت انه يحمل اسم النسر مع صورة جناحيه Eagle Pencil,,, فرحت، واكملت موضوع التعبير، وكأنها نجت مما كان يخشاه السندباد من وادي الافاعي، وظهرت نتيجة الامتحان,, فكانت ترتيب التلميذة النجيبة الاولى على القطر المصري! وكان نتيجة باهرة,, أثلجت قلب والدها الذي كان معارضا لها ان تسلك طريق التعليم والعلم,, وهذه النتيجة ادت الى سماح والدها لها,, ان تمارس التعليم في معهد المعلمات بالمنصورة!
* لقد عشقت الطالبة العلم وذاقت حلاوته، وحققت فيه نجاحا وتفوقا، وهذه النتائج تدفع اي طامح الى المضي في التحصيل ما استطاع الى ذلك سبيلا، لا اقول الى اخر شوط,, ذلك لان المعرفة ليس لها اشواط، وليس لها حدود!، ان الطموح لا حدود له, كذلك فقد تعرفت فتاتنا على مكتبة في المنصورة، وحين رأى صاحب المكتبة رغباتها وشراهتها نحو المعرفة,, عرض عليها ان يعيرها ما تشاء من كتب للاطلاع عليها,, نظير اجر زهيد، وفي خلال عام واحد,, قرأت ماكان لدى المكتبة من كتب حديثة لم يكن لها بها عهد من قبل حيث تفتحت امامها آفاق جديدة للمعرفة ويا أسفى اين اقبال ابنائنا وبناتنا اليوم نحو المعرفة، وهم يغشون المعاهد العلمية والكليات,, اين طموحهم,, ان كان لهم شيء من طموح نحو المعارف، وما اكثرها اليوم في الارض,!؟
* ومضت الفتاة الطامحة نحو الثانوية عام 1932م وفوجئت ذات يوم بكلمة الترمس وهي قد وعت درسها حفظا ومراجعة، في التاريخ عن مارتن لوثر، وسؤال في الجيولوجيا عن العصر الفحمي ثم في الطبيعة عن طرق نقل الحرارة، لكنها فوجئت بسؤال عن مفتاح النجح لشرح خاصية الترمس في حفظ الحرارة الترمس بكسر الميم وذهب تفكيرها الى البقل المعروف,وسألت مراقب الامتحان,, عن دخل هذه اللفظة في الحرارة ، واجابها بالنفي، ورجعت الى ذكائها,, ظانة ان اهل المدن يستعملون بقل الترمس في تلطيف الحرارة، واستعانت بما قرأت من ان نوى المشمش يستعمل في نقية مياه الازيار,, وسرحت بفكرها نحو باعة الترمس على عرباتهم وبجانبه قلل الماء في الصيف لري الظامئين وأرجعت استنتاجها الى ان الترمس يلطف الجو!
وقابلت احدى المعلمات لتسألها عن اللغز، فأرتها علبة معدنية اسطوانية الشكل، كانت معها فسقتها منها ماء مثلجا، قالت انه فيها منذ مطلع الشمس.
وأخبرتها ان هذا الوعاء,, يحفظ فيه الشاي,, وظهرت نتيجة الامتحان وكانت فتاتنا ساقطة في مادة الطبيعة، وناجحة بدرجات النهاية العظمى في المواد الادبية ومعها الحساب والجبر، وبدرجة في اللغتين الاوربيتين، وفي الهندسة,, وتقول بنت الشاطئ وكانت حكاية الترمس فكاهة الموسم,, فرجت عن السادة المصححين كرب عملهم في الصيف .
في كلية البنات
* تقول الدكتورة بنت الشاطئ: وكان نقلي الى كلية البنات نجدة،ففيها اخذت فكرة عن المعمل وقد نجحت في مادة الطبيعة في الدور الآخر، وارجو ان تصحح وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات,, هذا الخطأ السائر، وهو الدور الثاني ليكون الدور الآخر، لأن كلمة الثاني,, تعني ان هناك ثالثا ورابعا إلخ, مثل: ربيع الآخر، وجمادى الآخرة.
* بنت الشاطئ حمدت حال رسوبها، وردت ذلك الى ما انتابها من غرور, حيث قالت: فقد غرني بالعلم الغرور ثم كبح جماح غرورها، فقالت: ولولا هذه الصدمة لضللت ضلالا بعيدا، وعشت عمري في جهالة عمياء,, لا افرق بين ترمس وترمس,!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved