| مقـالات
إذا كانت المعاهد الفنية والمهنية في الشقيقة مصر تدفع الى سوق العمل سنوياً بستمائة وثلاثين الف فني ومهني، وتحقق بذلك اكتفاء ذاتياً في الوظائف المهنية والحرفية التي يحتاجها المجتمع هناك، فإننا نأمل أن نحذو حذوها بالتوسع في مجالات التعليم الفني والمهني للبنين والبنات، والذي لم يزل عندنا محدوداً للغاية بحيث لا يمكن أن يحقق أي طموح وطني في سعودة السوق، مع التأكيد على أن هذه المعاهد لا تؤهل طالبها للمهنة التي يتخصص فيها ما لم توفر له الحقل التطبيقي للدراسة النظرية.
وهناك شركات وطنية ادركت واجبها فأسست مراكز للتدريب ملحقة بمصانعها على نحو ما تفعله شركة اسمنت الجنوب التي اعتمدت خطة مراكز التدريب في مصانعها وتصاعدت بذلك نسبة السعودة في قوة العمل بها,, والمطلوب التوسع في هذه التجربة الرائدة وتطويرها، مع إتاحة الفرصة المناسبة للفتاة السعودية بما يتمشى مع ثوابت المجتمع وحاجاته، والنظر بعين الاعتبار إلى تجربة الفروع النسائية في البنوك، وإلى الرأي الذي ينادي بتخصيص أسواق للنساء تديرها المرأة لإزالة الحرج عنها حين تتعامل مع الباعة الرجال في أقسام النساء بالأسواق!!
مطلوب أيضاً خطة مماثلة للتدريب على علوم الحاسب الآلي من خلال مراكز واسعة الانتشار يؤسسها القطاع الخاص بالتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة وعلى رأسها بطبيعة الحال الجامعات التي هي مدعوة للدخول الى ساحة التدريب فيما يناسب تخصصات كلياتها المختلفة، وفيما له تطبيقات عملية خدمية، تحقيقاً لوظيفتها الأساسية في خدمة المجتمع، ويجب أن ينشط القطاع الخاص في تأسيس مشروعات التعليم الأهلي بما في ذلك المرحلة الجامعية على غرار كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة، وكلية عفت للبنات.
بالنسبة للفتاة السعودية اعتقد ان توفير المزيد من المقاعد لها في الحقل الجامعي يحقق فائدتين: الأولى تتعلق برفع درجة تأهيل الفتاة السعودية كربّة منزل وزوجة وأم، والثانية أنه يوسع فرصة المنافسة على مراكز العمل النسائي واختيار الأفضل.
وقبل هذا وبعده فإن الأمل الذي ننشده من خطة توظيف شبابنا من الجنسين في خدمة أنفسهم ومجتمعهم لا يمكن ان يتحقق إلا بعزم الشباب أنفسهم وتخلصهم من الاتكالية الزائدة، وإحساسهم بالمسؤولية الشخصية والأسرية والاجتماعية,, وأن يدركوا قدر التحدي المفروض عليهم الآن عالمياً وسط الأمم.
وأن تدرك الأسرة كذلك مسؤوليتها في التوجيه والرعاية والاهتمام الحقيقي بالأبناء، فالأبوة ليست تمويلاً وحسب، والأمومة ليست مجرد عواطف، إنما هي المسؤولية التربوية التي تقع على عاتق الوالدين، وهي أشق تكاليف الحياة الآن وأكثرها تعقيداً مع مستجدات الزمن ومغرياته، ومع الانفتاح العنيف بين المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وثوابتها والذي يهدف في أحد توجهاته الى تذويب الأصول والجذور وفصلها عن أصحابها,, ولنتذكر جميعاً مسؤولياتنا بنص الحديث الشريف:
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته,, الحديث .
|
|
|
|
|