أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th February,2001 العدد:10364الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

ثانويات لدارسات محو الأمية
د, خليل ابراهيم السعادات *
الجهات المختصة بالرئاسة العامة لتعليم البنات تدرس افتتاح فصول للمرحلة الثانوية لاستيعاب خريجات الفصول المتوسطة الخاصة بخريجات مدارس تعليم الكبيرات ومحو الامية وبذلك فان الرئاسة العامة لتعليم البنات تخطو خطوة حميدة وواسعة نحو خدمة خريجات مدارس محو الأمية وتأهيلهن تأهيلا تعليميا جيدا يكون لهن سندا يحقق اهدافهن المستقبلية واذا تحققت هذه الخطوة فانها ستفتح المجال واسعا أمام الدارسات الكبيرات أولا بحصولهن على الشهادة الثانوية وثانيا قد يتحسن وضعهن الوظيفي للعاملات منهن وتزيد فرص غير العاملات منهن في الحصول على وظيفة وثالثا فان التعليم الثانوي سيفتح المجال أمام الكبيرات لزيادة تعليمهن ويتيح لهن فرصة التعليم العالي سواء في الجامعات أو كليات البنات او الكليات المتوسطة أو في المعاهد الحكومية أو الاهلية, الدارسة الكبيرة سواء كانت أماً وربة بيت أو أخت أو بنت أحد منا ممن فاتهن فرص التعليم النظامي قد تكون ضحت بالشيء الكثير من اجل ان تنهي تعليمها الابتدائي وحاولت تنظيم وتنسيق مسؤولياتها كأم وزوجة وربة بيت من أجل الالتحاق بالتعليم وقد تكون قدمت تضحيات اكر للحصول على الشهادة المتوسطة فيما يمنع ان تكمل تعليمها الثانوي خاصة وان لديها الرغبة والطموح والدافعية وخاصة ان الكثير من النساء يحتجن للتعليم اما بهدف التثقيف والتعلم حول نواح كثيرة خاصة المعلوماتية والصحية أو بهدف تحسين الوضع الاجتماعي والصورة الاجتماعية او بهدف الحاجة الى وظيفة تساعدها على مواجهة هذه الحياة الصعبة, وحصول الدراسة الكبيرة الأم والأخت والخالة والعمة على الشهادة الثانوية أو حتى أرفع منها يتضح تأثيره على الأسرة وعلى الأبناء وينعكس على وضعها الأسري وطريقة معاملتها لأبنائها وبناتها وزوجها وينعكس على نظرتها للحياة بشكل عام وتقديرها للأمور اليومية والاجتماعية وتقديرها لما يجري حولها في المجتمع وفي العالم الخارجي بشكل عام.
فللتعليم اثر ايجابي على جميع هذه الأمور وهناك الكثير من الدراسات التي أثبتت ذلك, فعنايتها بأبنائها صحيا ونفسيا ترتفع وتزداد مع اتساع المعرفة ومعاملتها لزوجها تتطور وتتحسن الى الأفضل وتعاملها مع صديقاتها وجاراتها تزيد فيها ناحية الاحترام والتقدير ونظرتها ونقدها للأشياء تكون هادئة ومتسمة بالعقلانية وعمق النظرة ولسنا هنا نقول بانها عكس ذلك قبل التعليم ولكن كل هذه الظواهر تتطور وتتحسن كلما ارتفع مستوى التعليم والمجتمع بحاجة الى افتتاح مدارس ثانوية للدارسات الكبيرات لأن هذا سيشجع الكثير من النساء غير المتعلمات على الالتحاق بمراكز محو الأمية وتعليم الكبيرات واكمال تعليمهن والحصول على الشهادة الثانوية والتي بالتأكيد ستغير من نظرتهن لأمور كثيرة وأهمها تقديرهن لذواتهن وثقتهن بأنفسهن كنساء فاعلات منتجات في المجتمع السعودي كغيرهن من النساء المتعلمات العاملات في هذا المجتمع, وأيضا الاتساع في تعليم الكبيرات يساعد في القضاء على الأمية المتفشية بين النساء مع العلم أن نسب الأمية في انخفاض الا ان هناك بقايا منها حقيقة يجب مواجهتها والقضاء عليها بكل السبل المتاحة حتى يتخلص المجتمع من هذه الآفة الكبيرة وخاصة في القطاع النسائي.
والرئاسة العامة بالتأكيد توظف خبراءها ومستشاريها لدراسة هذا الموضوع ووضع الهيكلية المناسبة لتخطيطه والبدء به ونرجو ان يتم هذا سريعا وان نرى مدارس ثانوية للدارسات الكبيرات قريبا فالدارسة الكبيرة لا تختلف عن غيرها من الطالبات سوى في السن فقد حصلت على الشهادة الابتدائية والمتوسطة وهي الآن بحاجة الى تعليم أعلى ونشكر الرئاسة العامة لتعليم البنات على هذا المشروع الايجابي لأن الدارسات الكبيرات فعلا بحاجة اليه والمجتمع بحاجة اليهن والنفع والفائدة في النهاية يعود على المجتمع السعودي وعلى الله الاتكال.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved