أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 12th February,2001 العدد:10364الطبعةالاولـي الأثنين 18 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نهارات أخرى
يا لوعة اليتم خفي,,
فاطمة العتيبي
** كل لوعة في الحياة هي أهون من لوعة اليتم,,
وكل جرح في الحياة قابل للتضميد والشفاء
عدا جرح اليتيم فكيف لك أن تعيد أماً وأباً قد فارقا الحياة وتركا طفلاً لا أعمام له ولا أخوال,,,
غير أن الإسلام دين الاحتواء والرعاية قرب كافل اليتيم وراعيه,
وقد بدأت الدولة السعودية بالرعاية النظامية للأيتام في عهد الملك عبدالعزيز حيث أنشئت دار الأيتام في المدينة المنورة عام 1352ه رغم صعوبة الظروف الاقتصادية وتوالت المدارس في عدة مناطق ثم أسست الإدارة العامة للأيتام عام 1955ه برئاسة سماحة المفتي العام الشيخ محمد بن إبراهيم يرحمه الله واستطاعت هذه الإدارة بدعم من الملك سعود يرحمه الله افتتاج قرابة ثلاثين داراً للأيتام,
ومع التطور الشامل الذي عمّ المملكة في الثمانينات تم إنشاء وزارة العمل والشئون الاجتماعية عام 1380ه وأسند إليها أمر رعاية الأيتام ونظام رعايتهم وإرساء قواعد معاملتهم الإيوائية، ومنحت الوزارة الفرصة للجمعيات الخيرية لتتولى بعض المهام الهامة على صعيد رعاية الأيتام مثل نظام الأسر البديلة ليعيش الطفل في كنف أسرة طبيعية تحقق له التكيف النفسي والاجتماعي الجيد,,
ولقد تميزت رعاية الأيتام في المملكة في الوقت الحاضر بميزة هامة وهي التوسع الكيفي، فهناك الرعاية في البيئة الطبيعية والأسر البديلة والرعاية المؤسسية لمن لا يشمله النظامان السابقان كما تتسم بالانفتاح في التعليم من خلال تسجيل الأيتام في المدارس الخارجية والمشاركة في فعاليات المجتمع العامة والخاصة, ولقد اختلفت الرؤية تماماً في التعامل مع دور الأيتام فقد توفرت فيها بيئة مقاربة تماماً للحياة الطبيعية مما يوجد فرصة لتنامي المهارات المختلفة واختيار مسارات الحياة وفقها وأصبح العاملون في دور الأيتام من المتخصصين النفسيين والاجتماعيين ليستطيعوا التعامل مع الأيتام من منطلقات علمية صرفة تعينهم على استيعاب مشكلات تربية الأيتام,
وروعيت في الفترة الأخيرة المراحل العمرية للأيتام ووضع كل مرحلة على حدة، كما أن دور الأيتام خُصصت فقط للأيتام ولم يعد الأمر مثل السابق بالإمكان إشراك الأطفال الفقراء أو ذوي الظروف الخاصة معهم، )1( وكل هذه السمات التي باتت عليها رعاية الأيتام في المملكة خلقت مناخاً إيجابياً قد لا نجرؤ على الجزم بكونه شافياً للجراح التي يتركها اليتم في قلوب الصغار لكنه من المؤكد سيخفف من لوعة الألم وحرقة اليتم الصارخة في قلوبهم الغضة,
ومهرجان الأيتام الخيري الأول الذي يفتتحه سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم غد في الرياض هو لفتة جميلة بإمكانها ان تطفىء شيئاً من حريق الألم الذي يندلع في أعين الأيتام,,,
وهو فرصة هامة لذوي الأموال لكي يطهروا أموالهم ويتقربوا إلى الله سبحانه وتعالى بدعم مشاريع رعاية الأيتام في الداخل والمساعدة على إنفاذ الخطط الهادفة إلى تهوين لوعة الألم والفقد التي تتسع مساحتها في أفئدتهم,,
** وشكراً لكل يد خيِّرة في وطن الخير,, شكراً لكل لفتة رحيمة تشرق علينا في صباحات حميمة يسربها لنا الوطن تباعاً,
1 من كتاب )رعاية الأيتام في المملكة العربية السعودية( تأليف الأستاذ عبد الله ناصر السدحان,
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved