| تحقيقات
تتعرض شركات تأجير السيارات لمشاكل مع عملائها ومن خلال تحقيقنا اليوم نتعرف على العديد من المشكلات الغريبة والمثيرة وندخل الى عالم تأجير السيارات ونتعرف على رأي الطرفين الشركة والمستأجر وعلاقة الشركة والمستأجر بالدوائر الحكومية المختصة في الفصل بين الطرفين حتى تضع قوانين وضوابط إلزامية على كل منهما تضمن لكل صاحب حق حقه سواء الشركة او المكتب او المستأجر الذي هو المواطن او المقيم الذي يسعى لخدمته ومصلحته.
ولكن عندما ندخل من خلال ملفات وقضايا مشاكل تأجير السيارات تطلع على الاوراق العجيبة لسيارات استأجرت لمدة يومين فقط وخرجت من الشركة بضمانات معينة وبقية هذين اليومين شهرين وستة اشهر وسنة وسنتين وربما اكثر على امل ان تعود السيارة الى صاحبها ويسدد المبلغ الخيالي لايجار هذه السيارة، ويرى البعض ان هذا المبلغ لن يأتي بكل سهولة فهناك من العناء والشقاء الكثير حتى ان البعض يرضى بعودة السيارة دون الايجار هذا كله من خلال ملفات تأجير السيارات والعلاقة بين الشركة والمكتب والمستأجر.
وزارة المواصلات بأنظمتها وشروطها الحالية لا تضمن حقوق المؤجر ولا المستأجر
* تحقيق :
عبدالهادي جود الله الربيعي
بداية تحدث صالح الحارثي وهو صاحب مكتب يقول: اننا نعمل على خدمة زبائننا بكل ما نستطيع بعمل تخفيض لكل سيارة تخرج من هذا المكتب عن سعر الوزارة رغبة منا في كسب رضا المستأجر خصوصاً اصحاب الفترة الطويلة وطلباتنا عادية جداً مثل الرخصة والبطاقة وبطاقة العمل ومجرد صور منها يحتفظ بها المكتب وتعاد لصاحبها، ومع كل هذه التسهيلات المقدمة للزبون نجد ان هناك اناساً كثيرين خصوصاً من الشباب لا يستحقون ذلك ولو علمنا بمصيرنا معهم لما أجرنا لهم مهما كانت الحالة,, فمثلاً شباب يستأجرون منا السيارة جديدة فيذهب ليفحط بها ويلعب بها كما يريد، وكأن شيئاً لا يعنيه فهي سيارة مؤجرة ولا اهمية لها ولا حاجة لها وكان صاحب المكتب عدواً له رغم ان هذه السيارة امانة في يده يجب ان يحافظ عليها ويعيدها كما استلمها لأن هناك اناساً ايضاً سيستفيدون من هذه السيارة فلمصلحة الجميع, والمثير انه بعد ان يفحط ويعمل ما شاء بها يرجع السيارة وقت الصلاة ويضعها امام المكتب ويدخل المفتاح تحت باب المكتب ومن يفعل ذلك افضل من غيره، حيث تجد السيارة ولا تجد المفتاح احياناً وربما نجد السيارة في احد الشوارع بعد فترة من الزمن وقد تضررت كثيراً وسلبت ونرجع للمشاكل مع الشخص المستأجر وشكاوى بدون فائدة.
يسرح ويمرح
وهو يسرح ويمرح دون احترام لحق الآخرين الذين قدموا له الخدمة صحيح انها بمقابل، وهذا شيء جميل فيأتينا الكثير منهم في حاجة ماسة للسيارة ويريدونها بأي ثمن املا لأن سيارته قد تعطلت وهو داخل المدينة او خارجها بأهله يريد ما يوصله الى مكانه فنقوم نحن بخدمته، وفي المقابل نجد مثلاً احد الاشخاص من المنطقة الشرقية رجلاً عاقلاً ومحل ثقة جاء الينا وقال لقد تعطلت سيارته واهله برفقته ويريد ان يستأجر سيارة لتوصله للدمام لنقل اهله واهله معه في سيارة الاجرة وبعد ان تؤجر عليه السيارة يذهب ولا يعود لأشهر تجد بعدها السيارة في الدمام في احد الشوارع وتبقى معه في مشاكل لا نهاية لها اسافر له لأقيم دعوى عليه في الدمام وما ذنبي في ذلك الا انني وثقت به.
فحص كامل
اما تأجير السيارات فنحن نقوم بفحص كامل وشامل لسياراتنا، كذلك لها تأمين وليس هناك مشاكل في هذا الخصوص واضرارنا في سياراتنا غالبا ما تكون بسيطة نقوم نحن باصلاحها للتخلص من المشاكل الزائدة في هذا المجال وارضاء لزبائننا وخدمتهم.
بطاقة مزورة
اما حسين الحربي وهو مندوب لشركة قادم يبحث عن سيارة للشركة لها اكثر من سنة لم تعد فيقول مشاكلنا في تأجير السيارات كثيرة لا تعد ولا تحصى فأنا مثلا قادم من المدينة المنورة الى الطائف ابحث عن سيارة لم تعد لنا حتى الآن من مدة اكثر من سنة كاملة واكثر، وقد تعطلت اعمالنا واشغالنا بسبب هذه السيارات المستأجرة، ولا تعود فلدي مثلاً هذا الشخص الذي انا قادم له اعطى المكتب بيانات خاطئة يقول: انه في المدينة وهو في الطائف بطاقته مزورة ومعلوماته كاذبة، واخذ السيارة لمدة اسبوع ولم يعد ابلغنا الجهات ذات الاختصاص في المدينة بعد ذلك تم العثور على السيارة في محافظة الطائف مقلوبة ومتضررة كما ترون وهو غير موجود تركها في احد الشوارع وذهب دون اهتمام بحقوق الآخرين وما سيحصل لهم من اضرار فلو فعل كل مستأجر كما يفعل مثل هذا لانتهت السيارات لدينا ولبقينا نطالب بها بقية العمر ولا اخفيكم ان هناك مشاكل لنا مع الدوائر الحكومية ذات الاختصاص مثل البلاغ لمدة معينة ثم ينتهي ولا جدوى الى بعد تكراره مرات متعددة للحصول على المطلوب كما ان هذه الجهات لا تضمن لنا حقوقنا او حتى حقوق المستأجر فلا بد من وضع قوانين رادعة ودقيقة تضمن للطرفين حقوقهم حتى لا تضيع الحقوق وهذا ما نطالب به وزارة الداخية ووزارة المواصلات حتى يكون هناك ما يشبه الغرامة او العقاب لمثل هؤلاء الاشخاص الذين سئمنا معهم العمل في هذا المجال لكثرة مشاكلهم المتعددة التي من اهمها انه لا يوجد مكتب او شركة الا ولديه اكثر من خمس من سياراته لا يعلم عنها شيئاً اي انه فاقدها ومازال يطالب بها ولم يعثر عليها واذا عثر عليها لم تكن هناك الاجراءات الالتزامية والسريعة والرادعة للمستأجر المستهتر.
اخذها وهرب
واما حكايتي مع هذا الرجل المزور فقد جاء واستأجر منا جيب 2001 قيمته اكثر من 150 الف ريال وذهب ولم يعد وبعد المتابعة وجد بالطائف واكتشف ان البطاقة مزورة وجميع المعلومات غير صحيحة ونحمد الله ان عادت السيارة والايجار لا نريده لعدم معرفتنا بالشخص وانا هنا لانهي اجراءات السيارة والعودة بها للمدينة اما الايجار فهو اكثر من عشرين الف ريال، كما اريد ان اذكر انه ليس هناك نظام لدينا منسق للعملية كاملة بين المستأجر والمؤجر والسيارة وكل ادارة تدفع بك للأخرى دون جدوى او تحقيق اي نتائج فمثلاً نذهب من الشرطة الى الحقوق المدنية وحتى يصل اليك الشخص بعد خمسة طلبات تسلم له وربما لا يأتي بعد ذلك تحول للمحكمة وكذلك جلسات وعدم حضور لفترة طويلة وليس لها نهاية، وكل هذا يتم ليس خلال ايام او اشهر وانما سنوات حتى تحصل على حقك.
واضيف انك ربما في بعض الاحيان تتعرض لمضاربات ومشاكل كبيرة مع المستأجر حول السيارة ومشاكل لا نهاية لها انت في غنى عنها ولكن ماذا نفعل لا نريد اضاعة حقوقنا ونريد الامانة والاخلاص من الجميع كما انه لا بد من وجود قاعدة اساسية من وزارة المواصلات لضمان حقوق الجميع، وهذه للاسف ليست موجودة وربما قليل منها ولكن ليست كافية ورادعة وانما هي في مصلحة المستأجر احياناً.
لائحة ناقصة
كما ان وزارة المواصلات لديها لائحة تأجيرية ولكن هذه اللائحة من خلال عملي في هذا المجال 9 سنوات كل سنة تجد هذه اللائحة وتعاد ولكن ليست بالطريقة الدقيقة والكاملة واريد ان اخبرك ان لدينا خسارة وعجزاً بأكثر من ثلاثة ملايين في الشركة كلها حقوق ضائعة ومؤجلة وكل شركة لديها اكثر واكثر مبالغ كبيرة جداً اما ضمان حق المستأجر وخدمته فهذا مطلوب، وتقوم بخدمة من خلال تقديم افضل السيارات واحدثها في سبيل كسب رضاه كما ان هناك فحصاً مستمراً للسيارة للحفاظ على سلامة المستأجر واسرته في سبيل الخدمة المميزة والواقية وفي المقابل نجد ما ترى من الملفات الكبيرة والحقوق المديونية ونحن نحاول جاهدين خدمته, كما ان هناك تأميناً ضامناً للسيارة ولله الحمد لو حصل لا سمح الله حادث او غيره في سبيل حماية المستأجر وحقوقه كما اننا حسب اللائحة المنظمة لا نقوم بتأجير السيارة لأقل من 25 سنة نظراً لحمايته من هذه السيارة.
لا نؤجر لصغار السن
اما محمد عبدالحميد وهو مشرف مكتب لتأجير السيارات يقول من جانبه نظام تأجير السيارات من الفئة المعمول بها السيارات الصغيرة والاسعار مخفضة فلدينا اسعار الوزارة الاساسية نقوم بتخفيضها الى بين 70 الى 200 خلال اربع وعشرين ساعة والشروط المطلوبة عادية جداً الرخص وبطاقة الأحوال ولا نلزم المستأجر بتعهدات خارجية مضرة او ظالمة لحقه كما اننا لا نؤجر لصغار السن كل هذا في خدمة المستأجر كما ان الوزارة وضعت شروطاً دقيقة جداً للعلاقة ما بين المستأجر والمؤجر وحددت هذه العلاقة ونوعيتها في سبيل ارضاء لحقوق الطرفين ولكن ينقصها بعض المواد الالزامية للطرفين على حد سواء, كما ان علينا القيام بالكشف المستمر والدقيق لسيارة تشمل جميع محركاتها وخصوصاً الكفرات والفرامل حفاظاً على سلامة المستأجر وإيفاء بحقه علينا.
الاستلام والتسليم
فنسلم السيارة سليمة ولا بد ان تكون سليمة عند التسليم وهذه وقف الشروط واللوائح الخاصة على ذلك من وزارة المواصلات وبمتابعة دائمة منها من خلال السعر والصيانة وغيره، اما علاقتنا بالمستأجر فهي علاقة ايجابية او سلبية فتجد الطيب وغيره فتجد شخصاً محل ثقة وتجد شخصاً ليس اهلاً لها وهؤلاء كثير في هذا المجال فقد واجهنا كثيراً من المشاكل مع العملاء حيث إن بعضهم لا يحافظ على السيارة التي تحت يديه ولا يصون حقوق الآخرين فيقوم برمي السيارة بعد الانتهاء منها في الشوارع البعيدة وتركها كأنها لا تعنيه ولا تهمه وهي حقوق اناس قاموا بخدمتك، وهذا ما نعاني منه من خلال معاملتنا مع الزبائن وخصوصاً الشباب الذين مشاكلنا معهم كثيرة جداً تفوق الخيال فعندك الملفات التي تحمل مبالغ كبيرة لم تحص بعد وكلها بمواعيد وجلسات وانتظار وصبر ممل للخروج في النهاية بدون فائدة بخسارة اكبر في سبيل استعادة السيارة سليمة.
اليوم تحولت إلى أسبوع
فمثلاً احد الاشخاص استأجر مني سيارة لمدة يومين ولم يرجعها الي بعد اسبوع وطالبته بالمبلغ ولم يدفع ولا يرضى الدفع سوى ليومين فماذا نفعل مع مثل هذا، فالمبلغ لا يستحق الشكاوي والمطالبة ربما لا يزيد عن خمسمائة ريال تقضى في المشاوير والمراجعات للدوائر الحكومية كما اننا نحاول اخبار المستأجر بالهاتف عند قرب انتهاء المدة المحددة لنخير بين ارجاع السيارة او تمديد الاجر وندعوه للمراجعة، ولكنه يماطل وفي النهاية يأتي بالسيارة امام المكتب ويذهب دون حتى كلمة اسف.
مشاكل مع المرور
كما ان هناك بعض الاشخاص يأتون ليستأجر سيارة وهو رجل عاقل وبعد ان يستأجر السيارة يسلمها لمراهق لا يعلم خطر ما يقوده فيقوم المراهق بأعمال غريبة من خلال قطع الاشارة وإيذاء الناس وغيره ويعيدها يسلم السيارة الى الوالد الذي يأتي لإرجاع السيارة وبعد فترة نجد ان السيارة مبلغ عنها انها مخالفة مع طفل صغير ونبقى معه في اخذ وعطاء ومشاكل نحن في غنى عنها وهو كذلك فنحن نريد من المستأجر المحافظة التامة والامانة الصادقة في املاك الآخرين حتى تعم الفائدة.
نوقف عملنا ومصالحنا
ويقول حامد محمد ان هناك شروطاً مطبقة في الايجار للسيارة ومنها عدم تأجير لصغار السن او الذين ليس لديهم رخصة قيادة ومشاكلنا كثيرة جداً خصوصاً في هذا النوع وفي الشرطة، والحقوق المدنية والمحاكم وكل هذا بدون فائدة الا بعد فترة طويلة من الزمن نوقف عملنا ومصالحنا ونحد من ثقتنا في الناس، واما انا ليس لدي خبرة كبيرة في هذا المجال ولم يكن لي الا سنة واحدة فقط في هذا المجال ولدي الآن ما يزيد عن 15 قضية خلال سنة واحدة بأموال كبيرة وسيارات لم تعد حتى الآن وأعتزم حالياً تصفية اموالي والابتعاد عن هذا المجال الذي ليس من ورائه سوى وجع القلب والشجار مع الناس، اما اذا وصلت الامور للشرطة فانها تأخذ الكثير من الوقت بعد ان يأتي الشخص ويرفض الدفع تحول الى الحقوق المدنية التي يرفض المستأجر مراجعتها الا بعد اشهر من خلال الخطابات المرسلة اليه، واذا كان في مدينة اخرى وجب عليك تعطيل مصالحك والذهاب اليه في مدينة، وبعد الحقوق المحكمة التي تضع جلسات لنفصل هذه المسائل وفي النهاية يتجنب الدفع ويتحجج بانه عاجز وتقسم عليه من راتبه من خمسمائة ريال واقل وتبقى لعدة سنوات.
|
|
|
|
|