| عزيزتـي الجزيرة
قرأت ماكتبه الأخ سلمان بن محمد العُمري في مقاله الذي نشر في صحيفة الجزيرة بعددها ذي الرقم 10352 المؤرخ في 16/11/1421ه من يوم الاربعاء تحت عنوان (فرح النسوة,, ولكن) حيث تطرق الكاتب لموضوع يهم النساء في مجتمعنا السعودي وقد يفرحن عند قراءة العنوان حيث ذكر الكاتب ان احدى الدول العربية منعت تزويج الرجال السعوديين وإن كان هذا الخبر مجرد اشاعة كما يقول إلا انه في هذا الموضوع يجيب على عدة تساؤلات أو اشكاليات ومن اهمها السؤال الذي يقول فيه لماذا يفضل الرجل السعودي الزواج من غير سعودية؟
وللاجابة على ذلك يقول انه تكمن إما في نفس ذلك الرجل ورغباته، وطموحاته وطلباته او انه يكمن في المرأة السعودية التي تدفعه لذلك والأسباب عديدة قد تكون منها طلباتها الكثيرة من حاجتها للخادمة والسائق وغير ذلك من الحاجات التي لا يستطيع تلبيتها لها، وقد يكون الجواب عند المرأة غير السعودية التي يذهب إليها الرجل من اجل الزواج، فربما هي تستطيع ان تقدم له ما لم تقدمه له المرأة السعودية سواء في البيت أو الحياة الاجتماعية أو تربية الاطفال او الطلبات أو غير ذلك، وقد يكمن الجواب في البيئة او المجتمع الذي جعل من المهور بعبعا حقيقيا وصارت مطالب اهل الفتاة كثيرة من الذهب والملابس والمنازل الفاخرة ونحو ذلك, كل هذا يدفع بالرجل للذهاب بحثا عن زوجة تعينه في حياته لا تستهلك حياته وتجعله مدينا باقي عمره.
هنا أقول وإن كنت مع ما ذكره في بعض الجوانب إلا ان هناك أمراً يجب ان نركز عليه وهو إذا كان الرجل يعتقد ان الزواج من الخارج اقل تكلفة وأقل طلبات فأنا أعتقد انه على خطأ،فلو قمنا بعملية حسابية بسيطة لوجدنا ان الزواج من الخارج اكثر كلفة من الزواج في الداخل وبهذا أذكر قصة لأحد الاشخاص المعروفين لدي تزوج من الخارج من إحدى الدول العربية لكبر سنه وقد سألته عن الزواج من الخارج بحكم التجربة وهل هو فعلا اقل تكلفة من الزواج من بنات الوطن فقال لي صحيح ان التكاليف في البداية قد تكون اقل ولكن مع مرور الوقت تكون أكثر وأنا الآن زوجتي كل عام تذهب لزيارة اهلها مع الاطفال، فتصور كم من المبالغ المالية التي ادفعها من تذاكر سفر وشراء الهدايا مما خف وزنه وغلا ثمنه لتوزيعها على اقاربها هناك، ولا أخفيك سراً انه عند عودتها ايضا فان لها مطالب أخرى من المساعدة في بناء منزل خاص لأهلها في بلدهم وهم الآن يملكون منزلا وأنا لا أملك منزلا وهذه عادتها حيث مضى على زواجنا اكثر من عشرة أعوام وأنا على هذا الحال فتصور كم من المبالغ أدفعها لهم يقولها بكل ألم وحسرة مما اثقل كواهلنا بالديون وطلب الناس ولا ننسى ان بعض الزوجات تطلب ان يستقدم زوجها اقاربها على حسابهم الخاص للعمرة أو الحج أو للزيارة وهذه اعباء مالية تقع على كاهل الزوج.
هذه قصة من مئات القصص ناهيك عن اختلاف العادات والتقاليد فالانسان على ما تعود عليه في الصغر وما تربى عليه في مجتمعه، ومعروف ان الزوجين لا يصلح حالهما ما لم تكن العادات متقاربة وهذا ما أحببت أن أضيف على ما قاله الكاتب والله ولي التوفيق.
عبدالله بن سعد المهيدب
|
|
|
|
|