أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th February,2001 العدد:10362الطبعةالاولـي السبت 16 ,ذو القعدة 1421

محليــات

لما هو آتٍ
القناعة والرضاء بَدءٌ للإنسان ونهايةٌ
د, خيرية إبراهيم السقاف
من يبني القناعة؟
ومن يؤسس للرضاء؟,.
هناك من يتخذ موقفه لأن هناك من اتخذه ونجح فيه قبله,, فتيمَّن به، وهناك من يسير في إثر من سار، ويتبع خطوات من مضى,, حتى إذا ما أفاق، وجد نفسه قد اتخذ، وسار، ومضى فيما لا يرضيه، وفيما ليس يقنعه,.
والقناعة لا تأتي عفو الخاطر، كما أن الرضاء لا يتكوَّن بمحض الصدفة، وإن كانا يسيرين في ظاهرهما,, تلقائيين في تركيبتيهما,.
القناعة بؤرة المنطلق لما يُرضي,,!
والرضاء خاتمة المطاف لما يُقنِع,,!
وعندما تقنِع ترضى,.
وعندما ترضى فأنت قانع,.
والقناعة كنز لا يفنى ,, هي قاعدة الرضاء بما يكون في أمر ما هو كائن من الله تعالى,, وعند هذا الحد فإنَّ القناعة هي الرضاء المطلق إما صبراً واحتساباً، وإما استسلاماً وتسليماً,.
والاستسلام والتسليم في أمور القضاء في أحكامه التي لا تتبدل,,،
والاحتساب والصبر في أمور القضاء الذي يقع على الإنسان فيما لا طاقة له به,,،
وتنال القناعة هنا والرضاء أعلى مراتب الكنوز,, لأنهما يتعلقان بعلاقة الإنسان بربِّه تعالى تلك العلاقة التي يدرك فيها المرء,, مَن هو من ربه، وكيف هو ربه منه,, فليس كمثله شيء في السماء ولا في الأرض,, خلق الإنسان ليعبده، وليسلِم إليه أمره,.
أما القناعة في حدود ما يتعلق بالإنسان نفسه,, فإنَّها خنوع إن توقَّف بها عند حدود حركيةٍ آليةٍ لا طموح فيها، ولا حوافز لها,,، وإن هو رضي بأن يكون هابط الهمة، مثبط العزيمة، بحجة القناعة والرضاء، فإنه عن الركب قاصر الخطو، وعن العلا هابط الهمة، بعيد المنال.
لا توصله قناعته، ولا يجلّيه رضاه,.
فكيف يكون النجاح في ضياع الهمة وفقد العزيمة؟,, وكيف يتحقق الفلاح للإنسان وهو لا تُفتح له أبواب الآمال، ولا تُكسر عند قدميه جلاميد الصخور، ولا تُردم في دروبه حفر الوقوع,, ويقف على أشلاء قناعته، ورضاء نفسه في انزواءٍ وانطواءٍ، وفتورٍ وضياعٍ؟,, كالنقطة قبل العدد لا تزيد فيه، ولا تكوِّن منه رقماً ذا بال؟
وكيف يحقق المرء لنفسه وللإنسان قدراً من المكان والفعل,, إن هو نهج مع النَّاهجين، وتبع العابرين، وسدر في التيه مع التائهين؟!.
تُبنى القناعة بالدربة والوعي والحصافة,.
ويتكوَّن عنها الرضاء إذا استوى الوعي سلوكاً، وأداءً,, في مماحكاتٍ دوميةٍ مع سيرورة اللحظة بكلِّ لحظاتها,,، والثانية بكلِّ ثوانيها، والساعة بما فيها من اللمحة واللحظة والثانية والدقيقة,, والقناعة تؤسَّس عند من يُدرك لماذا هو فوق الأرض؟,, وكيف هو فيما بعد حين يزور داخلها، ويتوسَّد باطنها,, أوَ لا يريد الإنسان أن يكون ذا قناعة ناهضة، وذا رضاء فعّال؟
أوَ لا يدرك الإنسان أنه في كوكبةٍ من البشر، قدرهُ ألَّا ينعزل إلا وحيداً في أحشاء أمه، أو أحشاء تربته؟,.
إذن فماذا لهذا الكون الكبير الذي زُجَّ فيه كي يكون فيه؟,.
عن بوصلة قناعاته,, وعن أزِرَّة رضاه,.
يتحدد أين يقف؟ كيف يكون؟ إلى أين سيؤول,.
ومن ثمَّ مساره، ماذا، وأداؤه، كيف، ومحصلته إلى أين؟!
فابنوا قناعاتكم صروحاً من الرضاء بما يأتي خلف أين، وكيف، وإلى أين؟
تعلمون ماذا، وكيف، وإلى أين؟!.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved