المتابع للبرامج الحوارية في الفضائيات العربية يصدم بحقيقتين الأولى أننا شعب لا يجيد الحديث بالهاتف والثانية انه لا يتوفر لدينا من يجيد الحوار.
فالمتصلون هاتفياً على تلك البرامج,, يبدؤون بالسلام والتحيات والسؤال عن الصحة والأهل كعادتهم في اتصالهم بأهلهم واصدقائهم,, ومن ثم يبدؤون بطرح موضوعهم فلا تفهم منه شيئاً في الغالب .
أما الشق الثاني من الحقيقة وهي المحاور,, فالمتابع لتلك البرامج الحوارية الجادة جداً يجد أن النسبة الطاغية من المشاركين من المملكة كانوا مرتبكين في أحسن الأحوال غير مجيدين للغة وأسلوب الحوار في أغلب الأحيان,, لماذا؟
هل للتربية دور في ذلك,, هل للمدرسة دور في ذلك,, هل للمجتمع دور في ذلك؟,, ما هو السبب وكيف يمكننا علاجه؟
آمل ألا نخلط بين القدرة على الخطابة والحوار,, فالخطباء المتفوقون كثيرون لدينا,, لكن أين المحاورون؟
الحوار فن يدرس,, يبدأ من أسلوب التحضير للحوار وينتهي بطبقات الصوت مروراً بتقنين عرض الأفكار والحجج والردود الداعمة للطرح,, هذا الفن شاهدناه في الانتخابات الأمريكية الأخيرة,, ومن ثم في المرافعات التي تلتها أمام المحاكم العليا في ولاية فلوريدا وواشنطن دي سي.
ما أريد الوصول إليه اننا نحن السعوديين نملك أغلب تلك الفضائيات والبقية نتحكم بأغلبها بحكم كوننا أكبر سوق في الشرق الأوسط تحرص تلك الفضائيات على اكتسابها,, ومع هذا فوجود السعودي المحاور معدوم كمستضيف وشبه معدوم كضيف,, وبعض الذين شاهدناهم كضيوف كانوا ضعافاً.
يا تُرى ما هي الحلول,, بل يا تُرى هل هناك من يبحث عن حلول؟
|