وقد هاج شوقي ان تغنّت حمامة
مطوّقةٌ ورقاء، تصدح في الفجر
هتوفٌ تبكِّي ساق حُرٍّ ولن ترى
لها دمعةً يوماً على خدها تجري
تغنت بلحن، فاستجابت لصوتها
نوائح بالأصياف في فنن السِّدر
اذا فترت كرّت بلحنٍ شجٍ لها
يهيِّج للصبِّ الحزين جوى الصدر
فلم أرَ ذا وجدٍ يزيد صبابة
عليها، ولا ثكلى تبكِّي على بِكر
فأسعدنها بالنوح حتى كأنما
شربن سُلافاً من معتقة الخمر
تجاوبن لحناً في الغصون كأنها
نوائح مَيتٍ يلتدمن لدى قبر
بسنرّة وادث من تبالة مونقٍ
كسا جانبيه الطلح واعتمَّ بالزهر