| تراث الجزيرة
عند أهل البادية والحاضرة في الزمن السابق كانت ليالي السمر لا تحلو ولا تطيب الا عندما يتبادل اولئك المتسامرون القصص والحكايات الطريف منها والجاد مدعمة بأبيات شعرية او قصائد كشواهد لصحتها وقد تكتب هذه الابيات في تلك الحوادث او تنسج فيما بعد توثيقاً لها.
وبعض هذه القصص يرتكز على وقائع حقيقية.
اما بعضها فهو محض خيال يدخل ضمن منظومة الاسطورة وفي كلا النوعين دلائل دامغة على سعة خيال ناسجها او راويها لأن بعض الرواة قد يحذفون ويضيفون.
لكن المتابع لهذين الفنين يرى بوضوح ان القصة الشعبية قد بدأت بالاندثار اذا قارنا حضورها بحضور الشعر الذي كان ملازماً لها في مجالس السمر,, وكانت تساعد في فهم الكثير من جماليات الشعر الشعبي.
كما ان للقصة مذاقاً امتاعياً خاصاً لا يتوافر للفنون الادبية الشعبية الاخرى.
لكن يبدو ان عجلة الزمن السريعة قد دهست هذا الفن الراقي وبدأت بزفه بعيداً عن الاعين في دهاليز النسيان.
اتمنى من المهتمين بالادب الشعبي وبخاصة في المجال الصحفي افساح المجال للقصة الشعبية لتستعيد مكانتها وحضورها المؤثر,, خصوصاً انها تساهم في خدمة المجتمع من باب ضرب المثل واخذ العبرة والعظة فهي بقايا من آثار اناس سبقونا يجمعنا بهم الهم الانساني الموحد.
سعد المجّري
المنطقة الشرقية
|
|
|
|
|