| العالم اليوم
كما كان متوقعاً,,, صدقت استطلاعات الرأي التي سبقت انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية، واقصى آرييل شارون مرشح تكتل الليكود، رئيس الوزراء السابق ايهودا باراك، وتسلم الحكم في الكيان الاسرائيلي تكتل سياسي تغلب عليه صفة التشدد ومؤيدو الاستيطان وعبر المجتمع الاسرائيلي بصدق عن قناعاته التي تتمثل في اختيار المجموعة التي تفرض سلام الاستسلام وسحب التفويض عن المجموعة التي لم تترجم قناعات الاسرائيليين الذين يريدون الأمن والأرض والسلام وليسوا على استعداد لاعادة حقوق الفلسطينيين,, ولا حتى الحد الأدنى منها، ولأن باراك لم يستطع أن يوفق بين اطماع الاسرائيليين وتطلعات الفلسطينيين لأنه أصلاً يعمل على تكريس الطمع الاسرائيلي، فباراك الذي سُوِّق كداعية للسلام ما هو الا نتاج المجتمع الاسرائيلي وابن المؤسسة العسكرية التي لا تعرف إلا سياسة القوة لفرض الاستسلام على الفلسطينيين، ولذلك فقد فشل في مواجهة من قدم نفسه على انه سيعمل على ما يريده الاسرائيليون وفي مقدمتها السيطرة التامة على القدس، والاستيلاء على المسجد الاقصى، وبالنسبة لهذا الموضوع الحيوي للمسلمين كافة وللعرب عامة وللفلسطينيين خاصة، موقف واضح يعلنه بصفاقة في اية فرصة تتاح له ففي رسالة وجهها شارون الى وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت شقيقته في الديانة اليهودية في 2 اكتوبر 2000م ان مدينة القدس الموحدة والتي انتم جميعاً على علم بها، هي وجبل الهيكل المسجد الأقصى تقع جميعها تحت السيادة الاسرائيلية وليس علي او على اي مواطن اسرائيلي أن يحصل على اذن من السلطة الفلسطينية أو من أي مؤسسة أجنبية لزيارة هذا المكان يقصد المسجد الأقصى أو أي مكان يقع في منطقة سيادة الدولة الاسرائيلية.
يضيف شارون: من جانبي فأنا اود ان اؤكد لك بأنه بالرغم من احداث العنف الأخيرة فانا لا ازال ملتزما بالتوصل الى سلام مع جميع جيراننا العرب بما فيهم الفلسطينيون.
اعتقد يمكننا التوصل الى سلام ولكن يجب ان يكون سلاما دائما مبنيا اولاً واساساً على الوقف الكامل للعنف بالاضافة الى اعتراف الفلسطينيين والعرب والقبول بالارث التاريخي لليهود الذين هو في ارضهم وفي عاصمتهم القدس غير المقسمة وبالتحديد حق السيادة وحرية الوصول الى اقدس مكان لنا في جبل الهيكل يقصد المسجد ألاقصى.
ويضيف شارون في رسالة الى اولبرايت,, هذا الحق ممنوح لكل مواطن اسرائيلي وكذلك للزائرين بغض النظر عن الأصل أو العرق او الديانة وذلك منذ ان وحدت اسرائيل المدينة في عام 1967م,, والتي لن تعود الى الفلسطينيين ابداً,,!!
انتهت رسالة شارون والذي يقول فيها بصلافة ليس فقط ابتلاع القدس الشرقية والسيطرة على المسجد الاقصى، بل ويطلب ببجاحة اعترافا فلسطيني وعربيا بهذه السرقة وهذه جزء من افكار شارون التي صوت لها الاسرائيليون,, فكيف سيتعامل العرب والفلسطينيون مع هذا الطرح,,؟
الفلسطينيون اعلنوا بعد اعلان فوز شارون رفضهم التفاوض معه على اساس ما تضمنه برنامجه الانتخابي,, ولكن هل يكفي الرفض، ومرة اخرى هل يتعامل العرب والفلسطينيون مع هذا المتغير في الكيان الاسرائيلي ام لا نزال نحلم بالسلام الذي يتصور كثيرون ان الامريكيين يعملون إليه,, والاسرائيليون يمكن ان يعيدوا حقوق العرب,, والعرب لم يفعلوا شيئاً يجبر الاثنين على ذلك.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|