| عزيزتـي الجزيرة
لا حرج في نظري من تكرار الكتابة عن العنوسة التي صارت ظاهرة اجتماعية تستحق مواصلة الاهتمام بها والتحدث عنها في الصحافة بحثا عن العلاجات والحلول الناجعة لمحاصرتها, وهناك أكثر من سبب يدعونا الى ان نجزم بوجود قدر غير عادي من العوانس في بيوتنا وأبرز الأدلة تلك الدراسة الاحصائية التي قامت بها وزارة التخطيط وأظهرت ان عدد العوانس في مجتمعنا يقدر بنحو 160 ألفاً تجاوزت أعمارهن الثلاثين عاما, وفاتهن قطار الزواج بالشروط والمواصفات المناسبة لهن كنساء غير متزوجات وبالتأكيد تقدم لكل واحدة من هؤلاء النسوة أكثر من خاطب في الوقت المناسب وتم رده لسبب أو لآخر من الأسباب المعروفة والتي لا تزال مع الأسف تسيطر على أفكار النساء وأولياء أمورهن وفي مقدمتها:
1- المغالاة في المهور.
2- المغالاة في المواصفات والشروط الواجب توفرها في الزوج.
3- رغبة بعض الفتيات في تأجيل الزواج الى ما بعد استكمال الدراسات العليا.
4 طمع بعض الآباء في رواتب بناتهم.
5- الاتجاه المتزايد للزواج بالاجنبيات خاصة من كبار السن والراغبين في التعدد.
الى غير ذلك من الأسباب التي مهدت لتكاثر العوانس في المجتمع ووصولها الى هذا الرقم القياسي الذي قد لا يصدق البعض بحقيقته فضلا عن الأعداد الأخرى ممن يعانين من ذات المشكلة وهن المطلقات والأرامل ممن ما زلن في سن الزواج.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تظل العوانس بلا أزواج؟ ولماذا تحرم المطلقات والأرامل أنفسهن من عش جديد للزوجية؟ أعتقد ان السبب الأول والأخير ان الشاب غير المتزوج لا يرغب الزواج من عانس أو من سبق لها الزواج كما أن العانس ومن سبق لها الزواج لا ترغب في الزواج ممن له زوجة ثانية.
ولا شك ان الخاسر والمتضرر الوحيد هو النساء من هذه الفئة.
لأن الشاب سيجد فتاة في سن الزواج كما ان من يريد الزواج بثانية إما ان يصرف النظر عن هذا الأمر إذا باءت محاولاته بالفشل وإما ان يجد ضالته وهذا هو الغالب في الزواج بفتاة أجنبية لا تبالي بفارق السن ولا بوجود الضرائر.
وأعرف الكثير من الرجال الطيبين وأصحاب الدخول الجيدة القادرين على تأمين سكن خاص وما يتبعه من متطلب في الحياة الحديثة للزوجة الأخرى أمضوا عدة سنوات في عرض أنفسهم على نساء عوانس ومطلقات وأرامل ولكن دون جدوى لا لشيء إلا لأنهم متزوجون ولهم أولاد.
وبعضهم أضناه التعب في البحث فأخلد الى الراحة وبعضهم لجأ الى الاختيار الأخير فتزوج من أجنبية والبعض الآخر لا يزال يجد في البحث والتنقيب.
ولذلك فإنني انصح كل عانس وكل مطلقة وكل أرملة ألا تحرم نفسها من متعة الزواج ومن الذرية متى كانت راغبة في الزواج ومرغوباً فيها، انصح الجميع بتخفيف شروطهن وتعديل نظراتهن غير الواقعية الى التعدد بما يمكنهن من منافسة النساء الأجنبيات اللاتي أصبحن بالنسبة لمريدي التعدد من الرجال البديل الجاهز لبنات الوطن الرافضات لهن.
كما أجدها مناسبة لدعوة الاخوة في الجمعية الخيرية في هذه المحافظة الى الاهتمام بقضية النساء الراغبات في الزواج والرجال الباحثين عن زوجات أخريات وذلك ضمن برنامج الجمعية الذي تبنته أخيرا لمعالجة المشاكل الأسرية والاجتماعية عبر هاتف الجمعية رقم 063333003 بمعرفة عدد من المشايخ وطلبة العلم وأهل الحسبة,
راجيا أن يجد هذا البرنامج من القبول ما يساعد على انجاحه واستمراريته لخير الجميع ومصلحتهم وأن تتبنى مثله سائر الجمعيات الخيرية فالمشكلات الأسرية والاجتماعية ليست محصورة في مكان دون آخر, وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس
|
|
|
|
|