| متابعة
* الدوحة خالد البنعلي ق,ن,أ:
بعد اقرار ايهود باراك زعيم حزب العمل الاسرائيلي بهزيمته الليلة الماضية تأكد ان اريل شارون زعيم تكتل الليكود سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ليحقق بذلك حلمه الذي سعى اليه منذ سنوات طويلة ومعه انصاره من غلاة المتطرفين الصهاينة,, وهو الحلم الذي تؤكد كل المؤشرات انه سيكون كابوسا لكل الاطراف الساعية لتحقيق السلام الغائب في الشرق الاوسط.
فرغم انه لا توجد فوارق جوهرية بين باراك وشارون ومواقفهما المتعنتة الرافضة للحقوق الفلسطينية والعربية,, ورغم ان تاريخ كل منهما ملطخ بالدماء العربية الا ان سجل شارون اكثر دموية ومواقفه اكثر تعنتا وتصريحاته اكثر استفزازا ,, و(لاءاته) وخطوطه الحمراء لا نهاية لها,, مما ينبىء بانه سيشيع مسيرة السلام الى مثواها الاخير بعد ان تجمدت تلك المسيرة في عهد باراك المضطرب والذي لم ينجح الا في استفزاز العرب والفلسطينيين رغم ما كان يتشدق به عن سعيه للسلام.
وقد ولد اريل شارون واسمه الحقيقي ارييل شاينزمان عام 1928 في مستوطنة (كفار حلال) من والدين من روسيا البيضاء وانضم الى الجيش وهو في السابعة عشرة من عمره وترقى في الرتب العسكرية الى ان وصل الى رتبة جنرال.
وانضم شارون في شبابه الى الفرق العسكرية التابعة لمنظمة (هاجناه) الصهيونية واشترك في حرب .
1948 ثم انشأ وحدة قتالية لمطاردة الفدائيين وهي الوحدة التي عرفت باسم (101) عام 1953 والتي رفعت من معنويات الجنود الاسرائيليين إلا أن قيادة الجيش جمدته على رتبته العسكرية مدة عشر سنوات من عام 1956 الى عام 1965 لعدم موافقتها على سلوكه الارعن اثناء حرب 1956.
وفي حرب 1967 كان شارون قائد فرقة في الجبهة الجنوبية وفي عام 1969 اصبح قائدا للمنطقة الجنوبية ثم ترك الجيش قبل حرب اكتوبر 1973 وانضم الى الحزب الليبرالي الا انه اعيد الى الجيش في حرب 1973 وقاد فرقة على الجبهة الجنوبية التي خرقت الجبهة المصرية في ثغرة الدفرسوار وعبرت القناة الى الضفة الغربية ومن هنا اشتهر شارون واصبح الضابط الاكثر شعبية في اسرائيل,, رغم ان هذه الخطوة كانت تكلف اسرائيل خسائر فادحة بعد ان حاصرت القوات المصرية القوات الاسرائيلية المتسللة وكادت أن تبيدها لولا تدخل الولايات المتحدة آنذاك بعقد اتفاقيات فض الاشتباك.
وبعد انتهاء حرب 1973 شغل شارون عدة حقائب وزارية حيث عين عام 1997 وزيرا للزراعة واصبح المسؤول عن اقامة مستوطنات في رفح ثم عين وزيرا للدفاع عام 1981 حيث رسم خطة غزو لبنان وضرب منظمة التحرير عام 1982.
وفي عام 1983 ابعد شارون عن وزارة الدفاع واصبح وزيرا بلا وزارة بعد ان ثارت عاصفة سياسية في اسرائيل بسبب مسئوليته عن مذابح صبرا وشاتيلا في عام 1984 والتي راح ضحيتها اكثر من الفي فلسطيني عين وزيرا للصناعة والتجارة الى عام 1990 ثم شغل حقيبة وزارة الاسكان من عام 1990 الى عام 1992.
يذكر ان زيارة شارون (72 عاما) زعيم تكتل الليكود المتطرف يوم 28 سبتمبر الماضي لحرم المسجد الاقصى في القدس الشرقية هي الشرارة التي اوقدت الانتفاضة الفلسطينية حيث كان يحرسه ثلاثة آلاف جندي وراح ضحيتها 396 شخصا منهم 330 فلسطينيا قتلوا برصاص الجنود الاسرائيليين و13 من عرب اسرائيل و52 من المستوطنين اضافة الى الماني واحد.
وكان زعيم حزب الليكود قد اكد على عدة ثوابت من وجهة نظره تؤخذ في الاعتبار أثناء المفاوضات مع الفلسطينيين وهي بقاء مرتفعات الجولان تحت السيادة الاسرائيلية وعدم نقل اي مستوطن من مكانه وعدم السماح بعودة اللاجئين وذلك دفاعا عن اسرائيل,, على حد قوله.
يذكر ان السلطة الفلسطينية قد اعربت عن استعدادها يوم الاثنين الماضي لاستئناف المفاوضات مع اي رئيس وزراء ينتخبه الاسرائيليون شريطه ان يحترم الاتفاقيات السابقة,, وقال الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني ان شارون لا يمكنه التراجع عن التعهدات الاسرائيلية لعملية السلام وان الحكومة الاسرائيلية ملتزمة بما تم الاتفاق عليه منذ مؤتمر مدريد .
من جانبه اكد السيد نبيل عمرو وزير الدولة الفلسطيني للشؤون البرلمانية ان المفاوضات يجب ان تبدأ من حيث انتهت الحكومة الاسرائيلية السابقة وليس البدء من نقطة الصفر.
وكان ايهود باراك قد دعا الى انتخابات بعد ان قدم استقالته يوم العاشر من شهر ديسمبر الماضي الى الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساب نتيجة تعرضه لضغط من الكنيست حيث اتهمه بعض اعضائه بأنه قدم تنازلات كثيرة للفلسطينيين.
|
|
|
|
|