| مقـالات
ليس بنيتي تدبيج مقال وعظي يحمل لهجة خطابية صارخة تحث الشباب على الالتزام بالخلق القويم الحسن، والسلوكيات الدمثة الملتزمة، ومراعاة آداب السلوك,, الخ، لعلمي التام أن الشباب في سن معينة هم أبعد ما يكون عن الاستماع إلى الأسلوب المباشر من اللوم والتقريع الذين يجدون به نوعاً من الوصاية التي يعتقدون بانهم قد تجاوزوها، فينحون إلى المزيد من التمرد واختراع حلول خاصة بهم ومن صنعهم!!
ولكن لا أدري لما اظل احمل حساً تفاؤلياً عارماً تجاههم وتجاه قدراتهم على اقتحام العصر بأسهل الطرق وأسرعها، وبالشكل الماهر الحذق الذي يرقى فوق موجة العولمة ويعرف انواءها وخرائطها فلا تغرقه بل ترفعه إلى الأعلى.
وصراع الأجيال هي مسألة قديمة جداً وقل ان يخلو عصر منها حيث يريد أن يستأثر الجيل القديم بالحكمة والمعرفة بينما يحمل الجيل القادم العنفوان والفتوة والرغبة في الانطلاق والتغيير، والمسألة محسومة ونتيجة الصراع محسومة سلفاً والتاريخ لا يرجع إلى الوراء.
ويبدو أن في المقدمة السابقة الكفاية التي توضح موقفي بالشكل الذي يجعلني أدين القناة الشبابية الفضائية بشكل مريح وواضح ومتسع وبشكل يجعلني أتمكن من رفع جميع علامات الاستفهام أمام نوعية المادة المقدمة في تلك القناة؟! والتي هي باختصار لا تقول سوى هيا انظروا يا معشر الشباب ماذا تعرض حوانيت العالم من منتجات استهلاكية مغرية وجذابة ومغرقة في الحسية والغرائزية من ثياب وافلام وسيارات وأغانٍ صاخبة صارخة لا تشبه المكان وتعمم ذوقاً عالمياً وحيداً وشاحباً من زعيق آلات الروك اند رول المجنونة، هذا باختصار ما تقدمه هذه القناة، وهذا ما تروج إليه رخيص ومباشر وسطحي؟! ورسائل خفية تبث تعمق ارتباط الشباب بالحسي والسريع والممتع فقط، وكأنه هذا البرنامج أتى يحمل إدانته وإياه فيمن ما برح يحمل خوفه واسترابته من الفضائيات.
ولكن أليس من حق الشباب شيء مختلف، شيء أكثر نبلاً وسمواً ومسؤولية تجاه الغد سواء كأفراد أو كجماعات، يبرز من خلال خطاب ديني روحاني يعي طبيعة العصر ومتطلباته ولا يحدث أزمات التناقض بين الواقع والمأمول في عقول وأفئدة الشباب؟؟
أدوات وأساليب وطرق تجعلهم يستشرفون العصر بطرق وأساليب واعية تجعلهم يكتشفون طريقهم في تيار العولمة؟؟
تطوير المؤهلات، والتركيز على النماذج الناجحة من الشباب في جميع المجالات، وابراز تجاربهم كتجارب من الممكن أن تكون مثالاً يتبع.
طرق تحدي الذات والتغلب على الصعوبات في أعمار يكون فيها الشباب شديدي الاندفاع والحساسية تجاه العالم الخارجي عبر المدارس النفسية التي تهتم بتدعيم الذات وترسيخ الثقة بالنفس.
الانفتاح بقوة على عالم التكنولوجيا الحديثة من خلال آخر المستجدات في عالم الكمبيوتر وحقول التقنية.
وما سبق هو ومضات واشارات سريعة لن أستطيع أن أتناولها باسهاب في هذا المجال، ولكن اجد انه من حقي أن أرفع أكثر من علامة استفهام وتعجب في وجه القناة التي تسمى قناة الشباب والتي لا تخدم سوى الشركات الصناعية الكبرى التي تريد ان تحول العالم إلى سوق استهلاكي كبير ونهم مع إغفال للأبعاد الأخلاقية تماماً.
***
نشر القاص المبدع يوسف المحيميد في ملحق جريدة الرياض الثقافي الأسبوع الماضي قصة قصيرة بعنوان أحلام ثقيلة والقصة بديعة من ابداع وابتداع، وتؤسس لفن قصصي من نوع مختلف، يتجاوز العثرات الكثيرة التي تعرضت لها القصة القصيرة المحلية من إغراق في أسلوب السرد عبر المنولوج الشخصي الضبابي المغرق في سوداويته، والكثافة الشعرية التي تبهت الحدث، والتقريرية السردية المملة القصة ناتئة ومتوهجة كشهاب وتلك المخلوقات المضنية الصغيرة تذكرني بأسطورة فارسية، ولوعة الاحلام التي تحولها اليقظة إلى مجموعة حجارة.
القصة تحمل تجربة جديدة وجمالاً خاصاً وجديداً,, وهل الفن والابداع شيء سوى هذا؟؟
E MAIL:OMAIMAKHAMIS@YAHOO.COM
|
|
|
|
|