| العالم اليوم
ليس فقط سيكون للكيان الإسرائيلي رئيس جديد للحكومة، بل سيدخل هذا الكيان مرحلة جديدة في الغطرسة والتشبع المتعاظم بالقوة العسكرية التي كثيراً ما تؤدي الى تدمير الدول، فكلا المرشحين اللذين خاضا الانتخابات تحكمهما نظرية (القوة العسكرية) ليس لجذورهما العسكرية كونهما نتاج المؤسسة العسكرية الصهيونية بل أيضاً لأنهما تربيا في مجتمع شوفوني يعتمد القوة لتحقيق الهدف، والجيل اليهودي الذي ولد في فلسطين المحتلة وتربى في الاعوام الاولى من قيام الكيان الصهيوني رضع مبادىء اعتماد القوة لغرض الهدف السياسي, جميعهم يعيشون في ظل هيمنة فكر القوة، وشارون وباراك نتاج هذا الفكر، ولهذا فإن كلمة (حذار,,, ان اسرائيل قوية)!! تتردد كثيراً في الخطاب السياسي للاثنين.
كما أن الاثنين يجمعهما تلاق فيما يسمونه في الكيان الاسرائيلي ب (الخطوط الحمراء).
وهذه الخطوط الحمراء وان حاول باراك اضفاء طابع (تجميلي) لها بعد وضع (مكياج) لها وتسويقها في المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنها تظل المرجع لكلا المرشحين، ولهذا فإن من يتسلم رئاسة الحكومة سيكون ملتزماً بها، والفرق بين شارون وباراك ان الاول يعرضها دون اي تغليف في حين أن الثاني يسوقها بعد وضع المكياج لها.
وهذه الخطوط الحمراء حسب ما عرضها شارون في مقال له في 21 تموز (يوليو) من عام 2000 في صحيفة جيروزليم بوست الاسرائيلية هي:
1 القدس الكبرى، الموحدة وغير المقسمة، يجب ان تكون عاصمة ابدية لاسرائيل وتحت سيادة اسرائيلية كاملة، وإن مسألة القدس لا يجب ان تبقى مفتوحة لأنها قد تصبح قنبلة موقوتة لصراع قادم.
2 اسرائيل سوف تحتفظ تحت سيطرتها الكاملة بمناطق أمنية كافية في الشرق والغرب، ووادي الأردن بمفهومه الواسع كما هو محدد في خطة أو مشروع ألون سوف يكون المنطقة الأمنية الشرقية لاسرائيل، وهذا يشمل المنحدرات الشرقية على حافة تلال الضفة الغربية (غرب طريق ألون) التي تطل على الوادي، واسرائيل سوف تحتفظ بوجود مجاور وسيطرة على الوادي كله حتى نهر الأردن، بمافي ذلك المعابر الحدودية، وسوف تشمل المنطقة الأمنية الغربية خط التلال الذي يتحكم في السهل الساحلي والذي يتحكم في منابع المياه الجوفية الحيوية لاسرائيل، وسوف يتم الاحتفاظ بالطرق الاستراتيجية تحت السيطرة الاسرائيلية.
3 المستعمرات الاسرائيلية (ويسميها شارون المدن والقرى الاسرائيلية) في الضفة وغزة اضافة الى الطرق المؤدية إليها بما فيها الأراضي الهامشية الأمنية على امتدادها سوف تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة.
4 إن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من 1948 1967م سوف يقوم على إعادة توطينهم وتأهيلهم في الأماكن التي يعيشون فيها الآن (الأردن، سوريا، ولبنان,, الخ) ولن تقبل اسرائيل تحت أي ظروف مطلب الفلسطينيين في حق العودة، فإسرائيل لا تتحمل اي مسؤولية أخلاقية أو اقتصادية تجاه مأزق اللاجئين.
5 ونظرا لمطالب الوجود الحيوية يجب على اسرائيل الاستمرار في السيطرة على الطبقات الصخرية للمياه الجوفية العذبة في غرب السامرا وهي التي توفر حصة كبيرة من المياه لإسرائيل والفلسطينيون ملزمون بمنع تسميم منابع المياه الاسرائيلية.
6 ترتيبات الأمن: كل الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية تكون منزوعة السلاح، ولا يكون هناك جيش للفلسطينيين ولكن يمكنهم الاحتفاظ بقوة شرطة حيث إن اسرائيل سوف تحتفظ بسيطرة كاملة وتحكم في الفضاءالجوي فوق يهوذا والسامرا وغزة.
هذه (الخطوط الحمراء) التي ستكون المرجعية الاسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين هي التي ستكون (البوصلة) التي توجه الاسرائيليين وهي بمثابة اعلان حرب,, او مقدمة لحرب في الأفق,, فهل استعدينا لها,, وهل نحن جديرون بالتصدي لهذه الاطماع التي لا تلغي الوجود الفلسطيني فحسب، بل وتكرس سياسة غطرسة القوة الصهيونية,,؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|