| وطن ومواطن
الى جميع المسؤولين وخاصة معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية نقدر شعورك تجاهنا,, ونقدر ماتقوم به من جهود مخلصة من اجل المجتمع,, ونود قلبك الطيب الرحيم ولكن الحياة في ظل إعاقة جسدية او حسية صعبة للغاية أكثر مما يتوقع أنى ذهبنا او اتجهنا نحس بالعجز لظروفنا القاهرة مهما كان صبرنا وشدة زحامنا على مرافق الحياة العامة,, نحس بالعجز في كل مكان وفي شتى جوانب الحياة,, الا الابداع,.
فمن يتكفل لنا بحقوقنا امام المستشفيات لو رغبنا العلاج من يحمل ذلك على عاتقه ليفهمنا مما نعاني امام الطبيب او يبلغنا بالدور اثناء جلوسنا بصالة الانتظار,, لماذا يجبرنا النظام دائماً على اصطحاب الوالد بعكازه ليترجم لنا في كل مكان اين امثالنا من المؤهلين للتعامل معنا,, لماذا لا يعمل في هذا المجال معاق او معاقة لخدمة اقرانهم إننا بحاجة الى ذلك,, والى متى سنظل كذلك,, في ضل استخدام دوائرنا الحكومية والأهلية منها النظام التقليدي القديم في كل شؤون الحياة المختلفة وهو بالتأكيد يغفل الجانب الإنساني للمعوقين ووضع خصيصاً لخدمة الأصحاء فقط,, وتجبرنا الظروف القاهرة للعيش وفق هذا النظام نتيجة لعدم الإدراك والوعي التام لما نحتاج اليه، او مما نعاني,,؟!
وامام انظمة المرور من يتصاغر تلك النجوم او تلك الخيوط ليفهمنا بالواجب والمطلوب بدلاً من تصريفنا من مكان لمكان ومن مكتب لمكتب,,؟ لماذا؟!!
وأمام البنوك التزم دورك مهما كان قد اسقط وأنا اتوكا على عكازين من شدة الزحام والتزم دورك مهما كان في كل شؤون الحياة وفي كل مكان لماذا؟ لايوجد معاق او معاقة من المؤهلين او من يتم تأهيلهم لهذا الغرض الانساني النبيل ان هذا هو الواجب يامعالي الوزير بدلاً من الانتظار ولو براتب قليل لان لدينا قناعة ويكفينا القليل,, لم نعد نحظى بأي عطف بل تذمر ونفوز ونسمع كل يوم عن قرارات كثيرة ولكنها تنتظر التنفيذ على ارض الواقع,, لا افتعل ذلك إنها الحقيقة التي عشت فصولها لحظة بلحظة بالرغم من كفاحي المستمر منذ ان فقدت سمعي بسبب خطأ طبي وقس على ذلك بقية زملائي.
ومع كل شروق لغد جديد نحلم ونتمنى ان يكون لنا حقوق لكن الأسى يتجدد وتخيم علينا سحب الأحزان ونحن نصارع قسوة الحياة في سبيل العمل الشريف لأننا نتحمل من المشاق ما الله به عليم,, ورجاء يامعالي الوزير ان تريحنا من هناك وهناك ونقدم ونمنح ونكافئ وننشئ من اجل المعوقين لأننا مللنا ذلك ولم نجد من يصغ إلى النداء، وقد جربنا ذلك ولم نجد إلا النزر اليسير الذي لايرويك ما لقد جرحت مشاعرنا الأيام ولم تعد لدينا دموع ننشد بها الرحمة من القلوب لانها جفت منذ زمن ولم يرحم بكاءها بكاءها العالي المجروح ونحن نلهث خلف سراب الحياة بحثاً عن حقوق تؤمن لنا حياة كريمة من خلالها نعيش اسوة ببقية المواطنين الأصحاء ولكننا لم نجد إلا التذمر واستكثار عددنا القليل؟!!
ونحن ليس لنا ذنب في هذه الإعاقة لانها امر إلهي قدر علينا لامفر من قبوله والرضى به والإعاقة قد تكون بسبب اخطائكم أيه الأصحاء كما انها ابتلاء لكم لينظر ماذا انتم فاعلون، والكل يدرك ان الاعاقة بكل المجتمعات وهي لاتمنع من التقدم والرقي والنجاح وهناك معاقون صنعوا أمجاداً لبلدهم والعالم مثلما فعل الأصحاء لكن اولئك توفرت لهم اجواء من خلالها استطاعوا ان يعملوا بشرف جنباً الى جنب مع الأصحاء واخيراً بعد صدور النظام الجديد للمعاقين والذي استبشرنا خيراً بصدوره يأتي الينا وزير العمل ليقول هناك 5000 معاق على قوائم الانتظار وكأنه بتصريحه ذلك أجهض هذا الحلم الكبير، فإذا كنت تدرك ظروفهم يامعالي الوزير فلماذا لا يتم احتواؤهم وتمكينهم من العمل الشريف لأن الأصحاء لديهم القدرة على الكفاح بشتى جوانب الحياة سواءً وظيفية او اعمال حرة بينما المعاقون يتعذر عليهم ذلك لظروفهم ويعتبر العمل الوظيفي هو الامان لهم من تقلبات الزمن الغادرة بدلاً من حياة الزوايا التي وضعوا بها حالياً بين موظفين اصحاء لايهمهم مما يعاني اولئك البائسون,, ونحن ندرك ان وزارة العمل تتبنى تأهيل المعاقين على الاعمال الحرفية وتمنحهم المكافأة المالية لفتح ورشة صغيرة صغيرة جداً علماً بان هذه الإعانة تمنحها سائر دول العالم للمعاقين بل واكثر من ذلك وهذا التأهيل غير مجد في ظل النظام الحالي لأسباب منها:
إن الإعانة المالية لاتصرف الا بعد مضي سنتين كاملتين على إنهاء الدورة او اكثر من ذلك، فتح الورشة اولاً قبل الحصول على المال فمن سيقرضني ومن أين لي الحصول على ذلك، تقديم فواتير مصدقة بالمشتريات قبل صرف الإعانة، كفالة من مؤسسة مالية لمدة عامين بضمان استمرار فتح الورشة ونحن نعرف اصحاب المؤسسات,, تذبذبات السوق والخسارة المالية التي قد تنتج عن ذلك,, اذاً العمل هو الحل المناسب,, كم نناشد ضميركم الإنساني النبيل ان تتكرموا مشكورين بتأهيل معاقين للعمل بجميع الدوائر الحكومية والأهلية التي تتعامل مع الجمهور مباشرة ليتسنى لهم خدمة اقرانهم وعند ذلك تكونوا قطعتم شوطاً نحو العدل والمساواة الاجتماعية,, فهل نرى ذلك قريباً كم نتمنى ذلك,, لأنه حلم سيظل يراودنا الى الأبد؟
نايف المبارك العدوان
معاق سمعياً
|
|
|
|
|