| تحقيقات
بعد ان منّ الله سبحانه وتعالى على بلادنا هذا العام بهطول الأمطار الغزيرة استبشر الناس خيراً خصوصاً وان البلاد شهدت في العامين الماضيين ندرة في هطول الأمطار مما اثر على الغطاء النباتي وكذلك على اصحاب الماشية.
وخلال هذا العام كان هطول الامطار على بعض المناطق اكثر من غيرها ومن المناطق التي شهدت امطاراً كثيفة منطقة حفر الباطن والتي تستقبل هذه الايام اعداداً كبيرة من الزوار سواء من داخل المملكة او من دول الخليج، ويتضح هذا الاقبال في الازدحام الشديد بالأسواق والشوارع، وكذلك صعوبة ايجاد سكن في الفنادق أو الشقق السكنية.
(الجزيرة) قامت بالتجول في مناطق حفر الباطن وما حولها وقامت بتصوير الربيع والفقع وازدحام الناس هناك.
فعلى بعد حوالي 500 كم تقع مدينة حفر الباطن باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الرياض, وهي مدينة حديثة بدأت بالتطور السريع مثلها مثل معظم مدن ومحافظات المملكة ويمكن إرجاع سبب تطورها السريع الى موقعها والذي جعلها بين المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية ودولة الكويت الشقيقة، حيث جعلها هذا الموقع منطقة ربط ومفترق طرق.
وفي السنوات القليلة الماضية زاد عدد السكان بها وبدأ الزائر يلاحظ التطور الميداني الكبير والاتساع في المساحة حتى اصبحت من اهم مدن المنطقة.
ويتوافد على المنطقة كل عام في مثل هذا الوقت العديد من الزائرين والذين يبحثون عن الربيع والفقع، وخصوصاً في السنوات التي يكثر فيها هطول الأمطار مثل هذا العام.
* تحقيق :
فهد المطرفي
الوصول الى حفر الباطن
وعند وصولنا الى حفر الباطن كان الهاجس هو البحث عن مكان للسكن في احد الفنادق أو الشقق المفروشة والتي استطعنا الحصول على احداها بعد عناء طويل لأن غالبية الفنادق والشقق مأهولة بالزوار, وكان السكن عبارة عن شقة عادية تتكون من غرفتين ودورة مياه وصالة صغيرة وكانت بسعر 180 ريال لليلة الواحدة, وخلال البحث عن مكان للسكن لاحظنا الاختلاف الكبير في اسعار الشقق والغرف رغم ان مستواها تقريباً واحد إلا ان بعضها مبالغ في قيمته حيث تصل اسعار الشقق الى 350 ريال لليلة، اما الغرف فتصل الى 100 ريال.
البحث عن الفقع
وبعد ايجاد السكن المناسب بدأنا رحلة التجول والبحث عن الفقع ومشاهدة الربيع والذي لم ينقطع منذ وصولنا الى محافظة المجمعة ونحن متجهون الى حفر الباطن حيث انه طول الطريق من المجمعة الى حفر الباطن ونحن لا نشاهد الا الارض الخضراء.
بدأنا الجولة حيث شاهدنا الازدحام الشديد والذي رافقنا الى ان خرجنا من المدينة وبدأنا نرى المخيمات المنتشرة بشكل كبير معظمها مخيمات لضيوف المنطقة من مدن المملكة وهناك بعض المخيمات الخاصة بأهل الكويت حيث لاحظنا تواجد عائلات من الكويت بشكل ملفت للنظر.
وخلال سيرنا بدأنا نرى بعض الاشخاص مترجلين من سياراتهم ويبحثون عن الفقع فقررنا التوقف والبدء بالانتشار باحثين ايضا عن الفقع والذي بدأنا نعثر عليه بشكل جيد وكنا نشاهد آثاراً في الارض لبعض الفقع بعد استخراجه مما يدل على تواجد الناس الباحثين عن الفقع منذ ايام.
الاتجاه الى السوق
وبعد ذلك عدنا الى المدينة وذهبنا الى سوق الحفر والذي كان مزدحما بالزبائن حيث يكثر الفقع بكافة انواعه الخلاسي والزبيدي والكمأ ويوجد كذلك الزبد والسمن البلدي والاقط كلها طازجة وبأسعار مناسبة للجميع.
اما عن سوق الغنم والذي يعتبر من اهم واكبر اسواق الماشية، فهو كعادته مليء بالبائعين والمشترين وتتوفر فيه جميع انواع الاغنام.
وخلال الجولة في المنطقة شاهدنا اعداداً كبيرة من الماشية وفي مناطق متباعدة مما يدل على كثافة العشب واتساع مناطق الرعي.
وكنا خلال الجولة نسأل اصحاب الخبرة عن افضل المناطق التي يتوافر فيها الفقع بكثرة وقد اشار الينا اكثرهم بالاتجاه الى منطقة (القرعة) والتي تضم الصداوي ودبيه (ونقرة الصيد) و(القرعة) تسمى بذلك لأنها ارض منبسطة متساوية لا يوجد بها اشجار أو مرتفعات.
الاتجاه الى الصداوي
وتقع الصداوي ودبيه شرق حفر الباطن وتبعد الصداوي عن الحفر 80 كيلومتراً تقريبا وبعدها ب 20 كيلومتراً تأتي دبيه، ويمكن الوصول اليها عبر (كوبري) قاعدة الملك خالد العسكرية والذي يقع على طريق الحفر قبل 60 كيلومتراً من حفر الباطن باتجاه اليمين مع مخرج (السفانية).
وبعد الوصول الى الصداوي لفت انتباهنا كثافة الناس وانتشار الباعة في كل مكان منهم من يبيع الفقع ومنهم من يبيع الاغنام وآخرون يبيعون السمن البري والاقط والزبد ومنهم من يبيع الفواكه والخضروات والحطب.
وبعد جولة قصيرة اكتشفنا ان الفقع هنا اكثر منه في المناطق القريبة من حفر الباطن وبدأنا نلتقط الفقع الى ان تحصلنا على مجموعة كبيرة منه.
وفي بلدة الصداوي يوجد بعض الفنادق والشقق ولكنها قليلة بالنسبة لاعداد الناس الوافدين.
ومن الصداوي اتجهنا الى (دبيه) وهي على بعد 20 كيلومتراً تقريباً وبعد البحث عن سكن للمبيت تلك الليلة وجدنا غرفة مع دورة مياه بسعر 180 ريال.
ومن صباح الغد بدأنا بالبحث الجاد عن الفقع وكانت البوادر مشجعة منذ اللحظات الاولى فالفقع وفير وهو في اول موسمه ورغم كثرة الناس الا ان كل شخص اخذ ما يرضيه, وما هي الا ساعات قليلة مرت بدون ان نشعر بها الا وكل واحد منا ومعه ما يكفي لملء كرتون متوسط الحجم.
نقرة الصيد
ونحن في (دبيه) كنا نسمع عن كثافة العشب في فيضة (نقرة الصيد) فقررنا الذهاب اليها حيث كانت تبعد عن (دبيه) مسافة 25 كيلو متراً عن طريق الصحراء لأنه لا يوجد طريق موصل اليها.
وعند الوصول اليها لم نندم لقطع هذه المسافة عبر الصحراء لأننا تفاجأنا بكثافة العشب الذي يشرح الخاطر ووجود الفقع كذلك حولها.
من الجولة
* بعض الناس يبحث عن الفقع للتسلية والمتعة فقط أما البعض الآخر فهو يبحث عنه للتكسب من بيعه لذلك تجده منذ الصباح الباكر إلى غروب الشمس وهو يبحث عن الفقع ثم يذهب الى السوق ليبيع ما تحصل عليه.
* يتوفر عند محطات بيع الوقود في دبيه بعض الترفيه حيث يتواجد بعض من يؤجر (الدبابات) على الاطفال.
* يلاحظ الازدحام الشديد على محطات الوقود وخصوصاً في الصداوي ودبيه وهذه الأخيرة لا يوجد بها سوى محطتي وقود تشهد وقوف العديد من السيارات باعداد كبيرة عندها.
* كذك تشهد المطاعم والمطابخ في كل المناطق اقبالاً كبيراً كما يشهد هاتف محطات البنزين في (دبيه) ازدحاماً كثيفاً حيث يقف الناس طوابير انتظاراً لدورهم لمكالمة ذويهم يصل ذلك الى ساعات متأخرة من الليل.
* كذلك اضطرت بعض العائلات الى المبيت في الساحات المحيطة بالفنادق وذلك لعدم توفر السكن الكافي في ظل هذا الازدحام الشديد.
كما قام بعض الزوار من الأفراد بالسكن مع رعاة الاغنام في خيامهم.
|
|
|
|
|