| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد:
تعمل غالبية الدول الغربية على الاستغلال الأمثل لتقنية الأقمار الصناعية وذلك بتوظيف شبكة اتصالات تربطها مع دول العالم سواء النامية أو الصناعية لخدمتها في شتى المجالات، فالحصول على المعلومات الاقتصادية والسياسية والبيئية وتبادلها يعد مسوغاً نافذاً لتقدم مصالح هذه الدول وتطورها وبالتالي التفوق الواضح في مجال المعلومات والصناعة والاقتصاد وغيرها.
ولما كان الجناح العربي له نصيب جيد من وصول البث عبر الأقمار الصناعية ولحاجة الأنظمة الحديثة سواء العلمية والعملية للتغذية بالمعلومات كان البث الفضائي التلفزيوني من تلك الأولويات التي حرص المنظمون على توفرها للمواطن العربي, وخرج عرب سات عبر المدار الفضائي ليقدم خدماته التلفازية والفضائية وتخصصت شركات بانشاء شبكات تلفزيونية خاصة سواء بالاشتراك او بالبث المباشر لتصل لبيت ومنزل كل مواطن عربي حتى اصبح يتنقل بين شوارع الدول العربية وحتى الغربية مع الصوت والصورة دون عناء أو احساس بالوحدة ولكن ولكي تحصل هذه القنوات على اكبر عدد من المشاهدين أو العملاء والزبائن وبالتالي المردود المادي, كما لا بد من العمل على استمرار المشاهد العربي في مشاهدة ومتابعة القنوات الفضائية والتي تسابقت على جذب المشاهد إليها.
ومن مفهوم (إننا لا نقصدك بما يقدم) ولضعف الرقابة الذاتية لأصحاب الشبكات الفضائية والعاملين عليها من المنتجين والمتعاقدين, ظهر نوع من التنحي عن القيم والفضيلة لم يكن في الحسبان ان يكون مِن مَن يحسبون على العرب والمسلمين عدداً وهوية.
عملت بعض القنوات الفضائية وهي معروفة للمشاهد ومن الاستغفال للقارئ ان يقال إنها غير معروفة, عملت هذه القنوات الفضائية المملوكة لشركات على توظيف العنصر النسائي والإثارة وخلق جو من المتعة في تحصيل ديون غير مستحقة على المشاهد العربي، فنرى القائمين عليها يسعون جاهدين للبحث عن اجمل النساء من المقدمات والمذيعات للبرامج وتخصيص المسابقات لأجمل المذيعات من الشابات والحرص على ان يخرجن على المشاهد فاتنات ومظهرات للمفاتن.
كما تعمل هذه القنوات والشبكات على توظيف الصوت النسائي عبر ترددات الأثير بالرد على المكالمات من الرجال والشباب والعكس ويتم عرض الافلام الخالية من المفهوم والهدف والقيمة وعرض مسلسلات أجنبية مدبلجة لا تمت لتركيبة وواقع المجتمعات العربية والإسلامية بصلة, صحيح اننا لسنا مطالبين بمتابعة هذه الافلام والمسلسلات وما تحمله من فكر ومفهوم غير مطابق لما نحن عليه في المجتمعات العربية والاسلامية ولسنا مطالبين بالنظر إلى المقدمات والتمعن بأجسادهن وما تحويه من مفاتن, ولكننا لسنا مجبرين على السكوت، فنحن أمة تخشى من الله العقوبة وعلى أبنائنا من الفساد ونحافظ على عفة فشل غيرنا في صيانتها ورعايتها, أما الاستغلال المادي فواضح وجلي وقد نجحوا للأسف في تغطية احتياجاتهم من دخل المشاهد العربي على مدار الاربع والعشرين ساعة فما ان ينتهي برنامج اتصالات تلفونية حتى يتبعه آخر في قناة اخرى خال من الهدف والمضمون والفائدة مليء بالسخرية من الفكر العربي, فلماذا هذا كله وهل وصل المشاهد العربي إلى هذه الدرجة من المتابعة للقنوات الفضائية والمذيعات والبرامج.
إن إطلاع المشاهد العربي على ما يدور حوله في العالم في المجالات الطبية والاقتصادية أمر محمود ومستساغ لما فيه من فائدة ونفع كما ان الترفيه مطلب مكمل للاستفادة, ولكن ميزانية العقل والفكر للانسان العربي المسلم قد لا تتوفر فيها من البنود ما يسمح ويغطي التجرد من القيم والفضيلة ولئن كان فيما يبدو ليس بالامكان احسن مما هو معروض وكائن فإن التعامل مع هذه القضية كقضية تهديد للعقل والفكر والمنظور العربي أمر يحمل من الفرضية ما يحرك تداعيات الكتّاب والادباء نحو ما يجب تجاه ما هو منتهك ومستحل، وسوف يظهر مع الوقت دور الكتّاب العرب والمسلمين في التصدي لهذه الظاهرة وهذا مؤمل, إنه من غير المنطق ان يتخلى الناس عن الثورة العلمية الهائلة في مجال الاتصالات وفائدتها بسبب أناس يعبثون في خطوط الاتصالات المدارية ويحولونها إلى كسب مادي غير مشروع تسدد في حسابات العفة والحشمة.
كما أن التسلط على وجود المرأة العربية المسلمة باستغلالها في مثل هذه الاعمال أمر متفق على عدم حله تحت ستار التحضّر أو التقدم.
وكما هو معلوم فإن مما هو مترتب على الجميع حماية الفضيلة والخلق وحتى لا يكون إثارة الشباب عبر القنوات الفضائية امراً لا يمكن تدارك عقباه فإن المسؤولية تطال الجميع,,, والله الموفق.
محمد سعود الزويد
الرياض
|
|
|
|
|