| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,,تحية طيبة
قرأت في عدد الجزيرة رقم 10355 الصادر بتاريخ 9/11 مقالاً للأخ علي بن زيد القرون في هذه الصفحة الموقرة بعنوان (سيجارة لطفل في الثامنة من عمره ,!!) وأقول للأخ العزيز لا تستغرب أبداً هذا التصرف من الأطفال فقد أضحى من المألوف جداً أن تشاهد في زوايا الأحياء البعض من صغار السن وقد اتخذوا لهم مكاناً قصياً وأخذوا يتبادلون فيه السيجارة فيما بينهم وكأنهم يتناولون شيئاً مفيداً، وهؤلاء الصغار لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة وهو عمر يعتبر صغيراً جداً بالمقارنة مع تناولهم لهذا الداء المضر بالصحة والذي يحتوي وكما هو معروف طبيا على مادتي القطران والنيكوتين وهي مواد لها تأثير على مراكز الأعصاب، بحيث يؤدي فقدانها إلى إصابة المدخن بما يشبه أعراض الإدمان والمتمثلة في الصداع والقلق والعصبية.
والدخان لرخص ثمنه وتوفره الدائم في الأسواق أصبح يزداد انتشاره بشكل كبير بين أفراد المجتمع بمختلف فئاته ومراحله صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء وقد يكون اكثر انتشاراً بين المراهقين من الجنسين حتى أصبح هذا الداء يتسارع كالسرطان وقد ساعده على ذلك عدة أسباب، أوجزها فيما يلي:
1 غياب القدوة الصالحة والموجه الحقيقي لطفل في بداية حياته أو مراهق في مقتبل العمر، والأدهى عندما يكون أحد الوالدين في المنزل مدخناً أو من يقوم بزيارتهم بشكل متكرر كالعم والخال والقرايب وأصدقاء الأب فإن ذلك بلا شك ينعكس سلباً على الطفل باعتبار ان الصغار يتأثرون بسرعة بمن يعتبرونه القدوة لهم مما يكون له أبلغ الأثر عند بلوغهم، كما أن اختلاطهم بمن حولهم في الشوارع والمدارس من الأصدقاء له أثر كذلك في الانحراف السلوكي عند الطفل وتنمية العادات السيئة في نفسه منذ الصغر.
2 توفر السجائر وعلب التدخين بكثرة في كل مكان من حولنا، حتى أن البقالات المنتشرة في الحي تبيعه دون رقابة لصغار السن والمراهقين طمعاً في المكسب المادي إلى درجة أن البعض منهم اتجه الآن إلى بيع علبة الدخان مجزأة بحيث تكون كل سيجارتين بريال، وهذا سهل على المراهقين والصغار الحصول عليه بسهولة من خلال مصروفهم اليومي.
3 اتجاه شركات التبغ إلى صياغة إعلانات تلفزيونية وصحفية بعدة طرق ملتوية تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين لسجائرها، وبأساليب إعلانية احترافية واتجاه البعض منها إلى رصد الملايين لإقامة المسابقات الضخمة التي من شروطها ان تكون مدخناً، وأن ترفق مع حلول المسابقة الغلاف الخارجي لعلبة السجائر.
4 مايعرض في القنوات الفضائية من برامج مدسوسة هدفها تأصيل بعض القيم المرفوضة في المجتمع ومنها التدخين بحيث يتجه البطل فيها إلى إشعال سيجارة في كل مشكلة تواجهه وكأن فيها كل الحلول لآلامه، ونتذكر أكثر تلك الخيم التي للأسف أن يطلق عليها الخيم الرمضانية والتي كثر عرضها في الشهر الكريم عبر القنوات الفضائية وهي مليئة بالدخان الذي يغطي كل المكان ويظهر فيها نساء ورجال يتبادلون الشيشة والمعسل.
5 قلة البرامج التوعوية والإرشادية التي يجب أن تكثف بشكل كبير وتطال كل المراحل السنية بدون استثناء، ويفضل ان تكون هذه البرامج ضمن نطاق العملية التعليمية بداخل المدارس، وأن يشرف عليها المرشدون الطلابيون وأطباء الوحدات الصحية المدرسية.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف
|
|
|
|
|