| الثقافية
** استغرب الروائي جابرييل جارسيا ماركيز اهتمام القراء بروايته مائة عام من العزلة رغم انها برأيه ليست الافضل في كتاباته وهو يفضل عليها روايته خريف البطريرك ,, التي يصفها بأنها أفضل ما كتب على الاطلاق.
والروائي الطيب صالح يبدي استغرابا مماثلا لاهتمام القراء العرب بروايته موسم الهجرة الى الشمال لأنه يرى ان روايته المفضلة عرس الزين لم تجد الصدى الذي حظيت به موسم الرحلة الى الشمال .
واذا اردتم مزيدا من الأسماء فسأكمل لأقول: الأديب يحيى حقي وكتابه قنديل أم هاشم ، الروائي نجيب محفوظ وثلاثيته والاديب محمد حسنين هيكل وكتابه زينب و,,, و,,, الأسماء تطول, والسؤال يظل قائما: لماذا لم تعرف اعمال هؤلاء جميعها,, لماذا اختصرهم الناس في كتاب واحد فقط؟
الاجابة أبحثها في كواليس الاعلام التي تعشق اسلوب الاختصار في كل برامجها,, ما عدا نشراتها الاخبارية.
واذا أردتم اثباتا ستلاحظون ان أي خبر ينشر عن أديب ومثقف يبدأ هكذا فلان بن فلان صاحب كتاب أي ان كاتب الخبر او الوسيلة الاعلامية الناقلة للخبر ارتكب خطأ كبيرا بالتعريف بالاديب او المبدع عن طريق ربطه بكتابه ذائع الصيت حتى ولو لم يكن هذا الكتاب ذا قيمة أدبية أو فنية.
* وبرأيي المتواضع ان المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد لأن المتلقي سوف يستقبل المعلومة بكل ترحاب لاعتقاده ان ما ينشر في الوسيلة الاعلامية هو بالضرورة صادق، حقيقي ولا يقبل الجدال فيه.
* وينتقل الخبر بحذافيره الى المتلقي بالدقة نفسها فإذا شاهدت أحدهم يتحاور مع صديقه حول أديب ما سيرد الآخر بلاشك قائلا: أليس هو صاحب كتاب,,,,؟ .
* إذن و سائل الاعلام تقدم خدمة مهمة للتعريف بالمثقف للقراء الجادين وحتى للناس البسطاء,, ولكنها أيضاً تساهم بتقديم صورة مشوهة لا تليق بتاريخ وسمعة المثقف؟، واذا علمنا ان الاعلام سلاح ذو حدين سنكتشف متأخرين ,, انه كان ضارا في أغلب الاحوال,, وانه أساء للمبدعين,, رغم اعتقاد الاعلاميين بأنهم ساهموا في خدمة المثقفين ولم يعلموا انهم مثل الذي يروج لأكاذيبه حتى يصدقها هو اخيرا.
E.mail.Turki777@hotmail.com
|
|
|
|
|