| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة,, سلمه الله
تحية طيبة,, وبعد:
منذ زمن طويل تعودت على مطالعة الجزيرة واليوم 26/10/1421ه وقد طالعت العدد 10342 حتى وصلت إلى الصفحة الثامنة والثلاثين (تحقيقات) التي تطرقتم فيها إلى موضوع أسعار الاغنام الحاد الذي حدث وللحق والحقيقة يسرني أن أخبركم بالآتي:
أولاً : هذا الموضع لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا لأننا توقعنا ذلك منذ زمن وتنبهنا إلى ذلك والدليل على ذلك الآتي:
1 تعثر أو فشل العديد من مزارع تربية المواشي في المملكة.
2 قلة استيراد المواشي أو توقيفها كليا في بعض الأوقات من بعض البلدان.
3 ظهور مشكلة حمى الوادي المتصدع.
4 كانت توقعاتنا مبنية على هذه الأسس السالف ذكرها وبعد ان منّ الله علينا بالمطر هذا العام نتج عن ذلك ربيع فذهب أصحاب الماشية إلى البر فأصبح العرض أقل من الطلب وهذا عنصر آخر أضيف إلى ما أشرنا إليه بعاليه.
وبناءً على تلك المؤشرات وحرصا مني على مصلحة المواطن تقدمنا لوزارة الزراعة بطلب تزويدنا بمتطلباتهم لاستيراد المواشي فرفضوا إعطاءنا إفادة مكتوبة وبقينا في مد وجزر معهم لهذا السبب لمدة تقارب الثلاثة أشهر وبعد تصعيد الأمر أعطينا تلك المعلومات وكان من بينها احضار المواشي من مواطنها مباشرة إلى المملكة.
وكان جوابنا ان الدول المراد الاستيراد منها ليس لها موانىء بحرية وحرصا على احترام الانظمة وتنفيذها طلبنا منهم السماح لنا باستيراد تلك المواشي عن طرق الجو بالرغم من ان هذا سيزيد التكاليف علينا,فارتعدت مفاصلهم وقالوا: هذا ممنوع , وعندما أخبرناهم ان الأبقار والثيران والخيل تنقل بالجو وهي أكبر حجما وأكثر خطورة من الخراف قالوا هذا شأن الطيران المدني.
نتيجة ذلك بعثنا بخطاب لمعالي مدير عام الطيران المدني نطلب التكرم بالسماح لنا فوردتنا اجابة منهم بعدم الموافقة فبعثنا لهم برسالة أخرى نلتزم فيها بأن السيارات ستكون في المطار قبل وصول الطائرة لنقل الخراف إلى الحجر الصحي او أي جهة تحددها الجهة المعنية, ولكنهم أجابوا مرة ثانية بالرفض مما دعانا للكتابة للغرفة التجارية بالرياض طلباً للمساعدة والتدخل لأهمية الامر واستشعارنا بالمسؤولية الوطنية بعدم ارتفاع الاسعار المتوقعة وحرصا منا على دحر هذا الغول عن الوطن والمواطن إلا ان تلك الجهات والعقبات ساهمت في السماح لغول ارتفاع الاسعار بالهجوم على اسواق الماشية ونتوقع المزيد.
بناءً على ما بعثنا به للغرفة أفاد أحد المسؤولين بها أنهم كتبوا للمختصين في الطيران المدني فوردتهم الاجابة بالرفض كما وردت إلينا, فهل واجبنا الوطني يسمح لنا بالاستسلام والوقوف عند هذا الحد,,؟
كلا، بل طلبنا من مسؤول الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الرفع للجهات العليا وعرض المشكلة لأنه قيل: مستعظم النار من مستصغر الشرر .
طلبنا برفع الامر للجهات العليا لم يأت من فراغ بل يقينا منا بأنهم سيجدون حلا للمشكلة لأنهم أحرص الناس على راحة المواطن والمقيم على ارض هذا الوطن.
أفاد المختص بالغرفة ان هذا من شأن الامانة العامة للغرفة التجارية وأحيلت المعاملة للأمانة على حد قوله .
تابعنا معهم منذ رمضان أو ربما شعبان وكان هناك متابعة مستمرة مع أحد كبار المسؤولين ولهذه المتابعة والاتصالات مواضيع وأقوال لا يتسع المقام لسردها وإنما خلاصة الامر ان المعاملة لا زالت لديهم وسوف يحاولون عرضها مرة ثانية على اللجنة الزراعية وكان المفروض ان تعقد اللجنة خلال شهر شوال لكنها اجلت إلى ما بعد الامتحانات لأن السادة أعضاء اللجنة او نسبة منهم طلبوا ذلك التأجيل بسبب انشغالهم بالامتحانات مع أبنائهم هذا على حد قول المسؤول فهل مصالح الناس تتعطل بسبب امتحانات الأولاد والبنات,,؟
هذا ملخص ما حدث وحاولنا ان نجنب المستهلك هذه الاسعار وسواها وعلينا ان نتوقع زيادة في الاسعار إذا لم يعد أصحاب المواشي من البر قبل الحج ويعودوا ومعهم كميات كبيرة من المواشي لتلبي حاجة الناس وتحد من مغالاة الجشعين المبالغين في الاسعار الذين حاولنا الحيلولة دونهم وهذه الفرصة ولكن كما أسلفنا فإن بعض الاجهزة وعدم موافقتها كانت السبب وما زلنا نطمع في تدخل الجهات في هذا الموضوع للحيلولة دون ارتفاع الاسعار أكثر بفتح المطارات لنقل الخراف لسد حاجة السوق ومساعدة المواطن على حصوله على احتياجاته من اللحوم بأسعار مناسبة ومعقولة,,؟
هذا ما اردنا توضيحه ولدينا مستندات تؤكد ذلك لذا نشهد الله ثم نشهدكم والقراء الكرام اننا حاولنا جهدنا تفادي حصول هذه الاسعار المبالغ فيها ولكن للأسباب السالف ذكرها كانت هذه النتيجة.
نأمل الاحاطة ونشر هذا ايضاحا للحقائق,, وما التوفيق إلا من عند الله,, ولكم شكري وامتناني.
رجل الأعمال/ أسعد محمد رشيد
الرياض
|
|
|
|
|