* في هذه الصحيفة، ص 24 تحقيقات، العدد الصادر يوم الخميس 2/10/1421ه وتحت عنوان: رغم اقرار نظام العقوبات الصارمة بحق المفحطين,,, التفحيط يعود بقوة من جديد !! يبدو لي أنها ظاهرة طبعية ، وهذا لا يعني انني أقرها,, أو أدعو إلى السكوت عنها وتجاهلها وعدم اعارتها شيئاً من اهتمام,,! ذلك انها طاقة فائضة عند أصحابها من الشباب,, لم يجدوا لها منفذاً يرون انه أخف الضررين سوى التفحيط ، رغم ما فيه من اتلاف للمركبات وتعرض أصحابها إلى حوادث,, وما ينجم عنها من موت أو تكسير للأجسام، ذلك ان المنخرطين في هذا المسلك,, ربما يرون ذلك تنفيساً للطاقة أو الطاقات الحبيسة في أجسامهم، وليس لها مجال متاح آخر,, يمكن التوجه إليه وتمضية بعض الأوقات الضائعة هناك!
* ذلك في رأيي ساحة تفريغ الشحنة المكبوتة، لأنه لا توجد بدائل متاحة تمتص النشاط المتوثب في تلك الأبدان الفوارة,, على حين انني أعتقد انه في الامكان امتصاص تلك الطاقات وتهذيبها والافادة منها,, فيما ينفعها وينفع الوطن، وتجنب مزالق التفحيط وما يفضي إليه!
* منذ زمن غير قريب، لعله يمتد إلى أربعة عقود أو أكثر,, طرح الكاتبون ما أسموه خدمة العلم ، ويعنون الخدمة العسكرية، فإن فيها تربية جادة وتكوينات للشباب، إلى جانب ما تضفيه من مظاهر الخشونة,, التي هي سمة الرجال والرجولة، وفي الخدمة العسكرية بعد عن الدلع والمرع والميوعة ، وهي خصال رديئة لا تليق بالرجولة، ولا تبني أجيالاً يتحملون المسؤوليات وأعباء الحياة الثقال! وفي تراثنا نقرأ تلك المقولة الصادقة الجادة، ولعلها منسوبة إلى الفاروق عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم !
* في بعض الظروف العصيبة قبل نحو أربعة عقود,, اضطررنا إلى دورات تدريبية لحمل السلاح للمواطنين، وكان ثم اقبال منهم على التدريب، ثم كفى الله المؤمنين القتال!
* واليوم مع تزايد أعداد الشباب والفراغ القاتل أرى أن أخذ آلاف من الشباب كل عام، بعد الثانوية العامة للتدريب الدفاعي أمر,, ينبغي ان نتوجه إليه، وليس بالضرورة أن ينخرط المتدربون في الجيش أو الشرطة، وانما لاعدادهم,, وقبل ذلك اشغال الفراغ القاتل، وكذلك تهيئتهم لتحمل المشاق متى حلت بهم، واذابة وامتصاص تلك الطاقات المختزنة والعاطلة!
* إن الجدوى مما دعوت إليه مهمة ويحتاج إليها ومطلوبة,, وليست ذات تكاليف باهظة، من خلال معسكرات وتدريبات، وصحو مبكر ورياضة، وكسر حدة الفراغ,, الذي يفضي إلى المفاسد، وإلى ضعف الشخصية، والمسلم ذو شخصية جادة قوية، بعيدة عن الميوعة والترف المفسد ولا سيما حين يصاحبه جده ، وذلك ما عناه القائل:
إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أي مفسده |
* أريد اشغال الشباب العاطل بما ينفع ويفيد في أي مجالات تكسبه مهارات، وذلك يحتاج إلى دفع جاد، وطرحت التدريبات العسكرية,, لأنها خير بان للرجولة، والاعتماد على النفس بعد الله، لتكون فينا أمة قوية، تتحمل مسؤولياتها، حين تعد وتكون التكوين الجاد القوي,, ذلك ان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، كما يعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم.
* ان الفتوة قوة,, فما أحوجنا إلى توظيف هذه القوة,, فيما يعود عليها وعلى الوطن بالنفع في,, حياة كريمة، لأنها من خير أمة أخرجت للناس, والله المستعان.
|