| الاخيــرة
* الكتابة عند البعض عادة تدخل في تركيبه السلوكي الآني,.
* وهي عند البعض الآخر فن وجداني عسير لا يستجيب لإرادة، ولا يخضع لكيف ولايصطفي وقتاً! لكنه يختار زمان ومكان المواجهة بين الفكرة والقلم تؤم صاحبها في لحظة من ليل او نهار,, بلا موعد ولا انذار! هذا الفن من الكتابة يقترن غالباً بالابداع!
* * *
* والناس في ممارسة الكتابة انماط:
* فهناك من لا يحسنها إلا منفرداً بين اربعة جدران,, وخامسها وجدانه! يخلو الى نفسه وقلمه حين تنام العين,, وتتوسد الروح سكون الظلام!
* وهناك من يستأنس بالزحام، فيملأ الصفحات بالعذب من الكلام,, في الوقت الذي يتابع فيه أرتالاً من الناس يموجون من حوله جيئة وذهاباً!
* * *
* وهناك صنف ثالث,, لا تغزوه فتنة الكتابة إلا وهو غارق في لجة العمل,, ثم لا يملك لها صداً ولا ردعاً، ويستجيب لها وفي نفسه شيء من خوف الا تتكرر زيارتها له ابداً!
* * *
* أما الكتابة عندي,, فهي عمل ابداعي، قبل وبعد وفوق كل شيء، وحين يخونها الابداع او يجانبها، أو يجافيها، تغدو ضرباً من عبث لا يؤتي نفعاً!
* * *
* وبمعنى آخر الكتابة التي تمليها (العادة) يتمرد عليها الابداع، اسلوباً ومضموناً! وهي تبلغ ذروة (الكساد الابداعي) متى خضعت لمتغيرات من الخوف أو الكبت أو الكذب، وهي أمرّ من ذاك وأعصى على الابداع متى كانت وسيلة لاستدرار منفعة آنية مفرّغة من فضيلة الحقيقة والصدق والجمال!!
* * *
* وبعد,, فاستدلالاً بالفرضيات السابقة، تبرز لي مسلّمتان:
الأولى: أن الكتابة المبدعة في معظم احوالها لا تأتي من فراغ,, ولا تتأتى من يسر,, ولا تستجيب لدواعي العشوائية من الكيف! ولذلك، تسكن آثارها ذاكرة الخلود، لا يعبث بها موج الأحداث,, فيحيلها جفاء، ولا تقهرها رياح الخطوب,, فتنثرها اشلاء!!
* * *
والثانية: ان الفرق بين الكاتب المبدع وآخر ضده هو أن الأول يوقد للفكر شموعاً من الحكمة يتلمس الناس في ضوئها خُطاهم وخطاياهم وهمس ارواحهم، في حين يعتكف الآخر داخل صومعة تؤوي شتات الذهن وفراغ الوجدان,, وشح الوسيلة!!
وبعبارة اخرى، الكاتب المبدع يحفر في الصخر,, فلا ينسى، والآخر,, يحرث في البحر، ويمسي بفعله نسياً منسياً!
***
وقفة:
للمواطن دور هام جداً في معادلة التنمية، متى شاء!!
* فمنه تبدأ وبه تنتهي.
* ومن أجله تكون.
* وبدونه لا تكون.
* وبه تتحقق،
* وبغيره تبور.
وأعجب كل العجب من مواطن يتعامل مع منجزات التنمية بسلبية يعلنها حيناً بلسانه، ويمارسها بجوارحه اغلب الاحيان، وكأنها لا تعنيه في شيء، مع انها ملازمة له في كل لحظة ومكان داخل داره ومع اول خطوة له خارجها!!
* باختصار: احترام منجزات التنمية وصيانتها من العبث جزء من معادلة الولاء لهذا الكيان!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
|
|
|