| متابعة
يروي لنا التاريخ المعاصر، نسبياً ان العالم شهد بعد الحرب العالمية الثانية، بسنوات قليلة، وبعد قيام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شهد لقاء بين مسؤولي عدة دول اوربية لانشاء مجلس يعتبر الاول من نوعه لتحقيق وحدة اوربية بعد الحرب يكون لها حضورها في الساحة السياسية الدولية.
ففي شهر آذار من العام 1949، تنادى ممثلون عن بلجيكا والدانمرك وفرنسا وايرلندة وايطالي واللوكسبرغ والنرويج وبريطانيا والسويد، لحضور المؤتمر الخاص في العاصمة البريطانية لتدارس امر انشاء المنظمة التي عرفت في يوم اعلان قيامها، في شهر حزيران، من العام نفسه بالمجلس الاوروبي .
وفي العام المذكور كما هو معروف، اعلنت كل من اليونان وتركيا انضمامهما الى المجلس العتيد، فيما تتالى انضمام دول اخرى اليه خلال السنوات الخمس عشرة التالية مثل النمسا والمانيا الاتحادية وقبرص وسويسرة ومالطا.
ومن المعروف ايضا ان دول اوروبا لم تتوقف عند هذا الحد، فثمة العديد العديد من التنظيمات والمنظمات التي قامت بهذا التاريخ لتؤكد وحدة المصالح الاوربية وضرورة الحفاظ عليها، تحت اي شعار ممكن.
وطبيعي ان يفهم اي انسان في العالم، ان القصد من وراء ذلك كله، لم يكن الا المبادرة الى وضع نقاط محددة وصولا الى النقطة التي تتجمع عندها اهداف محددة أيضا، وفي مقدمتها اقامة جدار يمنع تسلل الغرباء عن اوربا بأية طريقة من الطرق، وذلك في سياق التسابق على اقتناص فرص السيطرة على الاسواق وبخاصة اسواق المستهلكين لاحتياجاتهم اليومية.
هذا اذا لم نقل في سياق الصراع بين القارتين الاوربية والامريكية بشكل اوضح، اضافة الى عوامل الخلل في التوازن مابين الدول المنتمية الى منظومة دول العالم الثالث والدول النامية، وبين الدول المتقدمة صناعيا.
ولعل المثير في هذه المسألة، حتى ايامنا هذه، عندما يتأملها احدنا ان تلتقي امم وحضارات ذات جذور تاريخية مختلفة، وذات سوابق دامية ان صح التعبير، بشهادة التاريخ القديم نسبيا، بينما يبقى حلم الوحدة الاقتصادية العربية والسوق العربية المشتركة، وماشابه ذلك من اجراءات متوقعة بين الحين والآخر، عالقا بين الحلم والواقع المنشود، في الوقت الذي يجمع التاريخ كما تجمع الجغرافيا أن بين اقطار الوطن العربي، من العوامل التي لاتعد او تحصى وقبل كل شيء، مما يمكننا استذكاره لغتنا، العربية التي لاتفرق بين انسان عربي وآخر قريبا كان منه او بعيدا علما ان البعد الذي كان يأخذ معنى مافي الماضي، لم يعد له المعنى ذاته، في عصر الفضائيات التي جعلت من العالم كله، بكل ارجائه، حيا واحدا على وجه التقريب.
ترانا امام هذا الواقع نستمر طويلا في دنيا الاحلام؟ ام ان الولادة فقط متعثرة؟
دمشق
samerlouka@net.sy
|
|
|
|
|