| الاقتصادية
إن مشاريع التوظيف وما يتبعها من تنظيمات مصاحبة لها تعد الدور الاكبر في سياسات الدول لأن الفرد هو اساس المجتمع والعناية والاهتمام به طريق خصب للنهوض والرقي بمقومات المجتمع عامة، وجميع الدول تضع جل اهتمامها ما يكفل للفرد رغد العيش وحياة اجتماعية متماسكة مع أسرته وداخل مجتمعه، ولهذا تسعى جاهدة لتوفر فرصاً وظيفية على الدوام من خلال العزم على ايجاد اصلاحات اقتصادية متعددة الاوجه، دعما لمقدرات البلاد من لدن ابنائها من ناحية وشغل كافة الاعمال على ايدي ابنائها ايضا ما استطاعت سعيا لطرد شبح البطالة من ناحية اخرى, وكل مجتمع لا يخلو من افراد غير مؤهلين علميا او ذوي تأهيل متدنٍ، وهذا امر طبيعي له اسبابه الاجتماعية والاقتصادية، والحلول المطلوبة لمثل تلك الفئة من افراد المجتمع ان تأتي مبادرة من الحكومة على الدوام الى السعي لتوفر فرصاً وظيفية لهم تتناسب وتحصيلهم وقدراتهم العلمية.
من هذا المنطلق بادر مجلس القوى العاملة في ايجاد آلية من خلال توفير فرص وظيفية لتلك الفئة، تمثل ذلك في ان يكون العمل في اسواق الخضار والفاكهة حصريا على العمالة السعودية، وكان لذلك القرار اثر بالغ في نفوس معظم الشباب الذين راق لهم العمل في هذا النشاط والآخر منهم الذي اعتبره طريقاً جديداً للتدريب على مهنة البيع والشراء، ولأن هذا المشروع حديث التطبيق فلابد من الصبر والتضحية من الجميع عمالة وطنية ومستهلكين خصوصا المواطنين منهم الذين يفترض منهم ظهور روح المبادرة في تشجيع هذه الفئة من المواطنين وعدم الاسراع في الحكم عليهم بالفشل او عدم القدرة على القيام بهذا النشاط، كما عليهم معرفة ان هناك مسببات تحققت في نجاح العمالة الوافدة ابان عملها في هذا النشاط خلال العقود المنصرمة وانها لم تكن بهذه الخبرة التي هم عليها الان منذ قدومهم للمملكة وقيامهم بالعمل في هذا النشاط أو غيره غالباً، كما ان علينا ان ندرك ان الظروف الاجتماعية للعمالة الوافدة التي تكاد شبه منعدمة في بلد الغربة ساعدتهم على تخطي الصعاب في مواجهة نشاط البيع والشراء في اسواق الخضار الذي يتطلب حضورا ومداومة مستمرين خلال اليوم الواحد.
ان تلك الكلمات الماضية لعلها تكون رسالة الى المستهلكين عامة والمواطنين منهم على وجه الخصوص في الصبر والتشجيع لهذه الفئة من العمالة الوطنية التي اعطيت الفرصة، وهم يعتبرون ابناءنا واقاربنا وجيراننا قبل ان يكونوا مجرد بائعين، فعلينا تشجيعهم ومنحهم الفرصة تلو الفرصة وصولا الى توافر عمالة وطنية قادرة على اثبات الوجود في كل محفل من المحافل الاقتصادية، وكلمات اخيرة اود بعثها الى شركاتنا الزراعية المساهمة التي مضى على تأسيسها قرابة العقدين من الزمن واقول هل من مساهمة فعلية تؤدونها في منح هذه الفئة من الشباب في تسويق منتجاتكم ذات الاصناف العديدة التي قامت معظم هذه الشركات على المساهمة المالية من خلال اكتتاب المواطنين لا غيرهم!! فعليكم دور كبير في دعم هذه الفئة ياشركاتنا الزراعية المساهمة.
لتواصل فاكس: 4560386
|
|
|
|
|