|
| الثقافية
أولت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون القصة القصيرة اهتماماً كبيراً منذ بدء نشاطها الطباعي والمنبري والجماهيري، فجاءت المسابقة الاولى لكتابة القصة القصيرة متزامنة مع بداية انطلاق نادي القصة السعودي عام 1398ه ثم صدرت القصص الفائزة في كتيب اطلق عليه (أذرع الواحات المشمسة) الذي أصبح نواة للمجلة الدورية (الواحات المشمسة) ثم توقفت المسابقة واستمرت الاصدارات القصصية حتى عام 1408/1409ه حيث جاءت المسابقة الثانية وبعد ذلك استمرت كل عامين لتعلن عن مولد اسماء وكتّاب جدد يزفون للساحة الادبية مثلما اعلنت المسابقة الاولى ذلك بذكر:
عبدالإله عبدالمجيد، محمد المنصور الشقحاء، عبدالعزيز مشري، فوزية البكر، وهم الذين أصبحوا اعلاماً فيما بعد في القصة القصيرة والرواية.
والمسابقات لا تخلق كتاباً من عدم او تصنع مواهب من فراغ ولكنها وسيلة كشف لهذه القدرة عند الكاتب او الفنان او الباحث بحسب نوع المسابقة.
نادي القصة السعودي يحاول مد جسر قوي بين من يجد في نفسه الاستطاعة على الكتابة القصصية للدخول فيها واطلاع المحكمين والقراء فيما بعد على هذا الانتاج المميز ومن ثم لقاء الجمهور في أمسية يهتم النادي باستمرارها حيث يتم فيها هذا الحضور السنوي لكتّاب القصة وقرائها وناقديها.
وفي مسابقة النادي في (الدورة السادسة لعام 1420ه فازت القاصة شريفة محمد العبودي بالمركز الاول عن قصتها (الحِمل)
جزء من النص الفائز:
الحِمل
صاح الحادي منادياً القافلة للاناخة للاستراحة, الليلة ليلة باردة ظلماء يلفُها السكون والترقُب, اناخ الرجال الجمال في مجموعات، كل تاجر او بضعة تجار في مجموعة، بعضهم ينزّل الاحمال عن الجمال لتستريح، وبعضهم يجمع الحطب لإيقاد نار لطهي الطعام وإعداد القهوة، ومضى ابو محيسن يفك الأحمال وينزلها عن ظهر بعارينه، ولم ينس ان يتحسس الصرة المنفصلة عن غيرها والتي ظلّ يحرص على ان يبقيها في خرج البعير حتى بعد إفراغ الاحمال.
وعادت اليه افكاره, هل يتخلّص منها الآن؟ ام يأخذها الى بريدة وليكن ما يكون, لقد ظلّ يتحسس الصرة بين حين وآخر منذ غادرت القافلة العُقير متجهة صوب بريدة, لا، لقد ظل يفكر فيها منذ عزم على العودة الى القصيم بعد أن قضى أربعة أشهر في البيع والشراء.
ما باله في هذه السفرة؟ لقد سافر قبلها سفرات كثيرة، ولم يضلّ ولم يضعف أتراه، عامل السن؟ فمنذ شارف على منتصف العمر وهو يشعر ان الدنيا تكاد تفلت منه، وانه لا يكاد يستطيع مقاومة مغرياتها المتجددة, لقد زلّ هذه المرة، وانجرف في تيار ظل يدعو الله ألا يورده التهلكة.
وبعد العشاء والسمر مع الجماعة قليلاً قام ابومحيسن ليتمشّى، ولكنه ظلّ يحوم حول جماله كحيوان حبيس، وعاد لاشعورياً الى الصرة التي في خِرج البعير, عاد يتحسسها ورأسه يدور شوقا لما فيها ومع ذلك لم يجرؤ على فض مكنونها, كان قد بدأ فعلا بالتخلص من سيطرة محتواها منذ خرج من بومباي الى البحرين في تلك الرحلة التي استغرقت حوالي احد عشر يوماً، ثم أيضا خلال اليوم الذي استغرقته الرحلة من البحرين الى العُقير.
لماذا لم يلق الصرة في جوف البحر ويتخلّص منها في حينه, لم يجرؤ على ذلك وقتها، وان قد ظل طوال الرحلتين البحريتين يحاول اقناع نفسه بألا تضعف، فما هو مقبول في الهند المنفتحة لا يمكن قبوله في نجد وفي بريدة بالذات حيث يندر الغريب، ويعرف الناس بعضهم، ولا يمكن اخفاء شيء!
الفائزة في سطور
شريفة محمد ناصر العبودي
بكالوريوس ترجمة جامعة الملك سعود 1421ه الإنتاج العلمي والأدبي:
* معجم مصطلحات الأغذية والتغذية 1418ه.
* التمر غذاء ودواء 1419ه.
* فن التطريز 1414ه.
* وصفات اصيلة من القصيم تحت الطبع.
* ماذا أقدم لطفلي تحت الطبع.
* قصص قصيرة منشورة في عدة دوريات، فازت منها:
رحلة بحث.
الحمل.
رائحة الدخان.
|
|
|
|
|
