| المجتمـع
* تحقيق : ابراهيم الحميد
مع برد الشتاء في سكاكا ومدن منطقة الجوف يتعاظم دور حطب الارطى بلهيبه اللافح وجمره الدافىء وبالرغم من ان الناس تعودوا في سنوات ماضية على حطب الغضا الا انه مع الاحتطاب والرعي الجائر الذي تعرضت له نفود سكاكا قبل 50 عاما افتقد الناس هذا النوع الان من مواقدهم ولم يبق منه الا الذكريات وبعض من شجر صغير متناثر في نفود سكاكا الشرقية وعلى ضفاف وادي السرحان ولا ننسى ان الشاعر العربي اشار في قصيدة قديمة له الى قوة نار الغضا في قصيدته.
ارق على ارق ومثلي يأرق
وجوى يزيد وعبرة تترقرق
ما لاح جسم او ترنم طائر
الا انثنيت ولي فؤاد شيق
عانيت من نار الهوى ما تنجلي
نار الغضا وتكل عما يحرق
وعذلت اهل العشق حتى ذقته
فعجبت كيف يموت من لا يعشق |
الا ان العديد من هواة (الوقدة) لا يحلو لهم اليوم اي نوع من الحطب سوى حطب الأرطى الذي تشتهر به نفود سكاكا ويجلبه حطابوها الى اسواقها واسواق المدن المجاورة كعرعر وطريف ورفحا ودومة الجندل ويحرص اليوم الكثير من المواطنين على السهر الى جانب موقد الحطب خصوصا في استراحات الشباب خارج المدينة وفي طلعات البر.
(الجزيرة) التقت بعدد ممن يقومون بجمع الحطب فكانت تلك الآراء:
* الحطاب عبدالله نايف قال انه يحتطب من مسافة 80 كيلو مترا مؤكدا انه لا يحتطب من الشجر الاخضر بل انه يحرص على اليابس نظرا لسهولة بيعه وسرعة اشتعاله حيث ان الاخضر لا يكون له سوق مشيرا الى انه يأتي بحوالي 10 ردود حطب في الشتاء الا ان هذا الرقم ينقص بسبب المشاكل التي يتعرض لها بسبب بنشر الكفرات وتعطل السيارة.
* الحطاب علي بن ثاني اكد ان عائد الاحتطاب لا يكاد يكفي ثمن البنزين وتعطل السيارة وانفجار الكفرات مشيرا الى انه يزاول هذه المهنة نظرا لانه لم يجد له عملا سواها حيث ان ثمن الحطب بدأ في النزول نظرا للمنافسة الكبيرة حيث ان عددا كبيرا من الشباب يمارسون مهنة التحطيب نظرا لانهم بلا عمل او دراسة.
* الحطاب احمد بن علي ذكر انه يحتطب ما بين 5 6 مرات في الشهر مشيرا الى الصعوبات التي يعانيها في سبيل الحصول على رزقه مشيرا الى انه تعرض لانفجار اطاراته الاربع في سيارته الداتسون مما عرضه للهلاك نتيجة لانقطاعه على مسافة اكثر من 70 كيلو متراً عن العمران وسط النفود مشيرا الى ان عائد اربع رحلات للحطب لاي كاد يغطي قيمة الكفرات الجديدة مشيرا الى انه قدم للحصول على عمل في احدى الجهات الا انه ليس لديه واسطة للحصول على عمل ولذا فهو يصرف على عائلته من عائد الحطب.
* الحطاب مصلح سليمان: اشار الى انه يغادر للاحتطاب ويستطيع كل اسبوع ان ياتي (بردين) وأشار الى انه يسوق الحطب في بعض الاحيان في عرعر موضحا انه يحتطب من موقع منيفات بالعليم على مسافة 180 كيلو شرق سكاكا.
ويشير الى ان الحطب متوفر هناك بكميات كبيرة فيما هو اقل كلما اقتربنا من سكاكا منوها الى ان الحطب القريب من سكاكا يأخذ وقتا اطول لاستخراجه فيما الحطب هناك موجود على الارض ولا يتطلب مجهودا كبيرا الا ان مسافته بعيدة مؤكدا وجود مخاطر اثناء التحطيب غير الاعطال خاصة في فصل الصيف اذ تنتشر الثعابين بين جذوع الارطى مما يتطلب حذرا كبيرا.
* الحطاب تركي جايز قال انه يحتطب في سيارة وانيت وذكر عن معاناة الحطابين من مصادرة حطبهم من قبل الشرطة في بعض الاحيان نافيا انهم يحتطبون من الشجر الاخضر بل ان كل ما يحضرونه هو من العروق التي يبست منذ زمن طويل.
|
|
|
|
|