أين كنا وكيف أصبحنا؟
عبارة استفهامية تتصدر أحاديثنا المسموعة والمقروءة,.
نشهرها دائماً فخراً بانجازاتنا الحضارية,, فلدينا أرقى الجامعات وأحدث المستشفيات ناهيك عن شبكة الطرق المتقنة والميادين الفسيحة والمراكز التجارية التي تضاهي مثيلاتها على مستوى العالم,.
ولكن لهذه الحضارة ضريبة ولهذا التطور والتقدم أشواك لابد من احتمال وخزها والصبر على آلامها!
يوماً بعد يوم تصبح الحياة أكثر تعقيداً وصعوبة فهل كنا نتوقع أن يأتي ذلك اليوم الذي يقف فيه مئات الطلبة والطالبات خريجي وخريجات الثانوية العامة بحثاً عن كلية تقبلهم للدراسة وهل كنا نتوقع يوماً أن يصبح التعليم حلماً من الأحلام المستحيلة؟!
أقول ذلك وأنا اشعر بالاشفاق الشديد على فتيات هذا الجيل من خريجات الثانوية العامة وأقصد تحديداً الطالبات المتفوقات اللاتي أتعبن أجسادهن وعقولهن في المذاكرة والتحصيل في سبيل الحصول على أعلى الدرجات وفي أذهانهن أن أبواب الجامعة ستفتح ابوابها لهن على مصاريعها، ولا يعلمن أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة وتعباً وازدحاماً,, وإليكم حكاية من تلك الحكايات التي تصادق على ما أقول:
إحدى قريباتي تخرجت من الثانوية العامة/ القسم العلمي,, وقد بلغت نسبة نجاحها (96,3) ستة وتسعين وثلاثة من عشرة بالمائة,, وكان الحلم الذي يراودها هو الالتحاق بكلية الحاسب الآلي، لتفاجأ بان الأبواب مغلقة فقد حُوِّلت رغماً عنها إلى رغبتها الثانية وهي كلية اللغات والترجمة لكنها لم تكن ترغبها حقيقة فقد كان ميلها الأساسي إلى كلية الحاسب الآلي إضافة الى أن لديها شقيقة أخرى سبق لها الالتحاق بالكلية ذاتها,, فهل يعقل ان يتجه كافة أفراد العائلة الى تخصص واحد,, لم تستطع متابعة الدراسة في اللغات والترجمة لإحساسها بأنها لاتتفق وميولها,, اعتذرت عن الفصل الدراسي الأول، وكانت طوال الوقت تحاول التحويل إلى كلية الحاسب الآلي,, اي انها لم تفقد الأمل,, ومع ذلك لم تجد قبولاً رغم محاولاتها المستمرة، ولم تشفع لها نسبة نجاحها العالية!!
السؤال الذي يؤرقني ولا أجد إجابة له: هل يعقل بأن كافة الطالبات الملتحقات بالحاسب الآلي تبلغ نسبة نجاحهن 97% فما فوق؟!!
إذا كان الأمر كذلك فكم هي نسبة الطالبات الملتحقات بكلية الطب والكليات العلمية الأخرى؟!
ألا ترون معي أن الأمر يبدو غامضاً وغير مفهوم؟! أو بعبارة أخرى ألا تبدو شروط القبول تعجيزية,, غير معلنة؟!
السؤال لذوي الاختصاص,, أفيدونا أفادكم الله,,.
مع دعواتنا الصادقة ان يفرج الله همومنا جميعاً,, وان تزيد طاقة الاستيعاب في جامعاتنا,, وان يعينكم الله على إجابة اسئلتنا التي لا تنتهي,!
بريد إلكتروني:Fowzj@hotmail.com
|