من مشاكلنا نحن الكتاب أننا ننظر أحياناً في علاجنا لمشاكل الجيل الجديد بنظرة الامس,, صحيح ان الأمس غير اليوم,, وغير الغد,, لكن تظل هناك بعض القيم والمثل العليا,, هي التي يحرص الكتاب الكهول على الدفاع عنها، ويحرصون على ألا يخدشها شيء من طيش هذا الجيل وتهوره,, هناك تصورات وأفكار لدى جيل اليوم لا تخطر ببال كثير من الكهول,, دعك من الكتاب أو أولياء الأمور, كما ان التخوف والشك لدى هؤلاء الأولياء يجعل كثيراً من الأشياء التي يرتكبها الجيل الجديد تدخل في باب الخطأ,, أنت وأنا عندما يذهب ابن الواحد منا الى أصدقائه, فإنك لا تأمن أن يكون بين هؤلاء الأصدقاء من لديه السيطرة الكاملة, والجدوى الكلامية المقنعة بأن هذا الشيء جميل وذاك ليس بجميل,, أنت وأنا نظل مضطربين ذهنياً, حول هذا الابن خاصة إذا عرفنا ان بعض الأبناء سهل الانقياد بسبب حسن النية والعاطفة المسيطرة.
لذلك يكون هناك تفاوت بين التسليم والاستسلام بين الابن ووالده.
وقد يقع ما يخيف الوالد ويظل الابن متستراً على ما يفعل,, رغبة في المصاحبة ودوام المصاحبة, وبعض الأبناء حريص على عدم جرح السمو الخلقي الذي تلقّاه وتربى عليه, لذلك تجده بين وقت وآخر له أصدقاء جدد, فهو بين لحظة وأخرى ينتقل بين الأصدقاء حتى يستقر لدى من يناسب خلقه وتربيته.
وهذا النوع من الأبناء يريح والديه كثيراً ويصبح محل ثقتهما وقد ينال من النجاح مالا يطرأ على بال الآخرين,, خاصة أولئك الذين ينتقدونه من أصدقائه الذين لم تناسبه تصرفاتهم وتهوراتهم,, وجموحهم السلوكي.
صحيح أنه جاء في الأثر,, أنهم أي الأبناء خلقوا لزمان غير زمانكم.
لكن تبقى الأسس والموازين الثابتة للأخلاق الحميدة هي اصل القاعدة ومتى ما اهتز هذا الأصل,, سقط البنيان,, لكنه يبقى التفكير الذي يختلف, ومزاولة الأشياء التي تستجد من جراء العطاء الفكري للإنسان والتي هي وسائل من وسائل التطور والرقي, وتسهيل الحياة فقد كنا نعتمد على السراج في الإضاءة فجاءت الكهرباء وكم اشياء سهلتها الكهرباء من ضروريات الحياة, وكنا نضع الماء في الماعون سواء للوضوء أو للغسيل فأصبحنا نستعمل الماء عبر أنابيب في الجدران، وكنا نستعمل المهفة لترطيب الجو فجاء المكيف, وقس على ذلك, وأمام هذه المستجدات في الحياة,, يكون الابناء خلقوا لزمان غير زماننا لكن تبقى الأسس والقواعد الثابتة للتصرف وقيام الإنسان بعمارة الكون تبقى هذه الاشياء محل النقد الصحيح,, والأخذ والعطاء عبر المحاضرات والمقالات ووسائل الإعلام.
|