|
| عزيزتـي الجزيرة
الوالدان هما الركيزة الأولى في الأسرة,, ولكل منهما دوره الذي لا يستهان به في حياة أطفالهما,, فالأم هي عماد الاسرة التي تتوقف عليها حياة الطفل ونموه الطبيعي,, لأنها الانسانة الوحيدة التي يراها الطفل ويحس بها اكثر من اي شخص آخر ويتقبل توجيهاتها,, وينظر إليها كمثَل اعلى له في حركاتها وسكناتها وقمين بمن ينوءون بهذا الحمل الثقيل من الأمهات ان يدركن مسؤوليتهن في الحياة تجاه اطفالهن وعلى قدر الخبرات والتجارب التي تمر بها الأم في حياتها والتربية والتعليم اللذين حصلت عليهما,, قد تفيد أطفالها ثم ما تتمتع به من خصائص نفسية وعقلية واجتماعية تشكل حياة الطفل ونموه الجسمي والعقلي والوجداني واندماجه في حياة المجتمع الكبير إذا بلغ مرحلة الفهم والاعتماد على النفس, ومعنى هذا أن الأم المثالية هي من توافرت لديها الخبرة والتجربة بأمور الحياة ومشاكلها المتعددة ولديها حصيلة طيبة من التربية والمعرفة والثقافة.
والأم الواعدة المثقفة تحاول أن تنمي الثقافة لدى اطفالها بطريقة محببة لديهم منذ صغرهم وتعودهم حب القراءة والاطلاع والتوسع بذلك اثناء وقت الفراغ وعمل مكتبة تحتوي على الكتب الهادفة والمفيدة والقصص الشيقة التي تشد انتباههم وتشغلهم عن اضاعة الوقت بشيء مفيد مثل سرد القصص المفيدة وتحبب الطفل بها, وإن هذه القصص لها جدواها وقيمتها التربوية، فهي تنمي رصيد الطفل اللغوي بكلمات وجمل تساعده في التعبير مع رفاقه أو من هم أكبر سنا منه إذا ضمهم اي اجتماع,, وتكون عنده أفكار جمة عن معنى الخير والشر والفضيلة والرذيلة بما يسمعه من قصص تميل إلى الخيال الذي يجب أن يعيش الطفل في أجوائه أحياناً.
فالحكايات والقصص ذات فائدة كبير لتعليم وثقافة الأطفال ومع هذا يجب أن نكون على حذر فيما يتعلق بالقصص المرعبة المخيفة التي تحدث أثراً ضاراً بالنسبة لصحة الأطفال النفسية والجسمية,, فمثل هذه الحكايات ينبغي أن نجنب أطفالنا إياها سواء فيما ترويه لهم أو تختاره لقراءتها ودرايتها.
وعالم الطفولة اليوم يغص بملايين من الكتب التي ألفت خصوصاً للأطفال بمختلف اللغات ولكل المستويات والأعمار,, ولا تخلو هذه البلدان من مكتبة خاصة تعنى بقصص وكتب الأطفال,, حيث أصبح لدينا مجموعة لا بأس بها من كتب الأطفال القصصية الهادفة التي يمكن أن نستغلها في تثقيف اطفالنا بقراءتها لهم ليشعروا بقربهم منا ورعايتنا لهم,, أو نختار لهم من هذه الكتب ما نراه صالحاً لهم لتكون نواة أولى في مكتبتهم المنزلية,, ولا ننسى مجلات الأطفال التي تزخر بها المكتبات,, ففيها من المصورات والحكايات والألغاز والفكاهات المفيدة التي تجعلها محببة إلى نفوس الاطفال ويشعرون بميل كبير إليها وحب لها,, وما دام زاد المعرفة الذي يزود الطفل بخبرات عن عالمه الواقعي وثقافة عامة متنوعة,, فلماذا لا نستفيد منها ونؤمنها لأطفالنا إذا سمحت امكانياتنا المادية بشرائها لأطفالنا مما يفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم.
فاطمة الحميد
تبوك
|
|
|
|
|
