أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th February,2001 العدد:10256الطبعةالاولـي الأحد 10 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

رسالة إلى أمي الحبيبة
عزيزتي الجزيرة:
كنت أضحك معها تبتسم لي، كانت خلجات قلبي تفيض بالفرح والسرور عندما تبادلني الضحك والفرح,, لم أكن أحسب يوما أنها إلى دربها مغادرة، وتناسيت أنها إلى مثواها جاثية، ولم أكن أدري أن الحفرة المعدة لها ستنطمي عليها، ولكنها سنة الله في خلقه، فلا إله إلا الله,, كانت نعم العبدة الصالحة نحسبها كذلك والله حسيبها,, أمي تلك الماسة النادرة، والياقوتة الحمراء، وذلك الذهب الابريزي الخالص لا يتغير، يبرق إن طرقته، ويلمع إذا مسحته، هي الزمردة الخضراء، بل اكثر وأكثر,.
أماه,, صوت يخرج من أعماق قلبي ينبض بالحب، والحنين، ينبض بالشوق على تلك السنين وأي سنين؟
أماه,,, قد أكون حزينا على فراقك، ولكن ما قمت به طوال حياتك، وخصوصا في أيامك الأخيرة مما يدل على خشيتك لله سبحانه، ووفائك لأصحابك أو من تربطك بهم علاقة، ولو كانت قديمة قد اثلج الصدور، فربك ارحم بك منا وألطف.
يا سبحان الله,, من لم ينس الله في الرخاء لم ينسه في الشدة,, نصف شهر رمضان الأخير قمتِه وصمتِه,.
أماه,, يا من حملتني,, ويا من أرضعتني وربيتني,, أحسنت والله يوم أسأنا، وحلمت لما غضبنا، إنني والله أذكرك كل يوم وكل ليلة عندما كنت في بداية دراستي أذهب إلى المدرسة، تحملين عني حقيبة الدراسة، لم تمدي يدك إلى أحد ليعطيك، ولكن تحملت العناء، فعملت في كل عمل شريف من أجل اسعادنا، وتوفير لقمة العيش لنا، وربيتِنا على المحافظة على الصلوات والحرص على طلب العلم، وصلة الرحم، ومساعدة كل محتاج، والدعاء لولاة الأمر ان يحفظهم الله، فنعمت التربية والله.
كنت صديقة الكل، وأم الجميع، وأختاً للكل، صغيراً كان أم كبيراً، أحبك الكبار قريبهم وبعيدهم، والصغار كذلك, رأيت من صلى عليك نفراً كثيراً، وفي المقبرة أكثر، نصفهم لا نعرفهم، ولكنهم يعرفونك لما سمعوا عنك، وما عهدوه منك.
رحمك الله يا أمي رحمة واسعة تسع الدنيا كلها، ونوّر ضريحك، وجعله روضة من رياض الجنة، وجمعنا وإياك ووالديك وأهلنا وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وفي الختام، نصيحتي لكل مسلم أن يلزم قدمي أمه فثمت الجنة,, إنا لله وإنا إليه راجعون .
ابنك: مساعد بن منيف المنيفي
ثانوية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved