| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
تظل دائرة العملية التعليمية ذات محيط يتسع لكل الرؤى والمقترحات بصورة تتيح للكاتب ثقة أكبر في طرح موضوعاته حولها دون تردد او تحفظ وحين ابدأ موضوعي بهذه الإشارة فلست بذلك أزكي ما انا بصدد تناوله من موضوع ذي مساس كبير وارتباط وثيق بالعملية التعليمية وانما هو ابداء الرأي والاستعداد التام للتراجع عنه والأخذ بما سواه حينما ينجلي الامر وتتضح المسارات ويتبين الحل الناجح والطريق الصواب فكلنا ذو خطأ ولكنه الاجتهاد الذي دفعني لأن ادلي بدلوي عل ان يكون التوفيق حليفي او ان اكون ولو سببا في وضع حل لموضوع حديثي ذلك, ان المتفحص لواقع التحصيل العلمي في سنواته الاخيرة يلمس اي اثر تركه عدم التزامنا في عملية القبول عند دخول الطفل للمدرسة بسن السابعة كحد أدنى للالتحاق بالمرحلة الابتدائية وكيف ادى التراخي في هذا الجانب الى تحويل نصف المشوار في المراحل الدنيا الى اشد ما يكون بروضة الاطفال مع فارق القدرة وتباين المؤهلات وعدم التكافؤ في المقدرة على رعاية الطفل قبل سن السابعة حيث ترجح كفة المرأة المعلمة في هذا الجانب وبنسبة كبيرة عن المعلم وليس من جدال في انها اقرب واقدر على التأقلم والتكيف مع حاجات الطفل ومتطلبات السن الامر الذي يجعلني اثير كيف اننا بقرار كهذا اجبرنا المعلم على تقمص رداء غيره فبدأ غير لائق به,.
ثمة امر آخر يحسن التنويه عنه في هذا الجانب وهو ان طفل السادسة وما دونها مازال في سن لاتسمح له بسرعة التكيف مع هيبة الجو المدرسي وما تحفل به من خدمة قد تصل بل انها وصلت لحد التجاوزات في تعليق النظام ولا تسأل عن كم من المعلمين يحمل عصاه بصورة دائمة لا ليتوكأ عليها ولكن ليرهب بها عقول طلابه ويؤذيهم بها والشواهد على ذلك تبدو ماثلة لمن له صلة ولو غير وثيقة بالقضايا التي تعكسها الصحف السيارة في هذا الجانب وما آلمها وابعد مرتكبيها عن الإنسانية ولا تستبعد ان ترتكب مثل هذه الحماقات تحت ناظر طفل دون السادسة ومن ثم لا تسل من اي نتائج سلبية نتمكن من ان تنعكس على طفولته التي مازال في طورها وبالتالي كيف سيأتي هذا الامر بنتائج عكسية وآثار سلبية قد تنال من مستقبل الطفل في التحصيل والطلب,, ثمة امر آخر لايمكن تجاهله او اغفاله وهو صعوبة الفهم وتعسره لدى طفل مثل هذه المرحلة السيئة وبالمقابل لايخفى قصر النفس لدى كثير من المعلمين وقلة صبرهم واستعدادهم لمجاراة وضع الطفل من حيث صعوبة التعليم إلا بشق الأنفس فبضاعتهم في ذلك قليلة لاتكاد تذكر على العكس من المعلمة التي تأتي تكويناتها وامومتها لترجح كفتها في هذا الجانب وتجعل لها اليد العليا في القدرة والافضلية في فهم نفسيات طفل دون السادسة والتكيف مع سبل النمو بمداركه ومراعاة متطلبات ذلك بتوازن يعينه على التجاوب وبلوغ قطار التعليم بصورة مثلى ورغبة لا تشوبها رهبة وهنا احب ان اضع بعض الحلول التي اراها كفيلة في الاسهام بالحد من سلبيات هذا الموضوع وحل شيء من معاناته وتلاشي بعض الصعوبات التي نشأت جراء فتح الباب على مصراعيه امام طفل مادون السادسة للتربع على كرسي الدراسة!! واتخاذ مكان يفوق وضعه الطفولي اذ ارى ان كان ولابد من كسر القاعدة في كون سن السابعة هو الخيار الوحيد امام الطفل لدخول المدرسة اتخاذ عدة اجراءات علها ان تسهم في التغلب على سلبيات الوضع القائم وتحد من خطره على فلذات الكبد وتواكب الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة في سبيل ازدهار التعليم والنهوض بقطاره ويتمثل اقتراحي بالخطوات التالية:
اولاً: اعتماد سنة دراسية خاضعة للنجاح من عدمه في روضات الاطفال تختص بالأطفال ممن هم دون سن السادسة لاتكون الزامية وانما تعود مسألة الالتحاق بها لرغبة ولي الأمر.
ثانياً: عدم فتح المجال بتاتاً امام طفل دون السابعة للالتحاق بالمرحلة الابتدائية اياً كانت المبررات فمن رغب في تعليم ابنه قبل هذه السن يكون خياره الوحيد الفصل الدراسي في المقترح السابق والملحق بروضة الاطفال.
ثالثاً: من تبقى له اشهر قليلة لاتتجاوز التسعين يوماً على بلوغ سن السابعة وهو يحمل وثيقة النجاح في الروضة تكون هذه الشهادة كافية لقبول التحاقه بالمرحلة الابتدائية ومن لايحمل هذه الوثيقة لايحظى بهذه الميزة اما من يكون قد درس في الفصل المشار اليه ولم يحظ بالنجاح ورغب وليه في الحاقه بالمرحلة الابتدائية فيمكن قبوله بعد ان يعمل له مقابلة للتأكد عن مدى اهليته وقدرته على التكيف مع الجو المدرسي ومتطلباته.
رابعا: قصر المرحلة الابتدائية على خمس سنوات بدلاً من الست حيث يمكن الاكتفاء بفترة الدراسة بروضة الاطفال في سن السادسة عوضاً عن الصف الاول الابتدائي.
لماذا هذا الاقتراح؟ قد يكون البعض بدأ يسأل ويستفهم عن الجدوى عن طرح هذه الافكار فاقول ان مما يدعو لإبداء مثل ذلك اموراً عدة منها:
1 مواكبة الجهود الحثيثة والمساعي المخلصة التي تبذل من قبل الدولة حفظها الله بدعم وتوجيه لامحدود من رائد التعليم الاول في مملكتنا الحبيبة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين.
2 مراعاة لوضع الطفل المعاصر فهو مشتت الذهن فلم يعد تفكيره محصوراً في العلم والتعلم بل ان كاهله اصبح محملاً بالكثير ولك ان تتخيل طفلاً يصارع رغبته في متابعة الأفلام الكرتونية وإلحاح اهله عليه بالاستذكار والمذاكرة.
3 ما يلمسه المتأمل في وضع الطفل والقفزة الكبيرة بينه في سن السادسة وبعد بلوغ السابعة حيث البون الشاسع والتباين الكبير ولعل في ما يؤكده بعض معلمي الصف الاول من تأخر الوعي لدى طلابهم وادراك ما هم بصدده وما المطلوب منهم الى النصف الدراسي الثاني تأكيد على الظلم الذي نرتكبه في حق طالب دون السابعة والمتمثل في عسفه على مرحلة من الجد لم يصبح بعد اهلاً لتحمل تبعاتها والقيام بمسؤولياتها.
4 شاهد حي لمسته لدى احد المعلمين حيث حكى لي احد الزملاء عن معلم قضى عمره التعليمي الممتد أربعين عاما في تدريس الصف الاول وكيف انه لم يكن يلحق ايا من ابنائه بالمدرسة قبل بلوغ السابعة وهو بذلك يجد قناعة تكونت جراء تجربته العريضة وخبرته الطويلة في هذا المجال ولو كان في التبكير جدوى اكبر لكان حرياً بمثل هذا المعلم عدم التواني واهدار سنة من عمر فلذة الكبد ولكنها الخبرة في هذا المجال التي آثرت واستشرفت الجدوى الآتية على النظرة الآنية.
5 حمسني اكثر لكتابة هذه الاسطر كوننا تبنا على بعد اسابيع قليلة من قبول المستجدين بالمرحلة الابتدائية فكلي عشم في اعادة النظر في موضوع السن المحددة للالتحاق بهذه المرحلة حفاظاً على مستقبل ابنائنا وسواعد وطننا الفنية فلا نريد جدارا قابلاً للتصدع بل لبنات طويلة يقوى بها البناء ويرتفع.
6 وهو الأهم في نظري الا وهو كون المراحل الدنيا وتحديد الصف الأول الابتدائي ينظر له على انه حجر الاساس وقاعدة البناء التعليمي فإن صلحت صلح حال الطفل وان كانت الثانية فيكفي الوضع الحالي لطلاب اليوم كشاهد حيث تتبخر المعلومات بسرعة مذهلة بسبب ضعف الفهم وعدم امتلاك القدرة الكافية للاستيعاب ولكم ان تتخيلوا كم من النتائج العكسية والآثار السلبية التي اتت بها عملية وضع الاختبارات عقب اجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام وكيف كانت ردة الفعل وسط المجتمعات الطلابية ولدى الاسر وهذا شيء لايبدو غريباً في ظل عدم منحنا الاساس العناية اللازمة والاهتمام المطلوب,, والطالب مثله مثل بقية البشر إن كان المرتقى سهلاً كان اقباله دون ايعاز من احد اما في ظل الصعوبة فسيكون التردد والخوف والإحجام تماماً كمن يقود السيارة منذ فترة فهو لايلقي للخوف بالاً ليس لكون قيادة المركبة شيئاً غير مخيف وانما لكونه قد اعد لتجاوز هذه المرحلة بصورة تعينه على تخطي عامل الخوف والتردد ولكن ماذا عسى ان يكون الوضع مع من يعيش مرحلة تعليم القيادة لتوه وكيف يسلبه الخوف مأمنه ويجعل التردد ملازماً له كظله وهذا في تردد بالقيادة يبدو مثل طالب اليوم,, فلو اننا وفرنا للطالب كل عوامل الانطلاقة القوية والتفوق والقدرة على الوعي والفهم في ميدان التحصيل والتعليم فسيصبح حاله حال من تمرس في عملية القيادة وسنجده على اهبة الاستعداد لتجاوز مرحلة الخوف والمواقف الصعبة ومنها رهبة الاختبارات دون خوف او رهبة ولما اصبحت الاختبارات لدينا محاطة بكل هذه الاجواء المكهربة والمشحونة التي نجدها اليوم والتي تقلب حياتنا الاجتماعية رأساً على عقب!!
قبل الختام وكأب يعيش دوامة التفكير في هذا الموضوع احب ان انقل معاناتي واي وضع اصبحت اعيشه بسبب هذا الوضع القائم فعند بدء الدراسة في العام القادم بإذن الله تعالى يكون ابني قد طوى ايام شهره الثاني بعد سن السادسة ان مد الله في عمري وعمره وعمرنا الى ذلك الحين وهنا مربط الفرس فهل اكسر قناعتي واضرب بها عرض الحائط واعجل بتسليمه رداء اكبر منه وحينذاك كيف سأقف امام عثراته المنتظرة وقلة حيلته بعد ان يكون رداء غيره قد كبله واعياه واعجزه فلم يعد بوسعه ان يشمر عن ساعديه وحتى تبدو الصورة اكثر وضوحاً لدى الجميع هل جرب اي منكم فألبس ثوب ابنه صاحب السابعة طفله الذي لم يبلغ بعد السادسة وتأمل عثراته وسقوطه المتكرر حتى وهو يمشي الهوينا وكيف ان هذا الموقف قد يسقطه على ظهره ارضا من شدة الضحك على هذا الموقف وكيف اصبح مظهر الطفل داعياً لغرق اهل البيت كلهم في موجة من الضحك على الصورة المتنافرة التي بدا عليها الطفل امام ناظرهم فهكذا يبدو الحال بالنسبة لطفل دون السادسة وسط الجو المدرسي ولاتستغرب ابداً كوني امر حين ينقل لك ابنك مواقف عدة كان فيها المعلم لا يتمالك نفسه من الضحك على براءة الاطفال وربما تكرر الحال في الحصة الواحدة مع جل طلاب الفصل ممن ينطبق عليهم حال من لبس ثوب اخيه الأكبر فكثرت سقطاته وتعددت زلاته و,, و,, اما انا ففي حيرة من امري هل اسلم ابني متجاوباً مع تهاون الأنظمة في الالتزام بالسن المثالية وبالتالي اتحمل وحدي تبعات ذلك ام التزم بقناعتي وبما التزم به اصحاب الخبرة والتجربة وارجئ دخوله للمدرسة حتى سن السابعة واحتمل ما يمكن ان ينجم عن التأخير من التفاوت الدراسي بين ابني وأقرانه,, انني في حيرة من امري هل ألتزم بقناعتي او اعمل على مسايرة ومحاكاة غيري حتى وان كنت مؤمناً ايماناً تاماً باني في ذلك التصرف قد اكون اضع العراقيل والعقبات في مستقبل ابني واطالبه في السير بمسالك اكثر وعورة وتعرجاً.
والله من وراء القصد.
عبدالله بن ناصر بن محمد الخزيم
مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالبكيرية
|
|
|
|
|