أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th February,2001 العدد:10256الطبعةالاولـي الأحد 10 ,ذو القعدة 1421

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
رائعة رغم علاتها
خالد أبا الحسن
وصلت الوسائط المتعددة والتصميمات المتقدمة والتزامن الحي بالانترنت الى آفاق رحبة لا تقارعها فيها اية وسيلة تقنية اخرى فالانترنت تعطي المتابع سبلا شتى لمتابعة اي حدث من مواقع مختلفة وبطرق متعددة لا تكفلها للمتابع سوى الانترنت غير ان المعادلة التي تقوم عليها الانترنت في الوقت الحالي لا تظهر ان الانترنت تقدم كل ما لديها فالشبكات غير الآمنة والاتصالات المهلهلة التي لا تدعم تطبيقات الانترنت وسرعاتها الفائقة لا تزال كلها تكبل الانترنت وتضعف من فعاليتها وتقلل من اثرها وفائدتها فلو ان المتصل بالانترنت يحصل على سرعة كافية لتمكن من الحصول على أداء اكثر فعالية واعلى سرعة.
لو نظرنا الى محطة تلفزيونية على الانترنت فان قليلا من الناس بامكانه ان يشاهد مواد تلك المحطة دون انقطاعات او تأخر للصورة عن الصوت او تجزؤ يؤدي الى ضياع ملامح الصورة بالكامل او عدم التمكن اصلا من الوصول الى الموقع لكثرة الزوار او ضعف الاتصال.
بالنظر الى هذا المثال يتبين لنا كيف تأثرت الانترنت بسبب ضعف البنى التحتية والشبكات الناقلة لموادها المختلفة وفشلها في ايصال مواد الانترنت للمتصفحين كما يراد لها ان تكون لا على علاتها وكفى.
والحقيقة انه لم يعد يكبل الانترنت سوى كفاءة النواقل والموصلات الشبكية التي يؤدي ضعفها الى التقليل من كفاءة تصفح الانترنت والتفاعل مع ما تقدمه من خدمات والامر ليس حكرا على بلد دون غيره ففي البلاد التي ولدت الانترنت من رحمها لا تزال الاتصالات السريعة بالانترنت حكرا على القلة ممن لديهم القدرة على دفع تكاليفها.
والعجيب ان نمو الانترنت النوعي لا يحفل بالضعف الغالب في شبكات الانترنت فلا تزال المواقع الاخبارية تمد زوارها بالاخبار في صور شتى تتراوح ما بين النص الى ملف الفيديو وما بين النص والفيديو يتوزع زوار الموقع كل حسب سرعة اتصاله وكفاءته فمن المتصفحين من لا تسعفه سرعة اتصاله حتى لتحميل الموقع فيحتاج تبعا لذلك الى حجب الصور ليتمكن من الحصول على النص وحسب بينما يمكن لآخرين الاطلاع على الموقع بكافة مواده من صور وملفات مسموعة ومرئية وذلك للسرعة الفائقة التي يتمتع بها اتصاله بالانترنت.
والتسارع في نمو تصميمات ومكونات المواقع يفوق بكثير تسارع البنية التحتية في نموها لتقابل الطلب المتنامي على خدمات الانترنت وهذا التباين من شأنه ان يعيق المتصفحين عن الافادة مما تقدمه الانترنت لمستخدميها وهو ما يعني خسارة كبيرة على مقدمي الخدمات وطالبيها.
ولا غرو في تعلق المستخدمين بالانترنت رغم غلاها وضعف سرعتها فهم في الحقيقة يمثلون الدافع الحقيقي لعجلة الانترنت والتي لم ولن تتوقف بسبب فشل مقدمي الانترنت وبناة البنية التحتية في الوفاء بمتطلبات الانترنت الاساسية فضلا عن متطلباتها المثلى وذلك لان المستخدمين هم وقودها وهم سبب استمرارها ونموها ولعل هذا التعلق الشديد ايضا هو السبب في استمرار مقدمي الانترنت وكل مسؤول عن توفير الانترنت لطالبيها في استمرار اهمال تطوير الشبكات لتصبح اسرع واكثر فعالية فما دام الطلب مستمرا والعرض عاجزا عن الوفاء به فان اولئك لا يجدون ما يدعوهم لتحسين الاوضاع فالشغف الشديد لدى طالبي الانترنت يجعل من اقبالهم عليها رغم علاتها سببا كافيا في الاعراض عن السعي في تحسينها.
ويبدو ان المستقبل سيفرض علينا القبول بواقع مؤلم ورغم مرارته الا ان هذا الواقع يبدو قريب الحدوث لان بوادره تبدو للعيان وذلك الواقع هو ان مستخدمي الانترنت في العالم اجمع سيتوزعون على خط الاعداد ليجد كل منهم لنفسه مكانا وخطوة على الانترنت فمنهم مستخدم من فئة الشخصيات المهمة جدا VIP ممن يحصلون على اتصالات سريعة لا تنقطع ويعملون على الانترنت وكأنها تلفاز او راديو ومنهم من هم دون ذلك ممن يحصلون على سرعات متوسطة تمكنها من التمتع بمواد الانترنت دونما تأفف بينما تقبع الفئة المستضعفة في خارج الدائرة ممن يحصلون على اتصالات متقطعة تستغرق وقتا طويلا لقراءة رسالة بريدية او فتح صفحة على موقع ما على الانترنت وظهور الانترنت الثانية Internet II يقدم لنا بجلاء مثالا للكيفية التي تعامل بها الشخصيات المهمة حيث لن يتاح لسوى فئة محدودة جدا من الناس الافادة من هذا النوع من الانترنت لسبب بسيط وهو انها ليست لمن هب ودب وانما للمهمين فقط.
وللتواصل يمكنكم الكتابة الى Khalid@4u.net

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved