| الاقتصادية
باستمرار فإن لروح الاداء التأثير الأكبر على الانتاج ولذلك نجد ان القيادي الماهر لا يتجاهل الظروف الشخصية للموظفين او العاملين حتى وإن حاول جاهدا عزلها عن بيئة العمل الا انه لابد ان يراعيها في حين ان هناك من يصرخ بوجه الموظف أو العامل : العمل عمل ولا علاقة له بظروفك الشخصية.
غير ان هذا النوع من القياديين ليدفن رأسه في الرمال لأنه يدرك في باطنه انه لا يمكن ان يضمن قدرة كل موظف او عامل على ابقاء ظروفه الشخصية خارج العمل فيأتي كل صباح بشخصية أخرى لا علاقة لها بالمنزل او الشارع.
صحيح ان هناك من يستطيع ذلك وبمستويات مختلفة ولكن ليس كل الموظفين او العاملين وبالتالي تكون مهارة القيادة والادارة بالقدرة على مساعدة الموظف او العامل للوصول الى ذلك من خلال تقدير الظروف الصحية والتغلب على الظروف المؤقتة وكل ذلك من اجل تحقيق روح الأداء أي ان يعمل الموظف او العامل بروح عالية.
واذا كان هناك من يتجاهل الظروف المؤثرة ويتعامل مع الانسان وكأنه آلة فإن هناك نوعاً آخر من الرؤساء والقياديين يغرقون بيئة العمل بظروفهم الشخصية وعقدهم النفسية فلا يشعرون بمناصبهم الا من خلال ضرب الموظفين او العاملين ببعضهم وزرع الفتنة والخلافات بينهم تطبيقاً لسياسة فرق تسد الانجليزية الشهيرة.
وفي الغالب فإن هذا النوع يظهر فجأة على السطح بعد ان عاش سنوات في القاع يشكو ويندب ويحكي قصة الاحباط والظلم التي جرَّعُه مرارتَها رئيسُه.
وحين تبتسم له الدنيا في مرحلة تغيير يعبس في وجه كل من يتعامل معه ويمارس أستاذيته البليدة حتى في تخصصات لا يفقه فيها ويحاول ان يشعر كل من يترأسه انه لا يفقه شيئا.
هذا النوع المريض هو الذي يطبق سياسة فرق تسد ويزرع في كل قسم تابع له اذناً صاغية تنقل له ما يدور الى جانب انه يثير هذا ضد ذاك ويفرض فلانا على علان.
وباختصار شديد فإنه لو استطاع أن ينتقم من الدنيا كلها لفعل.
هذا النوع الموجود في بعض الشركات والمؤسسات والادارات يقود الاداء الى روح هابطة وقودها الشك وزادها الظن مما يعني انتاجا سيئا.
انه يسود ولكنه أبدا لا ينجح ومصيره في النهاية الزاوية المظلمة التي جاء منها طال الزمن أو قصر.
|
|
|
|
|