| الاقتصادية
في البدء أؤكد على أن سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مكسب وسند للسياحة في المملكة وللأمير بصمات بارزة مضيئة في مجالات العمل الانساني حيث ارتقى سموه بجمعية المعاقين وأوصل نشاطها الى مصاف الأنشطة الناجحة بكل المعايير والمقاييس وكان وما يزال خير مثال في خدمة دينه ومليكه ووطنه.
وعليه فحين انتقد الأجهزة والمؤسسات القائمة على هذه الصناعة الحديثة فإني أقوم من منطلق الحرص والغيرة على مؤسساتنا ومشاريعنا الوطنية وأقصد بنقدي أولئك الأشخاص من المسؤولين والمشرفين على آليات العمل الذين وضعت الدولة ثقتها فيهم كي يذللوا العقبات ويسهلوا السبل أمام المواطنين وينفذوا الخطط المرسومة من أجل تحقيق رغبة ولاة الأمر في أن يكون لدينا ما لدى الآخرين من صناعة سياحية تساهم في خلق أحد أهم روافد الدخل القومي بعد النفط، فالعوائد من السياحة العالمية بلغت 445 مليار دولار بينما استحوذت اسبانيا وحدها على ما يزيد عن 60 مليار دولار، وبلغ عدد السائحين في العالم 635 مليون سائح منهم 6 ملايين سعودي بينما نعلم جميعا أن المملكة العربية السعودية مقبلة على استقطاب عدد كبير لزيارتها وخاصة لأداء مناسك الحج والعمرة حيث اشار آخر تقرير أنه من المتوقع دخول المملكة سنويا 12 مليون زائر ومن المتوقع ان يصل الدخل الى 12 مليار دولار، كما أن النظام الجديد يجيز تنقلهم داخل المملكة العربية السعودية لمدة شهر مما يعني مزيدا من الانفاق أي زيادة في الدخل.
إن الأرقام تشير الى ان الصناعة السياحية إذا ما أحسن استخدامها أعطتك ما لم يتوقعه الآخرون وهي تعتمد بشكل أساسي على البنية التحتية وخدماتها المساندة وهذه الأخيرة تعتمد على المؤسسات والأجهزة الادارية الحكومية التي ترعى هذه الصناعة وتذلل العقبات وتمنح المستثمرين في هذا القطاع الحوافز والتشجيع وتيسير الأمور الصعبة فازدهار أي قطاع يعتمد على القرار الاداري ومرونته، فالسياحة تعتمد على التسهيلات الجاذبة والاغراءات المشجعة لكونها تواجه تنافسا شديدا سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو العالمي بينما الواقع لدينا يرثى له فالمؤسسات والأجهزة القائمة على هذا المرفق يقتلون كل فكرة طموحة، ويحطمون كل أمل،ويضعون كمّاً من العراقيل أمام كل بوادر النجاح والتفوق لذا علينا ان نواجه أنفسنا ونجيب بكل صراحة هل نريد صناعة سياحية أم لا؟
فإذا كان الجواب بنعم فإني أقول وكلي ألم أن الأجهزة القائمة لا تؤدي الغرض باتباعها الأسلوب الروتيني البيروقراطي المعرقل للعمل والمحبط للهمم مع البطء في التنفيذ وهذا الأسلوب تجاوزته كثير من الدول وهو أحد الاسباب الهامة في تعثر المشاريع وعدم انجازها.
بصفتي أحد المستثمرين في مجال السياحة وعضو في لجنة السياحة الوطنية فإني أناشد سمو الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة التدخل لعدم تعثر هذا المشروع الوطني الكبير الذي عُقدت عليه الآمال بسبب أولئك الموظفين الذين ما وضعوا بمناصبهم لكي يتباهوا بمراكزهم وإنما لخدمة هذا الوطن ومواطنيه وتيسير الأمور لا عرقلتها وتذليل الصعاب لا تعقيدها وجعل أبوابهم مفتوحة لكل المواطنين دون تفضيل أحد دون الآخر، المطلوب من المسؤولين والموظفين إلغاء الحواجز وفتح الأبواب والاهتمام بأفكار المستثمرين ومقترحاتهم وتلبية مطالبهم ما دامت في حدود الخطط المرسومة لهذا المشروع القومي الرائد، علينا ألا نلوم أصحاب رؤوس الأموال إذا ما استثمروا أموالهم في مشاريع خارج الوطن بسبب الكم الهائل من البيروقراطية وسيادة الروتين فالمشاريع العظيمة لا تتحقق بالخطط والأماني وإنما تتحقق بسواعد الرجال المؤمنين بالله وبمسؤولياتهم تجاه مليكهم ووطنهم والمدركين المستوعبين لدورهم الذي يقومون به، ولذلك قيل إن أفضل رأس مال هو الانسان.
رئيس المركز العربي للاتصال والعلاقات الدولية
منتدى لرجال الأعمال العرب
عضو لجنة السياحة الوطنية
E-Mail:bandar@shabakah.net.sa
|
|
|
|
|