| مقـالات
لا يكاد ينعقد لقاء تربوي أو مؤتمر تعليمي الا وتسمع فيه من يكيل لتعليمنا التهم بأنه تعليم يؤكد فقط على الحفظ والتلقين والترديد الببغاوي وازهاق روح المعرفة بتقطيعها الى نتف منفصلة لا يكاد يجد الطالب فيها اي معنى، وانه تعليم يمعن كثيرا في حشو اذهان الناشئة بمعارف لا هم يستطيعون فك طلاسمها ولا هم قادرين على تحويلها إلى ممارسة مشاهدة على الارض والحق ان هذه التهم ليست عن الواقع ببعيد, لماذا اذن انتهى تعليمنا إلى هذه الصورة؟ هل تعتقدون أن معلمينا لم يتعلموا في كلياتهم أساليب أكثر تشويقا وأعظم إثارة في إيصال المعرفة إلى أذهان طلابهم، هل تظنون أنهم يجهلون الطرائق التي تثير لدى طلابهم مستويات عليا من التفكير، إن إجابة هذه التساؤلات (من واقع خبرتي) هي قطعا بالنفي, معلمونا تعلموا أساليب تدريس منوعة وفاعلة ومنتجة ولكن للأسف لم يتم تعليمهم وإكسابهم المفاهيم هم أنفسهم بنفس تلك الاساليب الراقية لكي تتولد لديهم القناعة الراسخة بجدوى مثل تلك الأساليب التدريسية.
وقفة :
الكتابة في عالمنا العربي تأتي على عدة ضروب، فهناك من تخصص في الكتابة للمسؤول, ومثل هذا الكاتب يمر عادة بفترة مخاض (تلك التي تسبق ولادة مقاله) يتراءى له خلالها خيال المسؤول عند كل منعطف من منعطفات تلافيف دماغه, ولا تكاد تخلو مقالات مثل هذا الكاتب من عبارات تعزو كل ما حدث من نجاح إلى الموهبة الفذة لهذا المسؤول وحده وقد يلجأ هذا الكاتب إلى حشر عبارات مثل تشجيع المسؤول على مواصلة الابداع وكأنه يخشى ان يتوقف المسؤول عن العطاء والإبداع بمجرد ان نتوقف عن التطبيل له (وإن كان هذا أمرا خاصا بالرقص).
وهناك من يكتب وهو يدعي أنه مسكون بهموم وآلام المواطن, ولا تخلو مقالات مثل هذا الكاتب عادة من عبارات يدغدغ بها مشاعر البسطاء السذج من الناس مثل: قوت المواطن ، نبض الشارع ، تطلعات الجماهير ,, الخ أما النوع الاخير من الكتاب فهو ذلك الذي يكتب فقط لاظهار الحقيقة اينما كانت، لا يشغله سوى إظهار الحق وكشف الغطاء عن الباطل في كل صوره انه يعتقد ان طفيليات وجراثيم الباطل والفساد تتكاثر وتترعرع في الظلام وتكره الضوء الذي يسلطه عليها قلم الحقيقة, هل تسمعني يا تعليمنا؟ هل تسمعينني يا صحافتنا؟.
E-mail:Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|