أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 4th February,2001 العدد:10256الطبعةالاولـي الأحد 10 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

شدو
في ضآلة الإنسان,, في حجم العدم!
د, فارس الغزي
بضآلة تربو إلى عدم يكدح هذا الإنسان بكل مكان,, يروم كل الأنحاء,, يهاجر إلى كل الجهات إلا (الوسط): يفقد جزءاً من كلٍّ فينتفي الكل من أمام ناظريه,,، تسقط من محاجره دمعة يتيمة فتهطل الدموع في كل عيون البشر من حوله,,، يودع فرداً فيشيع مجموعاً,,، يفقد (إنساناً) فتنتفي الانسانية في نظره,,، تجده في موقف حزين فتصبح الدنيا لديه مستودع أحزان,,، وتلقاه في موقف (مفرح) فيملك كل قواميس الفرح بكل لغات الدنيا,,، يحبها فيحب كل النساء، بل يصبح المتحدث الرسمي لحب الحيوان للحيوان:


وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري!
من أجل عين يكرم مدينة

ومن أجل عين يكرهُ مُدنا ومن فيها مَدَن:


وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا

إنه على استعداد للمضي إلى أبعد نقطة من وسطيته (المفقودة!) إلى حد (فقدانه) لبصره طائعاً مختاراً (منافقاً!):


وما انسدّت الدنيا علي بضيقها
ولكن طرفا لا أراك به أعمى

إنه غريب، غريب، قريبه وإن قرب بعيد، بعيد,,, تتحقق امنياته على أرض الواقع فقط ليفسد على نفسه سعادة لحظات ما تحقق على أرض الواقع من امنياته:


وكدتُ وهو ضجيعي أن أقول له
من شدة الشوق قد أبعدتَ فاقتربِ!

بل إنه يتمنى تحقق المنى، فتتحقق,, وحينها لا يتردد في إفساد (اللحظة) التي طالما تمنى تحققها، مبادراً بالبكاء حيث ابتسم له الحظ في موقف يوجب عليه الابتسام، ولكنه كعادته دائماً يلجأ إلى النقيض مما يسبب (لها) في النهاية (عقدة لا نهاية لها!) محرجاً إياها ببكائه، فما يكون منها إلا الشروع (بسبب حرج المفاجأة) بالابتسام حرجاً:


ولما التقينا والنوى ورقيبنا
غفولان عنا ظِلت أبكي وتبسم!

قدر هذا الانسان الدخول في أتون صراع إثر صراع مع حتميات الزمان رغم يقينه بالهزيمة الحتمية: ومع كل هذا لا يفتأ يلجأ إلى (حيلة العاجز!) تهديداً ووعيداً وعبثاً (وخيالاً من قبل ومن بعد!):


ولو برز الزمان إليَّ شخصاً
لخضَّبَ شَعرَ مفرقِهِ حُسامي

ورغم تهديده هذا ووعيده ذاك، صاغراً يحمله قطار الزمان ويلقي به على مشارف (محطة) الرحيل وحينها يسارع عائداً من حيث انطلق به قطار الزمان:


العمر للسبعين يلهث راكضا
والروح ثابتة على العشرين!

وفي الأخير الآخر، وقبيل لحظات الوداع الأبدي، يصرخ لسان حال الضئيل، الجزوع، الهلوع، المنوع، استجداء حين لات استجداء:


أواه لو كان الرقاد يزورُني
لرضيت من دنيايَ بالإغفاء

,, يا كل الضآلة,, يا كل العدم,,!
خاص: الأخ فهد عبد العزيز العبدالقادر/ الرياض: شكراً أجزل من أجزل شكر!,, اسلوبك رائع وأريحيتك أروع,.
للتواصل: ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved