| العالم اليوم
* القدس باريس الوكالات
تنتظر الدول الاوروبية بعد تهميشها الى حد كبير في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية بحتمية انتخاب زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون الذي بات شبه مؤكد وتتجه انظارها الى الولايات المتحدة.
وكان العديد من دول الاتحاد الاوروبي لا سيما فرنسا رحب بعودة حزب العمل الى السلطة في اسرائيل عند انتخاب زعيمه ايهود باراك رئيسا للحكومة قبل عامين والذي اشير اليه انذاك بانه رجل السلام.
الا ان صمت الدول عشية الانتخابات الاسرائيلية دليل على مدى قلقها لا سيما وان شارون مرشح حزب الليكود اعلن بوضوح انه لن يقدم اي تنازل للفلسطينيين او سوريا بل على العكس.
وفي فرنسا الدولة الاكثر التزاما في عملية السلام في الشرق الاوسط لايخفي المسؤولون خيبة املهم في المجالس الخاصة وينتظرون لمعرفة ماسيكون عليه موقف الادارة الامريكية الجديدة.
وقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين قبل بضعة ايام انه ليس من الممكن استخلاص نتائج نهائية حول مستقبل عملية السلام في حال تغيرت الحكومة في اسرائيل.
وقبل بضعة اشهر فقط، كان شارون الذي يعتبر مسؤولا عن اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 28 ايلول سبتمبر شخصا غير مرغوب فيه في باريس.
وذكر فيدرين الذي كانت بلاده ترأس الاتحاد الاوروبي خلال القسم الاكبر من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية بان الاتحاد اقتصر دوره حتى الآن على الجانب الاقتصادي ولم يضطلع باي دور سياسي بالنسبة الى الشرق الاوسط .
وقد وقع الاتحاد الاوروبي خلال السنوات الاخيرة اتفاقات شراكة مع اسرائيل وبعض الدول العربية اقتصرت الجوانب التي طبقت منها على العلاقات الاقتصادية والتجارية في حين تم تجاهل الجانب السياسي واحترام حقوق الانسان الى حد كبير.
وفي الدنمارك، اعلن وزير الخارجية موغنر ليكيتوفت ان فشل التوصل الى تفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيذكي اعمال العنف في المنطقة .
وكتبت صحيفة جيلاندز بوستن محافظة الاوسع انتشارا في الدنمارك تحت عنوان ماذا لو اصبح شارون رئيساً للحكومة؟ اذا كان هناك منطق ما في قرار العقوبات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي ضد النمسا العام الماضي عند مشاركة الحزب القومي برئاسة يورغ هايدر في الحكومة، فيفترض ان نفكر في اي نوع من العقوبات سنفرضه على اسرائيل اذا اصبح شارون رئيساً للوزراء .
وفي اسبانيا، اعلن وزير الخارجية جوزيب بيكيه ان على الرأي العام الاسرائيلي والحكومة المقبلة ورئيسها الجديد ان يعلموا بغض النظر عن هوية الفائز ,,, ان الاسرة الدولية راهنت على عملية السلام بصيغتها الحالية .
من جهتها اعتبرت صحيفة ايل موندو في افتتاحيتها ان وحدة ضغط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يمكن ان يحمل شارون ربما على العدول عن تصلبه.
وفي لندن ذكرت صحيفة (ذي غارديان) يسار انه من الواضح ان شارون يميني متطرف وهو رجل كانت مسيرته السياسية بعيدة تماما عن التيار السائد الى حد انه من الصعب اقامة مقارنة معقولة تخيلوا مثلا بات بوكانان رئيسا للولايات المتحدة او القس يان بيسلي (المسؤول البروتساتنتي الوحدوي الراديكالي في ايرلندا الشمالية رئيسا للوزراء في بريطانيا.
اما صحيفة ذي تايمز (الوسط اليمين) فذكرت انه عندما سيتوجه الاسرائيليون الى صناديق الاقتراع سيكون تفكيرهم الاول في مسائل الامن الخارجي وسيتعين على رئيسهم الجديد وهو شارون على الارجح ان ينكب سريعا على مسائل الاستقرار الداخلي.
وافادت ثلاثة استطلاعات للرأي امس الجمعة ان ارييل شارون مرشح اليمين الاسرائيلي الى منصب رئيس الوزراء مازال يتقدم بشكل كبير على منافسه ايهود باراك رئيس الحكومة العمالي المستقيل قبل اربعة ايام من انتخابات السادس من شباط فبراير.
واكدت الاستطلاعات التي نشرت نتائجها صحف معاريف وجيروزاليم بوسنت الصادرة بالانكليزية ويديعوت احرونوت ان شارون يتقدم ب17 الى 21 نقطة على منافسه العمالي.
وجاء في الاستطلاع الاول الذي اجراه معهد غالبو ان ارييل شارون حصل على 51 من نوايا التصويت مقابل 34% لباراك و15% بين مترددين وممتنعين عن التصويت.
وقد شمل هذا الاستطلاع عينة تمثيلية من 1250 شخصا من الاسرائيليين مع هامش خطأ يقدر ب8,2%.
وفي الاستطلاع الثاني حصل شارون على 50% من نوايا التصويت مقابل 30% لباراك وفي الثالث 56% (اكرر 56 مقابل 35% (اكرر 35).
وقد شمل هذان الاستطلاعان عينيتين تمثيليتين من 600 و1000 شخص مع هامش خطأ يقدر بحوالي 4%.
وباتت المنافسة الان محصورة بين شارون زعيم الليكود اليمين القومي وباراك زعيم حزب العمل بعد انتهاء مهلة الترشيحات المحددة بموجب القانون الاسرائيلي والتي تسمح لمرشح ما بالانسحاب لصالح مرشح آخر.
وقد رفض باراك بالفعل الانسحاب من المعركة الانتخابية كما شجعه على ذلك بعض اعضاء فريقه لمصلحة رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز الذي يحظى بتأييد اكبر في استطلاعات الرأي.
وكان باراك اكد في وقت سابق ان المعركة الانتخابية تبدأ منتصف ليل الخميس عندما يتوقف الكلام الفارغ حول نيتي في الانسحاب وقال في حديث لاذاعة الجيش لن انسحب من المعركة سأستمر حتى النهاية وسأفوز.
|
|
|
|
|