| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على مقال الدكتور فهد بن ابراهيم بن عبدالعزيز الابراهيم حفظه الله الذي نشرته جريدة الجزيرة في يوم الاربعاء الموافق 29/10/1421ه تحت عنوان (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) تحدث فيه عن شيء مما حرص عليه المستعمر بل جعله في رأس قائمة اولوياته وهو اخراج المرأة من حصنها لتكون بعيدا عن مقر اداء رسالتها ولتتخلى عن خصائصها وهو ما تبعه عليه من تبعه من ابناء المسلمين.
واني اذ اشيد بما كتبه الدكتور فهد بن ابراهيم جزاه الله خيرا واسطر اعجابي بحسن تلخيصه لقضية بالغة الاهمية وجودة عرضه لاهم نقاطها احب ان اضيف الآتي:
أولا: لقد عانى المستعمر طويلا خلال الحروب الصليبية تلك الحروب التي قذف فيها بفلذات كبده الى بلاد المسلمين فكان نتاج ذلك قتل بعضهم واسر آخرين واسلام جموع أخر وخلال قرون تطاولت كان لزاما ان يخرج منهم من يفكر بطريقة تغاير ما هو سائد فكانت كلمات قائد الحملة الصليبية الذي وقع في اسر المصريين في المنصورة ومنها ان ضرب المسلمين عسكريا امر اثبت فشله ولابد من التعامل معهم بطريقة مختلفة يكون اثرها مباشرا في صرفهم عن الرجوع الى دينهم اذا ادلهمت الخطوب ويجعلهم بعيدين عن مصدر ترابطهم وسرعة عودتهم الى قوتهم وهو تلك الام التي ترضع الصغير حب الدين والتمسك به من حليبها وقد فكر وقدر فوجد انه لابد من ايجاد طرق مقنعة تخرج المرأة من حصنها ومملكتها ليتمكن العدو من ابعادها عن الدين فاذا ابتعدت عنه فسيكون اثرها على صغيرها هو الحال الذي تعيشه من التفسخ والانحلال فاذا كبر صغيرها فلن يجد ما يعود اليه الا ما كانت امه عليه من بعدها عن الدين، وتعلقها بالغربيين حينئذ يحصل لهم ما ارادوا.
ثانيا: لم تذهب تلك الكلمات ادراج الريح بل عاد بها معه الى بلاده ليبحث لها المستعمر عن طرق تنفيذ فاعلة فكان ان جاءت حملة نابليون ومعها بعض الالات والاجهزة التي فاق بها الغربيون المسلمين وانبهر بها من انبهر ووافق محمد علي باشا على ارسال بعثة لتدريس العلوم التي تصنع تلك الالات.
ثالثا: عاد بعض افراد تلك البعثات محملين بأفكار المنبهر الذي عرف من حياة الغربيين انحرافهم الموافق لشهواته فاصبح بوقا لهم لا صانعا للآلات والاجهزة التي ذهب من اجل تعلم العلوم الموصلة لصناعتها.
رابعا: مما ينبغي التفطن له ان دعاه السفور والاختلاط وان اختلفت صورهم وتباينت مجتمعاتهم والازمان التي يعيشون فيها أصحاب دعوة واحدة اتفقوا فيها على الاساليب والوسائل لعلمهم ان دعوتهم ترفضها كل الاديان السماوية والاخلاق الفطرية المرضية لذلك جعلوا محورهم الذي يدورون حوله وقطب رحاهم الذي لا يفارقون اصله: الضغط على قضية مسايرة الواقع وهذا لا يمكن الا بتشغيل جميع افراد المجتمع حتى يلحق بركاب الغرب، ومنهم خرجت كذبة (الرئة المعطلة) و(نصف المجتمع المعطل) الى أن خرج (مارد العولمة) ذلك المارد الذي طبل له هؤلاء الدعاة وزمروا وأزبدوا وارعدوا واخذوا يحذرون الجميع واجسادهم لا تكاد تحمل رؤوسهم من شدة فرحهم بان طوفان العولمة لا يبقى لاحد خصيصة وسيذيب الجميع في بوتقة واحدة لا تعرف دينا ولا حجابا ولا,,, الخ القائمة التي جثت على صدورهم.
خامسا: لا يستطيع دعاة الاختلاط والتبرج والسفور مقارعة الحجة الشرعية بمثلها لان نصوص الشرع لم تبق ما يمكن ان يتذرع به من التبست عليه اموره لذلك فان اعظم سلاح يمكن للمصلحين ان يصدوا به هجمات دعاة الاختلاط والتبرج هو اعطاء المرأة ما اعطاها الله تعالى من حقوق وتعليمها ما جاء في كتاب ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بشأن الحجاب وبيان وظيفة المرأة الاساس وهي حفظ الحصون من داخلها واخراج الاجيال وصنع الابطال وان تلتزم ذلك فان فعلوه أمنوا على مجتمعهم باسرة من كيد الكائدين ودس المتآمرين لأن صلاح المرأة لا يكون الا بالتزام شرع الله تعالى فاذا صلحت صلح المجتمع كله واذا فسدت فلنكبر على المجتمع اربعا ولنسلم عليه والله من وراء القصد.
أحمد بن عبدالعزيز الحمدان
عضو الدعوة والارشاد بمحافظة جدة
|
|
|
|
|