| القرية الالكترونية
* الجزيرة خالد ابا الحسن
نشرت القرية الالكترونية في وقت سابق خبرا عن نجاة مريض قلب من الموت اثر اصابته بنوبة استدعت دخوله المستشفى ووجوب خضوعه لعملية جراحية لم يكن هناك من يقوم بها سوى جراح كان وقتها على متن قطار في وسط بريطانيا وقام الاطباء المقيمون بالمستشفى بالاتصال بالجراح عبر الانترنت والذي تلقى رسالتهم على جهازه المحمول وقام بتوجيههم لما يجب عمله لتسير العملية الجراحية على ما يرام وينجو ذلك المريض بإذن الله.
وفي اسبوع مضى تضافرت جهود المشاركين في احدى منتديات الحوار العربية للبحث عن متبرع ذي فصيلة دم نادرة وذلك استجابة لطلب احد الاعضاء الذين كتب موضوعا اعلن فيه عن الحاجة الماسة للحصول على دم من تلك الفصيلة النادرة وعلى وجه السرعة وقد هب الكثيرون للمساعدة للوصول الى متبرع في منطقة الخليج العربي ممن لديهم ذات الفصيلة الدموية.
وقد كان ذلك التعاون بين اعضاء المنتدى مدعاة للاعجاب بحق فقد ظهر عدد من الرسائل تشير الى استعداد اصحابها للسفر مباشرة الى اي مكان في دول الخليج العربي للتبرع بدمائهم لذلك المريض وقد اثمرت الاتصالات الواسعة في الوصول الى متبرع يقطن في نفس المدينة التي بعث منها النداء.
ولأن الانترنت تتمتع بخاصية البث الحي التي لا توجد في سواها على النطاق العالمي فقد وجد فيها الكثيرون وسيلة فاعلة لايصال نداءاتهم إلى الآخرين في شتى دول العالم.
ومن ذلك ما اطلعت عليه في الشهر الماضي عبر رسالة بعث بها احد المقيمين في مدينة نابلس الفلسطينية يستغيث فيها باخوانه المسلمين ليهبوا لنجدتهم وليعلموا بما يتعرض له اخوانهم المسلمون العزل من قصف ظالم طوال الليل وقد صور في رسالته تلك العنجهية اليهودية والشراسة التي يتعرض لها المسلمون في نابلس ابان الهجمة المتعددة الجبهات والتي وجهها اليهود الى المسلمين في عدة مدن فلسطينية لاخماد انتفاضة ابنائها وقد حوت رسالته تفصيلا لم اجده في أية وسيلة اعلامية اخرى بل لم اجده في مختلف المواقع الاعلامية على الانترنت والتي اكتفت بتقارير مراسليها الذين يقطن اكثرهم في تل ابيب او على الاقل بعيدا عن مناطق العدوان اليهودي على المسلمين العزل في فلسطين وجاءت رسالة هذا الفلسطيني وقد صدرها بتصوير للحالة التي يبعث عليها رسالته قائلا انه يكتب هذه الرسالة وهو لا يدري ايستطيع اكمالها ام لا وذلك لانه يسمع دوي القنابل والصواريخ تنهال على المنطقة التي يسكنها.
ولم يعد من الصعب الآن ان يتابع المهتمون اي حدث في اي مكان من العالم فالتكامل الاعلامي الذي بات حقيقة ماثلة للجميع جعل من اليسير لأي راغب في ان يحصل على اية معلومة يريدها عبر الانترنت فقد اصبح للصحف مواقع على الانترنت وللقنوات التلفزيونية والاذاعية مواقعها ايضا وبات بامكان اي مهتم ان يصل الى المعلومة التي يريد بكل يسر وسهولة.
وتشهد الساحة الاعلامية الآن حركات اندماجية مختلفة وحدت جهود مختلف الاعلاميين والتقنيين لتصنع بذلك عمالقة لا يمكن تصنيفهم بسهولة فنشاطهم اصبح خليطا اعلاميا لا يخضع لمعايير الماضي وانما للواقع الجديد الذي اسهمت الانترنت في صناعته وفرضه.
ولا يلزم المتابع سوى معرفة الطرق الفاعلة لاستخدام الانترنت للافادة منها فيما يحتاج اليه فالمعلومة لا تبحث عمن يحتاجها وانما العكس لذا فانه يلزم المستخدم ان يعرف كيف يصل الى الخبر والمعلومة على مواقع الانترنت، وان يتذكر دائما ان عدم الوصول إلى خبر او معلومة ما وعدم التمكن من الحصول على خدمة ما على الانترنت لا يعني عدم وجودها بل ربما يكون ضعف خبرته وجهله بطرق الوصول اليها سببا في ذلك ايضا.
|
|
|
|
|