| الاقتصادية
نشرت صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 11/8/1421ه خبراً مفاده ان ادارة تعليم البنات في محافظة جدة قد شكلت لجنة للتحقيق مع مجموعة من ملاك المدارس الاهلية بعد ان فشلت هذه المدارس في تعيين اربعة آلاف وخمسمائة معلمة من اصل خمسة آلاف معلمة رشحتها ادارة تعليم البنات للعمل في المدارس الاهلية في مدارس جدة.
ان من يطلع على هذا الخبر يصاب فعلا بالاحباط سواء فيما يتعلق بتطبيق قضايا السعودة واحلال المؤهلات من فتيات هذا الوطن محل المعلمات غير السعوديات، او فيما يختص بالدور التنموي الهام الذي يمكن ان تقوم به الفتاة السعودية في اعداد الاجيال الناشئة القادمة بصفة خاصة او في بناء التنمية السعودية على وجه العموم.
فعندما تقوم ادارة التعليم بمحافظة جدة بتوجيه 5000 معلمة للعمل في المدارس الاهلية بمنطقة جدة فهذا يعني ان هؤلاء المعلمات على قدر من العلم والتأهيل ما يشفع لهن بالعمل في تلك المدارس كما يعني ذلك ان هناك آلافاً من المعلمات غير السعوديات في تلك المدارس قد اخذن الفرص الوظيفية والتي يفترض انها حق مكتسب لفتيات الوطن المؤهلات ولا مجال للتفاوض بشأنه, نعم فنحن نقبل وجود المعلمة غير السعودية في مدارسنا عندما يكون ذلك في تخصصات لا يتوفر فيها الخريجات من المعلمات السعوديات اما ان يتم توجيه 5000 معلمة من ادارة تعليم محافظة جدة للعمل في المدارس الاهلية بالمحافظة ولا تقوم تلك المدارس سوى بتعيين خمسمائة معلمة فقط اي بنسبة لا تتجاوز 10% من مجموع المعلمات الموجهات للعمل في تلك المدارس فان ذلك لا يعد مقبولاً على الاطلاق، بل ان الامر يستلزم التحقيق العاجل وعلى أعلى المستويات.
وقد تضمن الخبر المنشور ان المشكلة في رفض المعلمات للعمل في تلك المدارس تعود الى تدني الرواتب التي قدمتها المدارس الاهلية بمحافظة جدة لهن حيث تتراوح ما بين 800 1000 ريال او العمل بنظام الساعة والذي لا يتجاوز مجمل الدخل الشهري فيه للمعلمة عن 800 ريال.
ومما لاشك فيه انه لا يمكن توجيه اللوم لهؤلاء المعلمات على رفضهن العمل في تلك المدارس، فليس من المعقول ان تعمل فتاة سعودية جامعية في سلك التعليم بمكافأة مقدارها 800 ريال ثم كيف يسمح اصحاب تلك المدارس الاهلية بمحافظة جدة لأنفسهم بتقديم مكافأة بتلك الضآلة للجامعيات السعوديات في الوقت الذي تبلغ الرسوم الدراسية التي تقررها تلك المدارس على الطلبة والطالبات عشرات الألوف من الريالات, ثم كيف يسمح اصحاب تلك المدارس في محافظة جدة بتقديم رواتب للمدرسات السعوديات تساوي ان لم تكن تقل عن حجم الاجور الذي تتقاضاها خدم المنازل من الجنسيات الاخرى واي مصير ينتظر فتيات محافظة جدة الجامعيات طالما ان المدارس الحكومية قد اوضحت عن اكتفائها شبه الكامل من المعلمات وطالما ان اصحاب المدارس الاهلية بالمحافظة يقفون موقفاً تعسفياً ضد توظيف السعوديات من اهل محافظة جدة.
وأمام تلك الشروط التعجيزية التي يضعها اصحاب وملاك المدارس الاهلية بمحافظة جدة في مواجهة فتيات هذا الوطن فاننا لا نملك سوى ان نتقدم الى معالي الرئيس العام لتعليم البنات الدكتور علي بن مرشد المرشد والذي لا يتردد في ايلاء تلك القضايا جل اهتمامه بان يوجه بتشكيل لجنة على مستوى بحيث تضع من الضوابط ما يكفل معه الزام تلك المدارس بمحافظة جدة بتوظيف المدرسات السعوديات وذلك على غرار ما هو قائم في بقية مدن المملكة الاخرى خاصة وان لدى الرئاسة الكثير من القنوات التي يمكن من خلالها الزام تلك المدارس بتوظيف الفتيات السعوديات.
وان كان لي من اقتراح في هذا الخصوص فأرى بأنه من الاهمية ان يتم تعيين نسبة معينة من المدرسات السعوديات تزاد بصفة سنوية مع اهمية تحديد سقف أدنى للرواتب 2500 - 3000 ريال لا يجوز للمدارس ان تقل عنه وما لم يتم التقيد بذلك من قبل تلك المدارس فلا يتم تطبيق سوى نوع واحد من العقوبات عليها وتتمثل تلك العقوبة في عدم تجديد التصريح لها بممارسة النشاط.
|
|
|
|
|