| الاقتصادية
* إعداد: ندى الفايز *
قراءة نقدية لورقة عمل الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود المقدمة ضمن فعاليات وقائع النشاط النسائي بمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافةوالمعنونة مساهمة المرأة السعودية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
في البداية أود التأكيد على ان القراءة النقدية التالية تبحث برؤية اقتصادية حول أهمية تنشيط دور الاناث السعوديات في التنمية الاقتصادية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي بدون الوقوع في هوة ترجيح كفة الجانب الاجتماعي على الاقتصادي أو العكس مع التنويه الواضح بأن ذلك المشروع السامي يتم بتضافر الجهود الحكومية والأهلية مع مراعاة تعاليم الاسلام السمحة هذا فإن دعوتي هنا لخروج المرأة السعودية للعمل بمختلف أوجه التنمية الاقتصادية فسيكون ذلك بعباءة الاسلام لا بدونه.
وعليه فإلى حيثيات الرؤية النقدية المتواضعة التي خرجت بها بعد حضور فعاليات الندوة المشار اليها.
بادىء ذي بدء لا يختلف اثنان رجالا كانوا أو نساء على ثقل مكانة الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود في مسيرة تعليم الاناث ومفخرة توليها منصب رفيع في الحكومة السعودية كوكيل لرئاسة تعليم البنات بالمرتبة الرابعة عشرة علما بأن سلم المراتب الوظيفية بالمملكة ينتهي عند المرتبة الخامسة عشرة ومن بعدها الممتازة ومن ثم كرسي الوزارة، بصراحة شديدة قد احتاج هنا لتلك الديباجة المقدمة أو حتى سمها ما شئت للتأكيد على أن النقد والاختلاف لا ينقص من قدر صاحبته التي سأخاطبها بعد ذلك بلقبها العلمي كدكتورة وباحثة سعودية عادية من المفترض أن تتعرض للنقد البناء والاختلاف خاصة إذا تطرق الحديث عن ندوة مساهمة المرأة في التنمية التي أعيب على التنظيم فيها فرض حصانة أدبية أحيطت بالندوة وانفرادها دون الندوات الأخرى بعدم وجود أوراق عمل مصاحبة معقبة ومحاورة للورقة الرئيسة أضف الى ذلك اقتصار الأسئلة على الشكل المكتوب وقصاصات الأوراق الأمر الذي يخالف أسلوب مكتبة الملك عبدالعزيز في اتاحة فرصة النقاش والمداولة الشفوية المباشرة في فعاليات الموسم الثقافي.
في البداية ومن خلال تمعني في السيرة الذاتية للدكتورة المتحدثة أجد حيزا يجب القاء الضوء عليه يتعلق بشهاداتها العليا التي حصلت عليها في كلية الأداب والتربية في تخصص اللغة العربية بجانب الخبرات المتراكمة في سلك التدريس والتعليم الأمر الذي أوقع الباحثة الجوهرة في جدلية عدم تناول موضوع المرأة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالشكل الذي يخدم ويعالج تدني المساهمة الفعلية في سوق العمل والوظائف بالشكل الذي ينهض بوضع الاناث في المجتمع السعودي بعيدا عن التنظير، هذا وبالمرور السريع على مساهمات الدكتورة الجوهرة الثقافية نجد أنها أولها يتعلق بتطوير وتنظيم الدراسة في كليات البنات وحتى آخر مشاركة كانت لها عن تعليم المرأة السعودية منذ التأسيس وعليه اعتقد امتدادا لذلك ان الدكتورة لو تناولت موضوعا آخر يصب في صميم تخصصها بالتربية والتعليم لكان للندوة وقع أكبر.
لذلك أود التطرق لبعض المحاور التي اختلف فيها مع الدكتورة المحاضرة.
المحور الأول:
ذكرت الدكتورة عدم سلامة الأخذ بنسبة مساهمة المرأة في خطة التنمية السادسة والمقدرة 5%, نظرا لكون تلك النسبة غير دقيقة وينقصها اضافة مساهمة المرأة القابعة في المنزل تماشيا مع القيمة الاقتصادية للنشاطات المنزلية والحديث هنا على ذمة الدكتورة الجوهرة الأمر الذي اختلف فيه جملة وتفصيلا نظرا لكون تلك الشريحة عاطلة اقتصاديا عن العمل بكل المقاييس وخارج سوق المهن والوظائف المدرة للربحية والحديث هنا بغض النظر عن أهمية دورها الاجتماعي الذي سمي اجتماعياً نظرا لكونه كذلك وهو الأبعد ما يكون للجانب الاقتصادي الممكن احتسابه في المعدلات التنموية.
هذا وقد يكون الحديث مقبولا بلغة العصر إذا ما تم الحديث وملامسة واقع المرأة السعودية الطموحة وجدوى الاستفادة من فرص العمل التي تتيحها ثورة المعلومات وامكانية مزاولة الأعمال والوظائف عن بعد عبر الاستغلال الأمثل والكفاءة لشبكة الانترنت مع بيان تفصيلي شارح عن الكيفية التي يمكن عبرها مزاولة الأعمال عبر الانترنت.
المحور الثاني:
تم الاشارة بما مفاده لا نصه في ورقة عمل الدكتورة الجوهرة بأن التقدم والرقي لا يتم عبر المصانع أو التجارة أو أسواق العمل كما استبعدت دور المخططين الاقتصاديين انتهى هذا ومن جهة نظري أرى أن في ذلك تنظيراً كبيراً للغاية لا يلامس أرضية الواقع الذاهبة بالتأكيد على كون الاقتصاد هو الحصانة الذي يجر العربة ويحرك معدلات النمو الاقتصادي فما هي قيمة الدوافع في هذا الانجاز الذي ينظر حولها دون وجود القنوات السليمة التي تستثمر ذلك الدافع لدى الفرد العادي وكيف نستبعد دور الرساميل رؤوس الأموال التي تنهض بالمؤسسات التجارية والصناعية وتحتضن الأفراد القادرين على العمل والاستغلال الأمثل للكفاءات والدوافع الانجازية.
المحور الثالث:
تم التركيز والاتكاء في ثنايا الندوة على كفاءة الدور الاجتماعي للمرأة ووجوب احتسابه في معدلات المساهمة في الخطط التنموية مع بيان ما لتربية الأجيال والأعمال المنزلية من قيمة لا تملك كاتبة هذه السطور في الدراسة النقدية التي ملخصها بين أيديكم سوى التسليم بمبادىء دور المرأة في المنزل لكن دون انكار للمساهمة الفعلية لها في سوق العمل والوظائف وأعيب على الدكتورة تكحيل قضية اسهام المرأة في التنمية بدعوة لاحتساب عمل المرأة كمربية للأجيال والأنشطة المنزلية دون توجيه الاهتمام الكافي بالأنشطة الاقتصادية المدرة للربحية والدخل المالي الثابت بما يتماشى مع عنوان الندوة التي فيها تقديم كلمة المساهمة الاقتصادية عن الاجتماعية في العنوان الرئيسي.
المحور الرابع:
ولم يتضمن الحديث عن التوصيات التي خرجت بها الباحثة الى التطرق بأي شكل من الأشكال مباشر اكان أو غير مباشراً لأهمية دور القطاع الخاص الأهلي في تنشيط دور المرأة في التنمية الاقتصادية رغم أنه يعاب على قطاع الأعمال النسائي انه محدود ولا يتبع اقتصاديات الحجم الكبير حيث لم يعرف حتى الآن عن انشاء شركات أعمال جامبو عملاقة باستطاعتها توظيف الراغبات في دخول قطاع الأعمال الخاص فمن سلبيات قطاع الأعمال النسائي تقوقع سيدات الأعمال في الأنشطة التجارية المتعلقة بالخياطةوالأزياء ودور الحضانة دون توجيه القدر الكافي للأنشطة الأخرى الأكثر الحاحا والخادمة لمتطلبات التنمية الاقتصادية الفعلية.
ختاما,, أرى ان قضية اشراك المرأة في التنمية الاقتصادية لو أنها تمت ضمن مبادىء الأدوار الاجتماعية باكتفاء النساء حتى النشيطات تنمويا منهن بالجلوس في المنزل وممارسة الأدوار الاجتماعية والأنشطة المنزلية ليتماشى ذلك مع التوجه نحو تعظيم الدور الاجتماعي على حساب الاقتصادي والدعوة لاحتسابه ضمن معدلات مساهمة الاناث في الخطط التنموية دون مراعاة طموح الاناث السعوديات الباحثات عن موضع قدم في سوق العمل يدر عليهن دخولات وعوائد مالية مجزية.
وبعيدا عن النظريات لا أماري على الاطلاق بدور المرأة الرئيسي في تربية الأجيال والقيام بالأعباء المنزلية لكن دون المساس أو التقليل من المشاركة الفعلية في سوق العمل.
وقطعا يبقى للتذكير,.
بأنه ليس بالأدوار المنزلية أو حتى الأنشطة الاجتماعية وحدها يصلح ويتغير أحوال النساء في طول الدنيا وعرضها كما أن الحديث والمغالاة في ذلك لا يمكن أن يضمن رغيف الخبز بأي مقياس كان ولو أن السابق جانب الصواب لما تنافست الكوادر النسائية على المناصب العليا أو حتى قبلت المعلمة السعودية حديثة التخرج بالعمل حتى في الهجر والمناطق البعيدة عن مسكنها الرئيسي.
هذا ورغم أني أرى أن الحديث عن مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فضفاض للغاية إلا أني آمل أن أكون قد وفقت في قراءتي النقدية في القاء فيض من غيض من تدني مساهمة الاناث في التنمية الشاملة في الوطن الغالي مذكرة أنني أدعو المرأة الى المشاركة الفعلية في التنمية الاقتصادية في حدود تعاليم الاسلام وقيم المجتمع.
* عضو جمعية الاقتصاد السعودية عضو الجمعية السعودية للإدارة
NADA@JOURNALIST.COM
|
|
|
|
|