| الاقتصادية
يقال: إن التجارة شطارة، ويقال: إن التجارة فن، وصاروا يقولون: إنها علم وخبرة، ونحن نعايش كل تلك الأشكال، لدرجة أصبحت اللعبة مكشوفة، ويريد البعض ان يضحك على المستهلك في وضح النهار,, هذا ما يحدث في بلادنا وبين ظهرانينا.
تحطيم الأسعار صارت كلمة نراها أينما اتجهنا، وحيثما صوبنا وجوهنا، وأينما أردنا الحل والترحال، وبصراحة لا يوجد مثيل لذلك بهذا الشكل الفظ في أماكن أخرى على حد علمي المتواضع، هل نحن مجتمع استهلاكي لهذه الدرجة؟ هل يستهان بالإنسان وفكره وعقله لهذه الدرجة التي وصلت إلى حد السخف والسخرية والاستهزاء، كيف يعقل أن يكون هناك تخفيض للأسعار بنسبة 50% وأحياناً 70% ولا يزال هناك ربح؟ ما هي الحقيقة؟, وإلى متى يستمر هذا؟ أليس هناك ضوابط لهذه العملية؟ هل يجوز التصرف هكذا وكأننا في غابة؟
بعض المتاجر والمحلات تقترح علينا تحفيضات هائلة، ونرى اللوحات المرافقة لذلك، والدعاية الإعلانية في الصحف والمجلات، ويدوم ذلك لأشهر، ولا تنتهي التخفيضات حتى تبدأ غيرها، كيف هذا والسنة كلها تخفيضات بتخفيضات؟ بصراحة لم نعد نعرف سعر السجادة الحقيقي يا سادة!!
أحد المحلات صار يطلع علينا بالإعلانات يومياً وكل يوم يذكر لم يبق من هذا الصنف إلا خمس قطع أو تسع قطع، أو العرض لمدة ساعتين فقط، أو العرض لأول عشرين زائراً وفي كل يوم هناك بروفة جديدة، هل يا ترى يجوز الإعلان بهذا الشكل، وبهذه الإغراءات؟ وهل هذا هو الفن؟!
أما الطامة الكبرى فهي التخفيضات المرافقة للهدايا، وأحياناً تكون الهدية أكبر من السلعة نفسها قيمة، ولكنك تدفع أضعافاً مضاعفة بالتأكيد!!أما خداع الأطفال والنساء فحدث ولا حرج، ولذلك حذار من ترك النسوة يتسوقن بأنفسهن؛ لأنهن ضحايا بالتأكيد، وحذار من هؤلاء الذين يجيدون فن التلاعب بالألفاظ والأسعار كيفما أرادوا! بعد الحملة المناهضة لبعض البضائع وابتعاد الناس عن تلك البضائع اتجهت أنظار أصحاب تلك البضائع لفنون عجيبة، ومنها تحريك شهية وغرائز الأطفال بالألعاب والهدايا والمسميات العجيبة، حرام يا جماعة أن تستغلوا براءة الطفولة، أم أن فنونكم يجب ان تطال الجميع؟ باختصار، لا أقول إلا بلا تعليق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|